http://anapress.net/a/482485579792844
انتشرت في الآونة الأخيرة في مناطق ريف حمص الشمالي ظاهرة التسول بشكل ملحوظ لاسيما على الطرقات العامة وأبواب المحال التجارية في الأسواق وفي الشوارع الحيوية للمدن المحاصرة.
ولعل الفقر والبطالة المطبقة التي يعاني منها أكثر من 80% من أهالي المناطق المحاصرة في ريف حمص الشمالي بحسب الإحصاء الصادر عن الهلال الأحمر في نهاية العام 2016 كان هو العامل الأبرز الذي برر لهؤلاء ما يقومون بع من أعمال.
بدأت ظاهرة التسول تنشط في المنطقة في منتصف العام 2014 لاسيما في منطقة تير معلة والتي كانت تعتبر أحدى أهم البلدات الأمنة لعشرات الألاف من المدنيين الذين غادروا منازلهم وقراهم في ريف حمص الشمالي بسبب المعارك والقصف المستمر ما بين فصائل المعارضة وقوات الأسد.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته "أنا برس" في المنطقة فقد تفاوتت الأراء بين متعاطف ورافض لفكرة التسول وبين من اتهم الأهالي والمنظمات الخيرية بالتقصير في تقديم المساعدات للمحتاجين وهو ما دعاهم للمضي قدما نحو هذا الفعل.
وائل السليمان 34 عاما من أهالي مدينة تلبيسة تحدث لـ "أنا برس" موضحًا أن الحصار المفروض على المنطقة وغلاء الأسعار بالإضافة للبطالة تعدّ من أهم الأسباب الت ساهمت بانتشار هذه الظاهرة، لافتاً الى أن الفساد الكبير المتواجد ضمن أغلب المؤسسات الخيرية لعب دوراً سلبيا وساهم في انتشارها.
وأضاف السليمان الى أنه لا يمكن أن يستثنى أحد من الذين يمسكون زمام الأمور في المنطقة فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع , و أولها المؤسسات الإغاثية، وأردف بضرورة إيجاد فرص عمل لديها من أجل المساعدة بتوقف هذه الظاهرة.
ويضم الريف الشمالي لمحافظة حمص أكثر من 300 ألف نسمة موزعة ضمن بقعة جغرافية واسعة تمت محاصرتها من قبل قوات الأسد بشكل كامل في منتصف العام 2015 بعد ان بدء الأخير بعملية عسكرية هدفت لفصل ريف حمص الشمالي عن ريف حماه الجنوبي الذي كان يعدّ في تلك المرحلة الشريان الحيوي الوحيد الذي تعتمد عليه الأهالي لتأمين احتياجاتهم اليومية، قبل أن يتم التوصل الى اتفاق يقضي بفتح معبر الدار الكبيرة الذ أصبح بدوه المتنفس الوحيد لريف حمص الشمالي باتجاه مدينة حمص الواقعة تحت سيطرت قوات الأسد بالكامل باستثناء حي الوعر المحاصر.