خروج إيران من سوريا.. ورقة مناورة لأطراف عديدة

أكدت الولايات المتحدة الأميركية من جديد مطالبتها بخروج الميليشيات الإيرانية من سوريا دون شروط، وذلك عقب تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن مسألة خروج الميليشيات الإيرانية تخص إيران والنظام السوري وحدهما.

وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية "ناثان تك" في تصريح لقناة "روسيا اليوم": إنه يعتقد أن خروج الميليشيات الإيرانية يجب أن يتم دون شروطٍ، وليس من حقها ولا من حق النظام السوري ارتكاب التجاوزات ضد السوريين.

وكان الرئيس الروسي قد أكد أمس وفق ما ذكرت "رويترز" أن مسألة خروج الميليشيات الإيرانية من سوريا هو موضوع يخص كلاً من النظام السوري وإيران فاعتبر أن "الدولتان مستقلتان وعليهما الاتفاق فيما بينهما" على مسألة خروج الميليشيات أو بقائها.

وبحسب "ناثان تك"، فإن "الوجود الإيراني في سوريا يمثل تدخلاً في شؤون السوريين، وإن النظام السوري لا يتمتع بالشرعية حتى يدعو قوات أجنبية للأراضي السورية."

واعتبر المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، "إن وجود الميليشيات الإيرانية يمثل أمراً خطيراً جداً يعيق إمكانية الوصول إلى حل سياسي للوضع في سوريا؛ حيث تدفع النظام السوري نحو حسم عسكري، إلا أن "الحسم العسكري في سوريا مستحيل"، كما أنها تشارك يومياً في انتهاكات ضد المدنيين الأبرياء."

وكان بوتين، قد أشار إلى أن بلاده ليس من مهامّها إقناع إيران بالخروج من سوريا، موضحاً أن نجاح موسكو في إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الجولان لا يعني قدرتها على إخراجها من كافة أنحاء البلاد.

وتعليقًا على ذلك، يقول المحلل السياسي حسام نجار، في تصريحات لـ "أنا برس" إن "مسألة الوجود الإيراني في سوريا موضوع حساس وشائك لجميع الأطراف.. فالوجود الإيراني في سوريا أصبحت له منعطفات كثيرة اقتصادية وعقائدية واجتماعية، بالإضافة إلى العسكرية، والجميع يتحدث عن الوجود العسكري فقط حديثاً دون فاعلية على إنهاء هذا الوجود".

وبحسب النجار، فإن "حديث بوتين جاء مستعيداً لما قاله من فترة سابقة أنه لا يستطيع الطلب من الإيرانيين الخروج من سوريا، وإنما هي علاقة تبادلية وتشاركية بين النظام وإيران، وأنه فعلاً لا يستطيع لكنه يستطيع الاستفادة من كلتا الحالتين أي الوجود وعدمه، بمعنى أن الوجود الإيراني على الأرض يدعم وجود قواته في الجو وهذا يمهد للسيطرة على كامل الأراضي التي يحتلها النظام، لكن بالوقت نفسه ولرغبة ايرانية بالوصول للمياه الدافئة وتكون له منافس في تلك المنطقة فإنه لا يرغب بوجودها ويعمل على تسريع الحل السياسي".

لذلك -وفق النجار- فإن بوتين  "يعمل على عدة خطوط وعدة مسارات؛ كي يرضي الجميع، وبالدرجة الأولى إرضاء تل أبيب بإعطائهم إحداثيات القوات الإيرانية على الأرض السورية بدقة وتفصيل من جهة، ومن جهة ثانية يصرح بعدم قدرته على الطلب من الإيرانيين الخروج وأن هذا يشكل علاقة بين النظام وإيران،  لكن من الواضح فأن روسيا ستعمل على تقويض الوجود الإيراني في سوريا.

وحول الموقف الأمريكي من التواجد الإيراني في سوريا، يعتقد الخبير السياسي، بأن تصريحات واشنطن حول إخراج إيران هي عبارة عن تصريحات إعلامية ولهم عدة رغبات بالوجود الايراني من عدمه، فهذا الوجود "يدعم وجودهم بشرق الفرات ويجعله وسيلة متزايدة للابتزاز المالي والعسكري للمنطقة فلدى الأمريكان الوسائل الكفيلة بإخراج إيران لكنهم لم يستخدموها".

ويضيف النجار: "حتى تل أبيب ليست لها أية مصلحة بخروج إيران من سوريا، فهي تستخدم هذه الميلشيات كفزاعة.. إن كل ما يصدر من واشنطن وتل أبيب ماهي إلا حرب إعلامية لوضع المنطقة تحت الهيمنة الاسرائيلية غير المباشرة".

اقرأ/ي المزيد:

 إيران وإسرائيل وثالثهما روسيا.. مناوشات ووساطات بطلها المشهد السوري