موقف أميركي صارم من اللواء جميل حسن

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الأربعاء 6 مارس/ آذار 2019 عن دعمها طلب ألمانيا من لبنان تسليم رئيس المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن، بعد اتهامه بالتورط في "جرائم قتل وتعذيب" في سوريا.

وأصدرت الخارجية الأميركية بياناً اليوم، قالت فيه إن واشنطن تسعى بصورة مستمرة إلى تسليط الضوء على "انتهاكات نظام بشار الأسد في سوريا" ومن بين تلك الانتهاكات "التعذيب".

كما جددت دعوتها للنظام السوري من أجل السماح بالمنظمات المستقلة المعنية بالمراقبة والتفتيش الدخول إلى مراكز الاحتجاز للمعاينة وإصدار تقاريرها.

وشدد بيان الخارجية الأميركية على أن واشنطن تدعم كل الجهود الخاصة بإخضاع المسؤولين "المتورطين في فظائع ارتكبت في سوريا" للمحاسبة. وهي ترحب في السياق ذاته بأي قرار سوف يتخذه لبنان من أجل تسليم اللواء جميل حسن إلى ألمانيا.

وكانت صحيفة "دير شبيغل"، قد كشفت يوم الأحد الماضي، عن أن ألمانيا سلمت لبنان طلباً رسمياً بتسليم جميل حسن الذي يتلقى العلاج في أحد مشافيه. لكن الصحيفة ذاتها اعتبرت أن فرص تحقق ذلك "ضعيفة" بسب حزب الله.

واللواء جميل حسن رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية، ضابط برتبة لواء و أحد كبار مسؤولي النظام السوري ، من مواليد ريف حمص، ووجهت إليه اتهامات بقمع "الثورة السورية" بخاصة في ضواحي مدينة دمشق ودرعا. (اقرأ/ي تفاصيل إحدى القضايا المتورط فيها جميل حسن: تفاصيل قضية أدين فيها 3 من كبار ضباط النظام بمذكرات توقيف دولية).

وفي 26 أغسطس/آب 2012 انتشرت شائعات عن اغتياله في مكتبه على يد الجيش الحر، قبل أن يتبين أنها مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. وفي 8 يونيو/ حزيران 2018 صدرت بحقه مذكرة توقيف تم تعميمها على الإنتربول الدولي من قبل المدعي العام في جمهورية ألمانيا الاتحادية للاشتباه بمسؤوليته عن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت في سوريا منذ العام 2011.

إشارة حمراء

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، في 25 فبراير/شباط الماضي عن مصادر أوربية في بيروت –لم تُسمها- أن منظمة الإنتربول لمكافحة الجرائم الدولية وضعت "إشارة حمراء" على اسم مدير إدارة الاستخبارات الجوية في سوريا اللواء جميل حسن، طلبت بموجبها من الدول الأعضاء فيها العمل على توقيفه بتهمة ارتكابه جرائم بحق الإنسانية خلال فترات من الحرب في سوريا. (المصدر ومزيد من التفاصيل: تحرك جديد من الانتربول ضد مدير الاستخبارات الجوية في سوريا).

وقالت المصادر الأوروبية، بحسب الصحيفة، إن مكتب الإنتربول في بيروت تلقى رسالة بهذا الخصوص تطلب منه إبلاغ السلطات المعنية في لبنان بالعمل على توقيفه في حال ثبت وجوده داخل الأراضي اللبنانية.

 وأكدت أن مذكرة التوقيف بحق اللواء حسن خلت من ذكر هويته كاملة؛ أي أسماء عائلته ووالديه بالكامل. ولفتت إلى أن المذكرة بتوقيف اللواء حسن جاءت بطلب من المنظمات الإنسانية في ألمانيا التي تعمل على رعاية النازحين السوريين الذين لجأوا إليها، وتُقدِّم لهم كل أنواع الإغاثة المطلوبة؛ ومنها الصحية، وبينهم الذين أدلوا بإفاداتهم بخصوص تعرّضهم للتعذيب الجسدي والنفسي على يد مجموعات عسكرية تابعة للاستخبارات الجوية في الجيش السوري.

وكانت وسائل إعلام ألمانية تحدثت عن اضطرار اللواء حسن إلى الانتقال من دمشق إلى بيروت لتلقي العلاج في أحد مستشفياته، لكن تبين من خلال التدقيق في قيود الأمن العام اللبناني الخاصة بحركة الانتقال عند نقاط الحدود الدولية البرية بين لبنان وسوريا، أن اسمه لم يرد بتاتاً في هذه القيود. كما أن عدم وجود الهوية الكاملة للواء حسن على طلب توقيفه وتسليمه إلى الجهة التي ادعت عليه في ألمانيا، يبقي هذا الطلب عالقاً إلى حين تبيان هويته الكاملة.