http://anapress.net/a/284334724462779
يلف الغموض مصير الأزمة الدبلوماسية في الخليج في الوقت الراهن مع دخولها للشهر الرابع دونما بوادر لحلحلة تلك الأزمة، مع تصعيد من جانب دول المقاطعة يواجهه مقاومة قطرية قوية وتصعيد آخر في المحافل الدولية من جانبها ضد تلك الدول التي ترى الدوحة أنها فرضت "حصارًا" عليها.
وفي هذا الصدد، أصدرت الهيئة المنظمة لمؤتمر "قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي، الذي ينعقد في 14 سبتمبر الجاري" دراسة حديثة تناولت من وجهة نظرها سيناريوهات ثلاثة رئيسية تضمنت الآتي:
السيناريو الأول: المصالحة
قالت الدراسة إنه "مع استمرار المقاطعة وما لها من آثار اقتصادية وسياسية بالغة على الحكومة القطرية، قد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى سعي النظام القطري للتصالح عقب عملية تفاوضية. مشيرة إلى الدور الإيجابي الذي يمكن لدولة الكويت أن تلعبه في ذلك الصدد باعتبارها وسيط متوافق عليه بين الطرفين (معسكر المقاطعة من جهة، والنظام القطري من جهة ثانية).
السيناريو الثاني: تغيّرات داخلية بنظام الحكم
أفضت الدراسة التحليلية التي قامت بها الهيئة المنظمة للمؤتمر إلى سيناريو مرتبط بتغيير نظام الحكم في قطر من خلال "انقلاب سلمي". وقالت الدراسة إن الأوساط الدبلوماسية تناقش حاليًا إمكانية حدوث انقلاب على يد مجموعة من أسرة آل ثاني الحاكمة يطيح بالأمير تميم بن حمد. وأوضحت في الوقت ذاته أن وجود القوات التركية على الأراضي القطرية قد يضعف من احتمال حدوث تمرد، وفي المقابل فإن تركيا تتعرض لضغوط دولية متزايدة لسحب قواتها.
السيناريو الثالث: تدخل عسكري!
تطرقت الدراسة إلى احتمالية حدوث "تدخل عسكري خارجي"... وقالت إن "أي تحرك من هذا القبيل سينجح خلال أيام قلائل في الإطاحة بالنظام القائم". متناسية تأكيدات دول المقاطعة في غير مرة على أن عسكرة الأزمة غير مطروح إطلاقًا. ذلك في الوقت الذي شدد فيه مراقبون على أن ذلك المخطط يخدم المصالح الإيرانية للمزيد اقرأ: خيارات قطر ومعسكر المقاطعة.. وطهران تتحين الفرصة لعسكرة الأزمة
وتغافلت الدراسة التي أجرتها الهيئة المنظمة للمؤتمر سيناريوهين آخرين، إذ ارتكزت في تعاطيها مع الأزمة على سيناريوهات "تنازل" الدوحة ورضوخها لمطالب الدول الأربع، دونما التطرق لسيناريوهات تنازل معسكر المقاطعة في ضوء نجاح قطر في مقاومتها للأزمة بصورة مباشرة. وهنا يضيق محللون سيناريوهين آخرين.
السيناريو الرابع: التراجع التكتيكي لمعسكر المقاطعة
لم يحقق معسكر المقاطعة الغرض النهائي من موقفه، وأبدت الدوحة تمسكًا برفضها للاتهامات الموجهة إليها وأعلنت من جانبها موافقتها على التفاوض دون نوايا مسبقة أو اتهامات مسبقة. وهو السيناريو الذي قد يكون مطروحًا على مائدة الدول الأربع لدى تعثرهم في التوصل لغرضهم الرئيسي، إذ يتم التفاوض على أساس إبداء حسن النية، يتضمن ذلك تنازلًا عن بعض المطالب التي أثارت لغطًا واسعًا خلال الفترة الأخيرة. يفتح ذلك التفاوض الباب على مصراعيه أمام تنازل الدول الأربع على عكس السيناريو الأول الذي يفرض تنازل قطر.
السيناريو الخامس: أزمة ميتة!
ويظل سيناريو "استمرار الوضع على ما هو عليه" قائمًا. بما يجعل منها "أزمة ميتة" لا غالب ولا مغلوب فيها. بما يهدد استقرار دول الخليج بصفة عامة وتماسك مجلس التعاون الخليجي. وتوقعت الدراسة السابق الإشارة إليها امتداد الأزمة الدبلوماسية باستمرار المقاطعة التي تفرضها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية إلى العام 2018، ورأت أن ذلك قد يؤدي إلى شح في المواد الغذائية والتذمر الشعبي داخل قطر، وحتى إلى حدوث انقلاب أو تدخل خارجي، وتوقعت أن يضطر الأمن القطري لممارسات عدوانية تجاه الشعب في ضوء تصاعد الأزمة الداخلية، وفق منظور الهيئة المنظمة التي أصدرت الدراسة.