خيارات قطر ومعسكر المقاطعة.. وطهران تتحين الفرصة لعسكرة الأزمة

دخلت دول معسكر مقاطعة قطر الذي يضم كلًا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في سباق أنفاس مع الدوحة التي نجحت في أن تكسب جولات جديدة تمثلت في إحباط مساعي الرباعي العربي في استصدار قرارات ومواقف أوربية وأمريكية ضد الدوحة، في خط متواز مع خسائر تكبدتها قطر جراء المقاطعة عبّرت عنها البيانات والتقارير الصادرة عن العديد من المؤسسات المالية الكبرى والتي أعلنت توقعات سلبية للاقتصاد القطري.

قال مسؤول عسكري منخرط ضمن استراتيجيات وخطط مكافحة الإرهاب لدى إحدى الدول الأربع المقاطعة لقطر، إن إيران باعتبارها لاعب رئيسي في الأزمة الخليجية الراهنة عقب أن استعانت بها الدوحة لتزويدها بالبضائع والمواد الغذائية وسد الفراغ الذي أحدثته المقاطعة أو الحصار، تتحين الفرصة من أجل عسكرة الأزمة ومحاولة دفع الرباعي العربي وبالتحديد المملكة العربية السعودية لاتخاذ قرارات "متهورة" باستخدام القوة العسكرية.

وأفاد بأن "إيران استخدمت الأزمة السورية لتجد موطئ قدم بصورة مباشرة في المنطقة جنبًا إلى جنب وتواجدها وعلاقاتها في لبنان والعراق وكذا في اليمن، وكان من المهم لها أن تجد قدمًا داخل قلب الخليج، وأتاحت لها الأزمة الحالية أن تعمق علاقاتها مع قطر، وتواصل تهديداتها للسعودية.. وتسعى إيران لاستفزاز المملكة ومحاولة جرها لاتخاذ إجراءات تفتح وابلًا من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة".

وأكد المصدر –الذي فضّل عدم ذكر اسمه- أنه لا نية لأي تصعيد عسكري من جانب الدول الأربع، وأن المسألة تسير في الأطر السياسية والدبلوماسية دون استخدام القوة بأي شكل من الأشكال، لأن هناك إدراك حقيقي للمشروع الإيراني. مؤكدًا أن استخدام القوى سوف يكون في حالة واحدة فقط وهي تعرض أي من تلك الدول لتهديدات مباشرة وعلنية.

لا خاسر تمامًا ولا كاسب بشكل مطلق، هي المعادلة الراهنة التي تحكم الأزمة، فقطر تواصل المقاومة والرباعي العربي يبدو أنه استنزف أدواته بصورة أو بأخرى حتى ترددت أنباء عن مواقف سعودية "مرنة" عقب عيد الأضحى ومع قرب انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي تخالف بها اجتماع الإمارات ومصر على وجه التحديد وموقفهما الصلب إزاء قطر. حسبما أكد مصدر دبلوماسي مصري لـ "أنا برس" في تصريحات شدد فيها على أن هنالك مخاوف بالفعل من انقسام داخل الرباعي العربي، وهو الانقسام الذي قد يعزز فرص قطر في الخروج السريع من الأزمة ويكسبها جولات إضافية.

وشدد المصدر (وهو مساعد سابق لوزير خارجية مصر) على أن خيارات معسكر المقاطعة إذا ما استمر على تماسكه تتمثل في مواصلة الضغط على قطر ولربما أدواتها في أوربا والولايات المتحدة، والاعتماد على سياسة "النفس الأطول"، بينما خيارات قطر بالمثل تتمثل في محاولة كسب الوقت من أجل أن يكون لها الفرصة في "تمييع الأزمة" لصالحها، طالما أنه من المستبعد أن تستجيب للمطالب التي تقدمت بها الدول الأربع.