http://anapress.net/a/27989499472481
تواصل قوات النظام مع مساندة روسية تصعيدها العسكري العنيف وارتكابها المجازر على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، بالرغم من أنها أثبتت فشلها في الساعات الماضية بالتقدم على جبهة إدارة المركبات رغم التحشد الهائل للمضي خطوة واحدة داخل المبنى.
وقُتِلَ ما لا يقل عن 27 مدنياً بينهم نساء وأطفال في غاراتٍ روسية مكثفة طالت الأحياء السكنية في بلدة مسرابا وعربين أمس الخميس، بموازاة ذلك ألغت الهيئة الشرعية العامة في الغوطة الشرقية إقامة شعائر صلاة الجمعة اليوم تخوفاً من القصف.
وأفاد مراسل "أنا برس" في ريف دمشق، بسقوط أكثر من 70 قتيلا خلال أسبوع واحد جراء القصف الصاروخي والجوي للنظام على الغوطة الشرقية. ومضيفاً أن غارات استهدفت دوما وحرستا وعربين، واستهدفت أعنف الغارات التي يرجح أنها روسية مباني سكنية ببلدتي مسرابا وعربين مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 20 مدنيا بينهم 3 أطفال.
ويتزامن تصعيد النظام العسكري مع الحصار الذي يفرضه على المنطقة التي تؤوي نحو 400 ألف مدني، وأدى الحصار المستمر منذ قرابة 5 سنوات إلى تسجيل عدة وفيات مؤخراً، بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن إحدى مناطق تخفيف التوتر، وعلى رغم إعلان روسيا في 22 من تموز الماضي سريان مفعول وقف إطلاق النار في الغوطة، فإن النظام يواصل هجماته عليها من دون انقطاع.
وتعليقاً على هذه التطورات، يقول رئيس أركان الجيش الحر سابقًا اللواء السوري سليم إدريس، إن روسيا التي ساندت نظام الاستبداد في دمشق عسكريا وسياسياً ودبلوماسيا واقتصاديا ماضية في محاولات قمع الثورة والقضاء عليها وتثبيت أركان نظام الطائفية والاستبداد.
ويوضح اللواء إدريس خلال حديثه لـ" أنا برس"، أن اتفاقات سوتشي بخصوص مناطق خفض التصعيد لم تكن إلا مرحلة لكسب الوقت وإخراج المعارضة السورية المسلحة من الصراع مع نظام الاستبداد السوري وزجها في مواجهة من تسميهم هي ومعها المجتمع الدولي القوى المتطرفة
فروسيا تعلم أن مآل هذه الاتفاقيات سيفضي لاحقاً إلى الحاق هذه المناطق وإجبارها على الرضوخ لسلطة نظام الاستبداد من خلال الضغط عليها من باب المساعدات الإنسانية والخدمات.
ويؤكد على أن موسكو تسعى جاهدة للقضاء على مفاوضات جنيف بشكل كامل وفرض الحل الذي تريده هي بعيداً عن أي مشاركة أو ضمانات دولية، والحل الذي تريده روسيا بات يعرفه الجميع وهو إعادة إنتاج نظام بشار وأركانه وتثبيت الاحتلال الروسي لسوريا وفرض الهيمنة عليها.
ويتابع: صدرت في الأيام الأخيرة تصريحات من أطراف عديدة معارضة برفض مؤتمر سوتشي وما سيصدر عنه من نتائج وعدم الرغبة في المشاركة بهذا المؤتمر، وتزامن ذلك مع تصريحات دولية لم تكن متحمسة لعقد مؤتمر سوتشي.
لذلك فإن روسيا تريد من خلال التصعيد العسكرية في الغوطة وفي إدلب وأريافها وأرياف حماة أن تجبر المعارضة عسكريا على الرضوخ لشروطها. وفق إدريس
ويختم رئيس أركان الجيش الحر سابقًا، أن روسيا شريكة الاسد في الإجرام بحق السوريين وعلى المعارضة المسلحة أن تكون واعية ومدركة لفصول هذه المسرحية الهزلية وكان من الواجب وقبل أن تبدأ روسيا بالتصعيد أن تكون المعارضة المسلحة قد أكملت استعداداته لأي طارئ.. فاليوم كل شيء أصبح واضحاً واللعب يتم على وجه الطاولة وليس تحتها أو وراء الكواليس والمعطيات تشير على تصعيد غير مسبوق في الإجرام الروسي على جميع الجبهات التي تشمل الغوطة، وارياف حمص الشمالية، وجبهات أرياف حماه وإدلب والساحل.. وفق إدريس
والجدير بالذكر أن وكالات إخبارية نقلت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله: إن المعارضة السورية إذا لم تحضر في نهاية كانون الثاني وبقيت على قرارها بعدم الاشتراك فستحضر بعد شهرين نتيجة القصف الجوي الروسي على مواقعها.
ويشار إلى أن النظام يشن عمليات عسكرية ضد المعارضة في الغوطة منذ أكثر من 8 أشهر رغم شمولها ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد، كما أن الثوار يحاصرون ما تبقى من إدارة المركبات منذ السبت الماضي وقطعوا طريق امدادها، بعد معارك عنيفة تكبدت خلالها قوات النظام خسائر كبيرة ضمن معركة "بأنهم ظُلموا"