ملامح الموقف الأمريكي من الدور الإيراني في سوريا

لم يتأخر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في توضيح سياساته تجاه المنطقة في الأيام الأولى من حكمه، والتي جاءت كما كان متوقعًا بمواجهة إيران ومحاربة الإرهاب. وسريعًا وقعت أولى المواجهات بين واشنطن وطهران على خلفية إجراء الأخيرة تجربة جديدة على صاروخ باليستي متوسط المدى، ليستغل ترامب الموضوع ويهاجم الاتفاق النووي.

وفي سياق متصل قال مسؤول فرنسي رفيع المستوى أمس إن الأولوية لدى واشنطن في سوريا هي إزالة تنظيم الدولة وإخراج الإيرانيين و"حزب الله" منها. وأكد المسؤول، أن إدارة "أوباما" كانت، في رأيه، مستعدة لـ صفقة" حول سوريا مع تكريس التأثير الإيراني فيها، وأن الإدارة الجديدة ستبحث عن اتفاق مع موسكو يتركز على "تقليص التأثير الإيراني في سوريا حتى مع القبول ببقاء بشار الأسد.

هل فعلًا يمكن لترامب أن يضغط على إيران لإخراجها مع ميليشياتها من سوريا؟ و.لماذا لم يستطع أوباما أن يفعل ذلك؟ أليست أمريكا محكومة بنظام مؤسساتي لا تعطي للرئيس إلا حيز محدود بالتصرف؟ تساؤلات تتردد على ألسنة الكثير من السوريين.

يقول رئيس هيئة الإنقاذ الوطني في سوريا الدكتور أسامة الملوحي لـ "أنا برس": فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية نقولها مرارًا وتكرارًا، أي إدارة أمريكية لا تملك حيزًا كبيرًا في تغيير السياسة الأمريكية، وخاصة في السياسة الخارجية، لأن هناك مؤسسات تعمل، وحتى هذه المؤسسات لا ترتبط برأس الهرم وهو الوزير، إنما ترتبط بموظفين في الصف الثاني هم الذين يشتغلون ويضعون الرؤى والسيناريوهات والخطط وكلها معتمدة على تقارير من الأرض ومن كافة المواقع، فالخارجية هي مؤسسة والبنتاغون مؤسسة والـ سي أي إي مؤسسة وهكذا. ومن يأتي على رأس هذه المؤسسة أو تلك كوزير أو معاون وزير لا يستطيع أن يغير ماتم وضعه عبر سنين من سياسات.

وبالنسبة للمسألة الإيرانية يرى الملوحي أن دونالد ترامب استجاب لطروحات المؤسسات الامريكية للتعامل مع الخروقات الإيرانية، فالمؤسسات هي التي طرحت من قبل على أوباما طريقة التعامل مع إيران، وناهيك عن قضية التصريحات والتصريحات المضادة والإدعائية هناك أمر هام للغاية، فإن الذراع البرية لأمريكا في العراق هي ذراع إيرانية، لأن الجيش العراقي والحشد الشعبي يأتمر مباشرة بأوامر من إيران، فقط هناك جزء وهو ما يسمى البيشمركة تسيطر أمريكا عليها سيطرة كاملة. لذلك فالجيش العراقي والحشد الشعبي بيد إيران، فإيران هي التي تقول للجيش العراقي والحشد الشعبي أفعلوا أو لا تفعلوا، فأمريكا بحاجة لإيران بشدة في هذه المرحلة. 

ويختم الملوحي حديثه قائلًا: لا تأخذكم التصريحات التي يدلي بها ترامب كثيرًا، قد تكون وسيلة ضغط على إيران فقط، لكي تعطي إيران مزيد من التعاون ومزيد من التنازلات، ولكن أن يكون هناك صدام بين ترامب وإيران هذا الأمر لا أرجحه، فلن يكون هناك أي تصادم حقيقي بين طهران وواشنطن. ولكن قد تسوء العلاقات بين طهران وواشنطن أما موضوع العقوبات أكثرها هي وهمية.

وبدوره، يقول الأمين العام لحزب التضامن الدكتور عماد الدين الخطيب في تصريحات لـ "أنا برس":  يجب علينا التأكد من صحة التصريحات ومدى مصداقيتها وما هي المادة التي سيستند عليها، فحسب القانون الدولي ومجلس الأمن ما زال النظام يتمتع بالشرعية وهو عضو في الأمم المتحدة ومن حقه الاستعانة بأية دولة لتقديم الدعم له ولذلك فعلى الإدارة الامريكية أن تعمل على طرد النظام من الأمم المتحدة أولا ومن ثم اعطاء مقعدها للمعارضة للضغط حينها على ايران وميلشياتها.

ويردف: أو يجب إقرار خطة سلام في مجلس الأمن وصدور قرار ملزم بخروج كافة القوات والمليشيات من سوريا وهنا سيصطدم بـ الفيتو الروسي المتواجد قواته في سوريا. يعني الامور معقدة ولا اعتقد سينجح ترامب بتحقيقها الا من خلال منطقة امنة وحظر جوي في سوريا بالكامل من خلال حلف الناتو.

وبسؤاله حول مدي أن يكون هناك صفقة بين روسيا وامريكا لتقليص التأثير ونفوذ إيران في سوريا، وخاصة كانت هناك في الأون الاخيرة شد وجذب بين روسيا وإيران بخصوص الحل السياسي في سوريا ، يقول الخطيب: أن تكون هناك صفقة بين روسيا وامريكا لتقليص النفوذ الايراني أشك في صحة هذه المعلومات ولاسيما بأن الموقف الامريكي تجاه روسيا ما زال متشدد فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم والتي تريد امريكا اعادتها لأوكرانيا اما عن وجود صفقة خليجية روسية بهذا الخصوص فهو امر محتمل جدا.