http://anapress.net/a/22215096369335
قالَ وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن "العسكريين الأميركيين يتحدثون إلى شركائهم الكرد وغيرهم في سوريا لتسوية القضايا المتعلقة بدعم واشنطن لهم بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا"، وذلك في كلمة له أمس في البنتاغون.
وكانَ الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" أعلن الاسبوع الماضي أنه "يريد سحب قوات بلاده من سوريا “في وقت قريب جداً". (لمزيد من التفاصل اضغط هنا).
وقالَ البيت الأبيض في بيان الأربعاء الماضي إن "المهمة العسكرية” للقضاء على تنظيم داعش في سوريا شارفت على الانتهاء"، لكن من دون أن يشير إلى أي جدول زمني محتمل لانسحاب القوات الأميركية من سوريا.
لكن أوضح بعد ذلك أن المهمة الأميركية رهن بالقضاء نهائيا على التنظيم الجهادي في سوريا وبـ "نقل" المسؤوليات التي تتولاها القوات الاميركية حاليا الى "القوات المحلية"، التي ستواصل الولايات المتحدة تدريبها، لضمان أن التنظيم الجهادي "لن يعود للظهور مجدداً".
وأكد البنتاغون أن ترامب وافق في اجتماع لمجلس الأمن القومي هذا الأسبوع على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة أطول من أجل هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبيا.
بالونات اختبار
وتعليقاً على الموضوع يقول المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حمادة الأسعد، إن "التصريحات الأمريكية بالانسحاب ليست إلا بالونات اختبار ورسائل موجهة للداخل الأمريكي، وفي حال فكرت واشنطن بالانسحاب فعلاً، فهي تقوم بوضع البديل لها في تلك المنطقة".
ويوضح الأسعد، في تصريحات لـ "أنا برس"، أن "أغلب دول العالم تطمع بالمنطقة الشرقية من سوريا والتي تسمى منطقة الجزيرة والفرات والتي تحوي معظم خيرات سوريا وآبار النفط، لذلك لن تفرط واشنطن بتلك المنطقة وهي ستسعى لوضع قوات سوريا الديمقراطية كحارس على هذه المنطقة".
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأمريكي -كما يعتقد الأسعد- والتي تشير إلى أنها ستدعم قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الفرات والجزيرة "كدليل على أن أمريكا باقية في سوريا لعشرات السنوات عن طريق حلفائها في المنطقة، وقد تسعى واشنطن إلى خلق كنتون أو فيدرالية للأكراد في تلك المنطقة.. وهذا ما يؤكد إصرار الدول الضامنة قبل أيام على التأكيد على وحدة الأراضي السورية".
شرطان
وكان موقع "المونيتور" الأمريكي قد اعتبر في تقرير له أن الانسحاب الأمريكي من سوريا والذي يتم الحديث عنه سيكون واقعياً بشرطين هما: تأمين الاستقلال السياسي لميليشيات الحماية الكردية عَبْر الوصول لاتفاق مع النظام السوري من جهة ومع تركيا من جهة أخرى، وتطبيع العلاقات مع النظام السوري بمجرد مغادرة جميع الميليشيات الأجنبية للبلاد.
قد تطول فترة البقاء أكثر من ستة أشهر ربما، أي لما بعد انتخابات الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكن من الواضح أن الانسحاب سيتم وإنْ بعد حين.