المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

سحب القوات الأمريكية من سوريا.. بين الحقيقة والمناورة

 
   
15:19

http://anapress.net/a/305785107410835
665
مشاهدة


https://youtu.be/Cafj30lVjN4


حجم الخط:

في خطوة عدها الكثيرون بأنها مفاجأة من العيار الثقيل، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اعتزامه "سحب قوات بلاده من سوريا قريباً جداً"، وذلك في كلمة له أمام تجمع في ولاية أوهايو أمس (الخميس)، بينما الخارجية الأميريكية نفت علمها بشأن أي خطط للانسحاب من سوريا. وسط تساؤلات حول ترجمة تلك التصريحات ومدى جديتها، أم أنها "مناورة أمريكية".

قال الرئيس الأمريكي إن قوات بلاده "ستغادر سوريا قريباً جداً، وتترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر"، مضيفًا في كلمة ألقاها في مدينة ريتشفيلد بولاية أوهايو: "سنترك سوريا بعد أن هزمنا داعش 100 في المئة.. لقد هزمناهم بوتيرة سريعة". 

وتابع الرئيس الأمريكي قائلاً: "سنعود قريباً إلى بلادنا (دون أن يذكر موعدًا محددًا)؛ حيث موطننا وحيث نريد أن نكون". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة أنفقت 7 تريليون دولار في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن "ذلك لم يترك شيئاً لبناء مدارس في الولايات المتحدة".

وفي أول تعليق لها على تصريح الرئيس ترامب قالت الخارجية الأميركية: "ليس لدينا علم بخطة ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا"، كما نقلت وكالة رويترز اليوم (الجمعة).

ثلاثة مقترحات 

وتعليقًا على ذلك، يقول المنسق العام لتجمع العمل الوطني للقوى السياسية الوطنية الكاتب والمحلل السياسي السوري المعارض أحمد الرمح، إن "هذه التصريحات هي بالأساس من ضمن ثلاثة مقترحات قديمة منذ العام 2000 تتنازع حولها مراكز القرار في الولايات المتحدة الامريكية"، مشيراً إلى أن "فريقاً يقول إنه يجب ترك المنطقة للحروب بين دولها، وفريق آخر يقول إنه يجب أن يكون هناك احتلال عسكري لهذه المنطقة، وفريق ثالث يقول إنه يجب البقاء في هذه المنطقة.. وهذا كله من حيث المبدأ والاستراتيجية، وهذه الحلول وضعت منذ هجمات سبتمبر (أيلول) 2001".

 ويوضح الرمح، أن "التغيير الحادث في الإدارة الأمريكية مؤخراً يوحي بأن هذه الإدارة هي إدارة حرب.. ولكن ليست حربًا بالمعنى الذي حدث في العراق، إنما ضغوط وضربات عسكرية نوعية، وكل هذه التغييرات هي موجهة ضد إيران، وتقويض دورها في المنطقة".

اقرأ أيضًا:

 نذر تصعيد أمريكي ضد إيران.. هل تستجيب أوروبا؟

وفيما يخص تصريحات ترامب، يرى الباحث والمعارض السوري أنه "منذ فترة تم نشر تسريبات بخصوص طلب واشنطن من السعودية مبلغ 4 مليارات دولار، مقابل تغطية تكاليف انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ولكن هذه الصفقة لم يكتب لها النجاح بسبب خلافات حادة حدثت في مراكز القرار في واشنطن".

ويعتقد الرمح بأنه "إذا كانت واشنطن جادة في عملية سحب قواتها من سوريا، فلن تنسحب خلال مدة قريبة، بل سيكون ذلك على الأقل لمدة ثلاث أو خمس سنوات قادمة؛ لأن هناك تسريبات حول اتجاه لأن تعبر القوات الكردية شرق الفرات نحو غرب الفرات والسيطرة على كامل مدينة دير الزور بحدودها الإدارية حتى حمص".

ويلفت إلى أنه "حتى الآن لم يتم تأكيد هذه التصريحات من قبل المؤسسات السياسية في واشنطن"، ويعتقد الرمح بأن "الأيام المقبلة سوف تظهر مدى جدية في هذا الموضوع.. إن كل ما تريده واشنطن من المنطقة هو تعديل الاتفاق النووي مع إيران، فإن حدث ذلك ستترك إيران تسرح وتمرح في المنطقة وإلا سيكون رد واشنطن تجاه إيران حازماً".

 ربما تريد الولايات المتحدة الابتعاد ولو إعلاميا عن كل ما سيجري لاحقا في سوريا وترك روسيا في الواجهة
 د.باسل الحاج جاسم

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) بوجود ألفي جندي أمريكي في سوريا. وتتعارض رغبة "ترامب" بالانسحاب من سوريا مع ما أعلنه في يناير (كانون الثاني) الماضي وزير الخارجية السابق "ريكس تيلرسون".

واعتبر "تيلرسون" في خطاب في جامعة ستانفورد آنذاك، أن "القوات الأمريكية يجب أن تبقى في سوريا من أجل منع تنظيم الدولة والقاعدة من العودة، ولحرمان إيران من فرصة تقوية موقعها أكثر في سوريا"، وحذر أيضًا من أن "الانسحاب الكامل للجنوب الأمريكيين في هذا الوقت يعيد إحياء الأسد ليستمر بممارساته الوحشية ضد شعبه". 

على جانب أخر يرى الباحث والكاتب السوري الدكتور باسل الحاج جاسم، أن "إعلان ترامب الانسحاب قريبا من سوريا يجعلنا أمام العديد من الاحتمالات".. واستطرد: " الاحتمالالأول أن يكون مجرد خطاب إعلامي موجه للداخل الأميركي أكثر من غيره، بأن الجيش الأميركي أنجز المهمة التي ذهب لأجلها وهي طرد داعش  من دون أي خسائر بين جنوده، على غرار الإعلانات الروسية المتكررة بالانسحاب من سوريا، لاسيما أن واشنطن عمليا تتحرك داخل سوريا عبر أدوات باتت معروفة، ولا أحد يعرف على وجه الدقة إلى اليوم حجم القوات الأميركية داخل سوريا، وعلى وجه الخصوص البرية، وهل فعلا كانت تشارك في معارك؟".

احتمالات

أما عن الاحتمال الثاني يقول الحاج جاسم: إن "إعلان ترامب جاء وفق تقارير أقنعته أن أدواتهم على الأرض السورية باتت تمسك زمام الأمور ويمكن الاعتماد عليها في المناطق السورية التي لها أهمية لدى واشنطن، وهم -أي الأميريكان- يستطيعون التدخل عند الحاجة لذلك بالإضافة لوجود القواعد العسكرية الأميركية على الأرض السورية".

وعن الاحتمال الثالث يعتقد الباحث في العلاقات الدولية بأنه "في ظل الأزمة المتصاعدة بين موسكو والغرب، ربما تريد الولايات المتحدة الابتعاد ولو إعلاميا عن كل ما سيجري لاحقا في سوريا وترك روسيا في الواجهة، وبالتالي ترك المنطقة تدخل بفوضى عارمة ولنهايتها لابد من تدخل اميركي حاسم بقوة عسكرية غير مرهقة.. وقد يكون ترامب أراد الإعلان عن انسحاب إعلامي من أجل البقاء فعليا".

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً مكوناً من أكثر من 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل "تنظيم الدولة" في العراق وسوريا منذ قرابة 4 سنوات.

اقرأ أيضًا:

 قيادي بالائتلاف: روسيا لا تستطيع المواجهة المفتوحة مع أمريكا

 النظام يتخذ إجراءات خاصة في دمشق تحسباً لضربة أمريكية