http://anapress.net/a/210830567421748
كذّبت مصادر محليّة من مدينة منبج لـ"أنا برس" خبر دخول أي قوات عسكريّة تابعة للنظام السوري إلى المدينة، مؤكّدين أنّ قوّات النظام ما زالت في قرية العريمة التي كانوا متواجدين فيها أصلاً قبل إعلان ترمب الانسحاب من سوريا.
وقالت المصادر -التي فضلت عدم ذكر اسمها- إنّ قوّات سوريا الديمقراطية "قسد" في مدينة منبج تنتظر بفارغ الصبر ما سينتج عنه اجتماع وزيري الخارجيّة والدفاع التركيين مع نظرائهما الروس في موسكو، إذ أنّ هذا الاجتماع سيحدّد مستقبل منبج.
المحلل السياسي الذي ينحدر من مدينة منبج حسن النيفي، قال في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" إنّه منذ أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بالانسحاب من سوريا كان لهذا القرار تداعيات كثيرة لعلّ أهمها أمران اثنان؛ الأول هو الفراغ الذي ستخلّفه القوّات الأميركيّة بعد انسحابها، إذ لابد من ملئه والطرفان اللذان سيملآن هذا الفراغ هما روسيا وتركيا، صحيح أنّ الرئيس الأمريكي أعطى الأفضليّة لتركيا، ولكن لا تركيا بمفردها سد الفراغ ولا روسيا بمفردها تستطيع ذلك، ‘ذ لا بد من التنسيق وهنا سيخوض الطرفان معركة دبلوماسيّة سيحاول كل منهما التمسك بمصلحته".
وتابع: الأمر الثاني هو أنّ قسد أصبحت تشعر بـ "اليُتم الشديد" سواء اليتم السياسي أو العسكري، وأصبحت تبحث عن بديل عن المظلة الأميركيّة، ولا غرابة إن كان النظام هو البديل المتخيّل الأول، ذلك أنّ التنسيق بين الطرفين (قسد والنظام) لم يكن وليد اللحظة وإنما تبادل المصالح وتبادل المواقع والتنسيق كان موجوداً منذ البداية، لكن عندما حاولت قسد أن تشيع أخبارا كثيرة بخاصة في مدينة منبج بأنّ النظام سيحل محلّها، كانت الشائعات تمهيد إعلامي لدخول النظام، وحاول النظام أن يتحرّك في هذا الاتجاه سواء من جهة الجنوب أو من جهة الغرب، لكن لم يتحرّك بقوّات رسميّة وإنّما من خلال مليشيات كانت تدخل أصلا بعلم قسد قبل مشكلة منبج، لكن الطائرات الامريكيّة بعثت برسالة واضحة.
ولفت إلى أنّ "منبج لن تشهد مواجهة تكون قسد أحد أطرافها، فعسكريّا تعتبر قسد منتهية، وفي طريقها للذوبان، وإن كانت ستقوم معركة بالفعل فإنها ستكون بين فصائل الجيش الحر من أبناء المنطقة وبين نظام الأسد، وذلك أن الرس إذا أصرّوا أن تكون منبج للنظام، حتّى وإن قبلت تركيا بذلك فلا أعتقد أنّ أبناء المنطقة سيقبلون بهذا الامر، انّ السيناريو الآخر فهو دخول قوّات الجيش الحر وانسحاب قسد بتفاهمات دوليّة وهذا ما يتمنّاه كل أهالي منبج".
الجدير بالذكر أن وفداً تركياً بقيادة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو وصل إلى موسكو اليوم السبت، لإجراء محادثات بشأن سوريا مع نظرائهم الروس، ويضم الوفد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان والمتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، إبراهيم قالين.