http://anapress.net/a/208551371439921
تسعى الأمم المتحدة وعبر منظماتها الإنسانية والحقوقية للدفاع عن حماية الصحافيين وحرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، ومكافحة إفلات الأشخاص الذين يرتكبون انتهاكات بحق هذه المبادئ من العقاب.
اقرأ/ي أيضًا: الكلمة في مواجهة السلاح (ملف خاص)
ويوافق الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي لمكافحة وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، وهو اليوم الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة لأول مرة في العام 2013.
وذكرت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، عبر موقعها الرسمي، أن 90% من حالات قتل الصحافيين تبقى دون عقاب، وفقاً للمعلومات التي قدمتها الدول الأعضاء للمنظمة في العام 2017.
وفي تقييم للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية للبلدان التي تعتبر الأخطر على حرية الصحافة تأتي بلدان العالم العربي في المراتب الأولى في أخطر بلدان العالم على الصحافيين.
وبحسب مؤشر حرية الصحافة للعام 2018 الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود" والذي يقيس أوضاع الصحافة في 180 بلدًا حول العالم، جاءت سوريا في المرتبة 177 قبل الصومال واليمن.
ولم تكن حرية الصحافة بأفضل حال قبل "الثورة السورية"، فقد كان كل صحافي معارض معرض للاعتقال، وهو ما أثبته تقرير سابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" تناول الحديث عن حالة الحريات في سوريا خلال السنوات العشر الأولى من حكم الأسد الابن، بعنوان "العقد الضائع"، وبيّن التقرير حالة حقوق الإنسان والحريات العامة وحرية الصحافة المتردية في سوريا.
ونتيجة الاعتقالات والمضايقات التي كانت تمارس وتفرض على الكتّاب على الإنترنت في سوريا، صنفت "لجنة حماية الصحفيين" في العام 2009 سوريا في المرتبة الثالثة في قائمة أسوأ عشرة بلدان للمدونين.
وبعد مارس (آذار) 2011 واشتعال الأوضاع في سوريا، شهد الصحافيون السوريون المزيد من الانتهاكات الممارسة ضدهم، وهي الانتهاكات التي تثبتها الأرقام الصادرة عن عددٍ من المنظمات المعنيّة.
من بين تلك الأرقام، هي الأرقام الواردة في تقرير حقوقي صادر عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الصادر في آيار (مايو) للعام 2018، والذي جاء فيه أن "أكثر من 682 صحافيًا قُتل في سوريا منذ انطلاق الثورة في آذار/مارس 2011، قرابة 82% منهم على يد الحلف السوري الروسي".
وبحسب ما جاء في تقرير الشبكة، فإنه تم "توثيق مقتل 682 من الكوادر الإعلامية، من بينهم 8 صحافيين أجانب، 37 منهم قتلوا بسبب التَّعذيب، على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 حتى أيار 2018، قتل منهم النظام السوري والميليشيات الإيرانية 538.
فيما قتلت القوات الروسية 18 شخصًا –بحسب ما جاء في التقرير- وقُتلَ 69 آخرين على يد التنظيمات الإسلامية المتشددة، وقتلت فصائل في المعارضة المسلحة 25، فيما قتلت قوات الإدارة الذاتية الكردية 4 صحافيين، وقتلَ واحد من الكوادر الإعلامية على يد قوات التحالف الدولي، في حين قُتلَ 27 على يد جهات أخرى، بحسب التقرير.
للإطلاع على نص تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان كاملًا (هنـــا)
الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت قد اعتمدت في دورتها الـ 68 المنعقدة في العام 2013، القرار 68/163 الذي أعلن يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين".
وحثّ القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمكافحة ثقافة الإفلات من العقاب المتفشّية حاليا. وقد جرى اختيار هذا التاريخ إحياء لذكرى اغتيال الصحفيَين الفرنسيَين في مالي في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
*هذه المادة جزء من ملف خاص تنشره "أنا برس" بالتزامن مع "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين".