http://anapress.net/a/191193992115124
يرى محللون أن التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا جعل إيران تنتقل إلى موقع خلفي، فإيران تعتبر أنها تراجعت إلى شريك ثانوي، حتى أن مراقبين وخبراء إيرانيين مستائين من ذلك.. تقارير تتحدث عن بدء خلافات بين موسكو وطهران في الملف الأهم الذي تحالفا فيه وهو الملف السوري.
وجاء امتناع روسيا عن بيع طائرات مدنية من طراز سوخوي لإيران ليسلط الضوء على التقارير التي تتحدث عن خلافات روسية-إيرانية مرة أخرى.. وسط تساءلات بشأن من يمسك بزمام الأمور في سوريا، هل هي إيران أم روسيا؟ وهل فعلًا روسيا عاجزة عن الضغط على النظام وحلفائه؟ وما الذي تستطيع فعله روسيا مع النظام وحلفائه، وما الذي لا تستطيعه؟
وتطرح تساؤلات أخرى نفسها على الساحة فيما يتعلق بتداعيات الحديث عن خلافات روسية إيرانية في سوريا، على رأسها لماذا لم تتحرك روسيا حتى الآن للحفاظ على وقف إطلاق النار بعد كل هذه الخروقات من قبل النظام وحلفائه؟ أم أن الروس بيدهم عدة وسائل للقضاء على الوجود الإيراني في سوريا أو لملمة الإيرانيين ودفعهم إلى أماكن أخرى؟
يقول المحلل السياسي حسام النجار لـ "أنا برس": إن روسيا إذا أرادت إنجاح الاستانة فيجب عليها إيقاف هجوم النظام وحلفائه على وادي بردى، فالنظام وإيران يريدون العاصمة دمشق وما حولها خالية من أي تواجد عسكري للفصائل المسلحة.
وحول ما إذا كانت ايران ستوافق على كل مخرجات الاستانة، قال النجار: يجب أن نعرف أين تكمن القوة الروسية في المسألة السورية وكذلك أين تكمن القوة الايرانية في المسألة السورية، فبدون الطيران الروسي والقوات الروسية لا تستطيع الميليشيات الإيرانية ولا حتى حزب الله تحقيق أي تقدم على الأرض، أيضا القوة السياسية في المسألة السورية هي للروس.
واستطرد النجار: الروس لا يريدون بقاء الإيرانيين داخل الأراضي السورية لأسباب عدة، وهناك معلومات وصلتني من مصادر موثقة مفادها أن "الروس لا يريدون لإيران التدخل في مصادر القوة في الحكومة السورية"؛ فالروس سيعملون من خلال فرض أمر واقع على الإيرانيين، وهناك عدة وسائل بيد روسيا للقضاء على الوجود الإيراني في سوريا أو لملمة الإيرانيين ودفعهم إلى أماكن أخرى، ليس عن طريق الجو فقط، بل بفتح قنوات التواصل مع الأتراك والذي بدورهم يقومون بإمداد فصائل المعارضة.
واختتم النجار حديثه قائلًا: إن الخوف من نقطة أساسية وهي أن النظام قام بتجنيس العديد من الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين الشيعة، كما قامت ايران بشراء أراضي وعقارات كثيرة في مناطق عديدة في سوريا، فالخوف أن تكون هذه الأمور هي المخرز في الدولة السورية مستقبلاً.
فيما قال المعارض السوري د.خالد الناصر –في تصريحات سابقة له- إن الرهان على الخلاف الروسي الإيراني بمثابة "فخ جديد".. (اقرأ التصريحات كاملة من هنــا).
وكشف عقيد روسي –قبل أسابيع- عن غضب موسكو وخلافاتها مع قوات الأسد وقوات الحرس الثوري الإيراني وميلشيا حزب الله في سوريا. وتحدث عن كواليس خطيرة بشأن معركة تدمر، ووصف التشكيلات المسلحة الداعمة لقوات الأسد بكونها عديمة الفائدة، واتهم الإيرانيين بالحصول على السلاح دون استخدامه، فيما هاجم قوات الأسد ووصفهم بـ "المتخاذلين والجبناء". ذلك في الوقت الذي تحدث فيه عن "خطوات روسية للتسوية السياسية".