http://anapress.net/a/123076256573634
كشف عقيد روسي عن غضب موسكو وخلافاتها مع قوات الأسد وقوات الحرس الثوري الإيراني وميلشيا حزب الله في سوريا. وتحدث عن كواليس خطيرة بشأن معركة تدمر، ووصف التشكيلات المسلحة الداعمة لقوات الأسد بكونها عديمة الفائدة، واتهم الإيرانيين بالحصول على السلاح دون استخدامه، فيما هاجم قوات الأسد ووصفهم بـ "المتخاذلين والجبناء". ذلك في الوقت الذي تحدث فيه عن "خطوات روسية للتسوية السياسية".
وقال العقيد الروسي العقيد ميخائيل خوداريونوك، إن الروس متذمرون من الأسد والتشكيلات العسكرية التي تقاتل معه، وأن ذلك التذمر نابع مما تعرضت إليه القوات الروسية في مدينة تدمر من خطر كبير جراء ما وصفه بـ "جبن وارتباك" القيادة العليا لجيش النظام. مشددًا في لاسياق ذاته على أن الروس يرون أن ما حدث في تدمر يؤكد ضرورة "الانتقال إلى تسوية سياسية في البلاد".
وكشف المحلل العسكري في صحيفة غازيتا-رو-عن تفاصيل كواليس معركة تدمر الأخيرة، مؤكدًا أنه كانت هنالك معلومات بقيام داعش بتجميع قواته وتمركزه من أجل الهجوم على المدينة، وقد علمت القيادة السورية ذلك مسبقًا، غير أن قوات الأسد ومع أول بوادر الهجوم الداعشي ظهرت عليهم ملامح الخوف والجبن والذعر؛ فقاموا بإلقاء أسلحتهم والفرار من المدينة، وعلى رأسهم كل من رئيس هيئة أركان قوات النظام ورئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان وقائد قوات الصواريخ والمدفعية وقائد أركان الفيلق الثالث وقائد الفرقة الـ 18 للدبابات وصغار الضباط والجنوب.
وذكر أن "الروس دافعوا وحدهم عن المدينة. وذلك من خلال تواجد 200 قيادي عسكري روسي و120 مجموعة من الحراس من القوات الخاصة"، وكشف عن أن القوات الروسية قد تمت محاصرتهم من جانب "داعش" وتم فك الحصار من خلال فتح ممر بالقوة، وأسفر قصف للطيران الروسي عن تدمير 11 آلية عسكرية لداعش، بينما كانت القوات الروسية في المدينة مضطرة لترك الكثير من أدواتهم ومعداتهم وأسلحتهم قبل الخروج.
وكرر العسكري الروسي وصفه لقوات الأسد بالتخاذل والجبن، كاشفًا في السياق ذاته عن أن رئيس النظام السوري بشار الأسد اعترف بذلك الأمر، وقام بالإطاحة برئيس هيئة الأركان وتسريحه.وسخر المحلل العسكري الروسي من قوات النظام مؤكدًا أنه بينما كانوا يهربون جبنًا وذعرًا من تدمر، كان النظام يروج لـ "بطولات" قواته في المدينة.
كما هاجم التشكيلات العسكرية الأخرى الداعمة للنظام السوري، معتبرًا أنهم ليسوا ذات فائدة، وبلا جدوى على الإطلاق، حيث اعتبر أن قوات حزب الله لا يقاتلون، وكذا الفاطموين المكلفون بالهجوم من جهة الغرب. أم الإيرانيون فعديمو الجدوى، يطلبون السلاح ويتم اكتشاف اختفائه فور تلبية طلبهم.
وفي سياق متصل، زعم المحلل العسكري الروسي أن بلاده قد أعدت العدة لـ (التسوية السياسية)، وذكر أن "روسيا قربت الوضع من التسوية السلمية للازمة السورية بدون مشاركة الولايات المتحدة وأوروبا وحتى الأمم المتحدة". أما فيما يخص مجموعة التفاوض في جنيف فإن "العسكريين الروس لا يفهمون أبدًا مع من يتم التفاوض ولا عن أي شروط أو مواعيد يجري الحديث. وعندما شاهدوا النجاحات الروسية باتجاه التسوية السلمية في سورية بدون مشاركة خبراء جنيف فانهم بدأوا يتذمرون والان يريدون في جنيف التفاوض مع بشار الأسد".
وذكر مهامتهم الرئيسية في سوريا الآن في "إنهاء وجود المقاتلين في حلب. وتشكيل مجموعات عسكرية فعالة للحفاظ على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش وتوقيع اتفاقية وقف اطلاق النار وإيقاف العمليات القتالية".
ويذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير كان قد تشكك في قدرات نظام الأسد، وقال في تصريحات له "آمل أن يتمكن الجيش السوري ان يبقى مسيطرا على حلب".
وفي مقاله، أجاب العقيد السوري عن سؤال "هل هناك مصلحة في استعادة تدمر؟" إذ ذكر أنه من الصعوبة بمكان أن يتم الحفاظ على تدمر في ظل تلك الظروف الراهنة، ولا توجد خطط لاستعادتها مجددًا، رغم توافر القدرة على ذلك الأمر وبدعم وغطاء جوي روسي، إلا أن فكرة المحافظة عليها لاحقًا سوف تكون في اعتاده أمرًا صعبًا في ظل ما وصفه بـ "حالة عدم الجاهزية لدى الجيش السوري".ولو تم تم نقل قوات فعالة من حلب فهناك خطر فقدان حلب نفسهاا. فهناك توجد إمكانية لهزيمة المجموعات المسلحة التي تستعد للانسحاب في حلب. فالفصائل المسلحة القوية للجهاديين تتمركز في شمال غربي حلب في مناطق عندان وحيان وحريتان. ويحارب الى جانب القوات الحكومية ميليشيات. اما من جهة الجيش السوري فتقاتل فقط مجموعتان: قوات العقيد سهيل الحسن الخاصة (قوات النمر) وقوات "صقور الصحراء" تحت قيادة الاخوين محمد وأيمن جابر. أما بقية التشكيلات العسكرية باعتراف محدثينا المطلعين على سير المعارك فهم يضرون أكثر مما ينفعون لأنهم بلا جدوى.
وأوضح أن المستشارين العسكريين الروس يتحدثون بيأس: "كما لا يجوز الثقة بالايرانيين فإنه لا يوجد مخرج من هذا الوضع. وحتى في أماكن محددة لا يستطيعون الثبات. وتبلور لدى العسكريين الروس انطباع عن الإيرانيين بأنهم ثرثارين بكل معنى الكلمة. ومع ذلك –وفق العقيد الروسي- بقي بيد "الإرهابيين" في حلب مساحة لا تتجاوز 1.5 كيلومتر مربع . وسيتم الانتهاء منهم قريباً.
ويتحدث المحلل العسكري الروسي عن الهدنة والدور الروسي في تنفيذ خطة الانسحاب من حلب الشرقية باتجاه إدلب، مؤكدًا أن هناك مستشارين عسكريين أجانب في القسم الشرقي من حلب وخاصة من تركيا، وتمت محاصرتهم في منطقة صغيرة. ومن المتوقع أن يتم التوقيع في احدى الدول المجاورة لروسيا على اتفاقية وقف اطلاق النار في سوريا بعد السيطرة الكاملة على حلب. وسيتم إيقاف اطلاق النار حتى نهاية الأسبوع. وبعدها توجد خطة لتشكيل الجمعية الدستورية في سوريا.
وأفاد بأن العديد من المقاتلين -بما فيهم قادة الفصائل المسلحة للمعارضة المعتدلة- يرغبون في التوجه نحو التسوية. وقد حان الوقت لتركيز العمل في اتجاه المفاوضات: تشكيل مجموعة خاصة والاهتمام بالتسوية السياسية خطوة وراء خطوة. دستور جديد وتحديد مواعيد وشروط الانتخابات.