http://anapress.net/a/190302520295766
يزداد الوضع تعقيدا في إدلب مع تسارع الأحداث والتصريحات من قبل النظام وروسيا بشن عملية عسكرية على المدينة، تزامنت مع التعزيزات العسكرية من قبل الميلشيات الإيرانية وقوات النظام على تخوم مدينة إدلب.
يقول مؤسس الجيش الحر السوري العقيد رياض الأسعد: "الجميع قلقل بشأن ملف إدلب والجميع يبحث عن حل لمشكلة إدلب، وللأسف الجميع جاء في الوقت المتأخر والحرج لإيجاد صيغة تجنب المدينة من أي ويلات جديدة ومآسي للشعب السوري".
ويتابع، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" عبر الهاتف، قائلًا: "التجاذبات الدولية والاتفاقات الإقليمية بخصوص إدلب تحكمها اتفاقية استانة، وبصراحة حتى الآن لا أحد يعرف ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات الاستانة". ويعتقد بأن "اتفاقيات الاستانة هي التي ستحدد مصير المنطقة، بالرغم من وجود خلافات بين الدول الضامنة في الاستانة". (اقرأ/ي أيضًا: قائد عسكري يتحدث عن المعركة المحتملة في إدلب).
ويرى مؤسس الجيش السوري الحر أن "هناك معركة في إدلب قادمة لا محال؛ لأن الروس ليس لهم أي عهد ولا ذمة، وتستغل روسيا الأزمة الحاصلة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بتمرير أجندتها في سوريا بما بتوافق مع مصالحها وحليفها الأسد، تحت ذريعة محاربة الإرهاب".
المشهد الميداني
فالمشهد الميداني -كما يؤكد الأسعد- واضح كل الوضوح، إذ تقوم الميليشيات الإيرانية ومعها قوات النظام بالحشد من المناطق المتاخمة لمدينة إدلب بالتحضير للهجوم على المدينة، بالإضافة للتصريحات الروسية والنظام السوري المرافق لهذه التعزيزات، ما ينذر بعمل عسكري كبير على المدينة.
وبحسب الأسعد أيضًا، فإن لافروف (وزير الخارجية الروسي) قال إن هناك طائرات مسيرة تضرب قاعدة حميميم مصدرها مدينة إدلب، وأيضا أن مدينة حماة أصبحت تحت الخطر، ما يعطي مؤشر بأن الروس حسموا أمر العمل العسكري على مدينة إدلب.
ويوضح الخبير العسكري السوري، في معرض تصريحاته لـ "أنا برس" أنه صحيح هناك حراك دبلوماسي وسياسي دولي وإقليمي مكثف يجري لتجنيب الشمال السوري أي انفجار قد يؤدي إلى مآسي كبيرة، ولا نعرف فيما إذا كانت هذه التحركات الدبلوماسية ستستطيع درء الشمال السوري من انفجار قد يكون له تداعيات على المنطقة، إلا إذا كانت العملية العسكرية جزئية ومقتصرة على بعض المناطق دون أخرى.
ويختتم الأسعد تصريحاته، قائلا: "رغم كل الاتفاقات التركية الروسية الحاصلة بشأن الملف السوري إلا أنه حتى الآن لا يوجد أي اتفاق خاص فيما يخص مصير ومستقبل مدينة إدلب، ولكن كما ذكرت كل المؤشرات تدل على أن روسيا مصممة على عمل عسكري في الشمال السوري، وقد تكون عملية جزئية".
وكان مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية جون غينغ قد حذر، في بيان قبل يومين، من "أن السيناريو الأسوأ في إدلب سيخلق حالة إنسانية طارئة على نطاق لم تشهدها الأزمة السورية من قبل".
دعوة
ودعت روسيا إلى مشاورات عاجلة في مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث الأوضاع بمحافظة إدلب شمالي سوريا، في وقت يستعد فيه النظام السوري للتدخل فيها عسكريا، وتزامنا مع تواصل تعزيز روسيا وجودها العسكري قبالة سوريا خشية شنّ الغرب ضربات قريبا تستهدف نظام الأسد، بعدما اتهمت موسكو فصائل المعارضة بالتحضير لعمل "استفزازي" بالمحافظة يكون ذريعة لتدخل الغرب، وفق روسيا اليوم.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر في هيئة الأركان الروسية أن فرقاطتين مجهزتين بصواريخ عابرة من نوع كالبير قادرة على ضرب أهداف على الأرض أو سفن، أرسلت السبت الماضي إلى البحر الأبيض المتوسط.