http://anapress.net/a/17065302261765
تسّتعد الوفود السياسية والعسكرية للمشاركة في مباحثات استانا التي ستنطلق اليوم الخميس في العاصمة الكازاخية استانا لبحث النقاط العالقة خلال المباحثات الماضية وعلى رأسها ملف المعتقلين في سجون قوات الأسد وكذلك الموجودين في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في الداخل السوري، فضلاً عن الحديث حول تثبيت مناطق خفض التوتر العسكري ومدى جدّية الدول الضامنة بتطبيق الاتفاق.
وفي حادثة هي الأولى من نوعها استبدل الوفد العسكري التابع للمعارضة السورية والمشارك في مباحثات استانا قيادته العسكرية التي كان يرأسها العميد "أحمد بري" بأخرى سياسية ليحل محلها رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق "الدكتور أحمد طعمة" الذي سيكون على رأس الوفد العسكري خلال المباحثات.
وبحسب ما أفاد العميد السوري "أسعد عوض الزعبي" فإن التعويل على مخرجات الحل السوري من استانا هو محض خيال وأوهام، ويجب على الوفود المشاركة والدول الداعمة لهذه التجربة أن يتعلموا من التجارب السابقة، في إشارة منه إلى مرور سبعة جولات لن ينتج عنها أي تغيير في الموقف العسكري على الأرض حتى ضمن مناطق ما باتت تعرف به بـ "خفض الأعمال العسكرية". (اقرأ أيضًا: أحمد طعمة لـ "أنا برس": صقور إدارة ترامب عائدة إلى الملف السوري بقوة).
في ذات السياق قال العميد الزعبي: إن الحديث عن انتقال الحل السوري من جنيف "بعد فشل جولته الأخيرة" إلى استانا يأتي ضمن العمل الجدي على قتل الحل والقضاء على أمل الشرعية الدولية المأخوذة من جنيف، لذلك لا يمكن أن يقبل الشعب السوري ولا حتى الدول التي لها علاقة بحل القضية السورية بهذا الطرح ونقل الملف من تحت قبة الأمم المتحدة إلى الأروقة المظلمة في استانا وغيرها.
من جهته علّق العميد السوري أحمد رحال على استبدال رئيس الوفد العسكري بشخصية سياسية بالقول : إن هذه التصرفات تثير الشبهة والتساؤل حول هذا التصرف، فعلى اعتبار أن الوفد عسكري بامتياز لماذا يتم وضع رئيس سياسي له؟ هذا الأمر إن دلّ على شيء فإنما يدل على عملية لعب وخلط للأوراق من جديد في استانا من قبل الجانب الروسي.
وأضاف العميد الرحال: إن مسار التفاوض في استانا بالأصل لم يحقق أي شيء من مبادئه التي بني على أساسها لمتمثلة بوقف اطلاق النار في مناطق خفض التصعيد واخرج المعتقلين فضلاً عن إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في الداخل السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن الوفود المشاركة في مسار عملية المباحثات في استانا بدأت بالوصول إلى كازخستان منذ مساء أمس الأربعاء، في حين أعلن ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، إنه لا نريد تحميل أي طرف المسؤولية حول فشل التوصل لاتفاق حول ملف المعتقلين والمفقودين خلال الجولة السابعة من محادثات أستانا الماضية، بينما أعلن مبعوث الكرملين غلى سوريا أن المحادثات في استانا لن تقتصر على المسائل العسكرية وأنه من الممكن أن تنتقل لمناقشة الامور من الناحية السياسية أيضاً.