http://anapress.net/a/16596722602619
جولات دبلوماسية رفيعة المستوى للإدارة الأميركية تحط رحالها في منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع المقبل، وذلك -بحسب محللين استطلعت "أنا برس" آراءهم- لطمأنة الحلفاء والشركاء وقادة الدول حول الدور الأميركي في المنطقة في ظل القرارات الأميركية المفاجئة، والتهديدات والمخاطر المتعلقة بها.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن جولة عربية للوزير مايك بومبيو، تشمل (مصر والأردن والسعودية والكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين). وقالت الوزارة في بيان لها إن جولة بومبيو ستبدأ في الأردن يوم الثامن من كانون الثاني/يناير وتختتم في الكويت في 15 كانون الثاني/يناير.
وتزامن الإعلان عن جولة بومبيو في الوقت الذي أعلن فيه مستشار الرئيس الأمريكي، جون بولتون، عن زيارته لتركيا وإسرائيل برفقة المبعوث الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، وفق ما ذكر عبر حسابه في "تويتر" أمس.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي أن بومبيو سيؤكد في محادثاته مع دول الخليج وباقي الحلفاء على رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تترك الشرق الأوسط. مضيفاً أن الخلاف الخليجي (أزمة مقاطعة قطر) يصب في صالح إيران وبومبيو يسعى للحث على إنهائه.
وتعقيبا على جولة بومبيو وبولتون في المنطقة، يقول المحلل السياسي المعارض السوري عبد الرزاق الحسين، عبر اتصال هاتفي معه من السعودية: "إن جولة بومبيو وبولتون في هذا التوقيت للمنطقة هي طمأنة نسبية لتركيا حول الأحزاب الكردية، كما هي أيضاً توحيد العرب حول تحجيم وتقليم أظافر تركية قبل ملئ الفراغات المتاحة". (اقرأ/ي أيضًا: الموقف الأميركي حيال الانسحاب من سوريا.. للخلف دُر).
أما حول مسألة السعي الأميركي لتوحيد الدول العربية لإخراج إيران، يعتقد الحسين بأنها "القناع الإعلامي فقط" ولكن في الحقيقة هي "لتوحيد دول الخليج لمشاركتهم قوة مادية محتملة في الشمال السوري، فإيران مشروع أميركي بامتياز وثبت ذلك في العراق واليمن ولبنان وسوريا"، على حد قوله.
ويرى المعارض السوري أن "الوضع في سوريا ذاهب لرسم الكانتونات العرقية والطائفية وترسيخها وبالتالي تحل مشكلة أمن إسرائيل في الجنوب وتهز وتزعج أمن تركيا شمالا.. قد لا تتغير الخارطة السياسية في المنطقة بشكل كبير لكن تتكون خارطة جغرافية بشرية عرقية".
وأهداف واشنطن في المنطقة هي "استراتيجية وطويلة الأمد، وما تقوم به واشنطن حاليا في سوريا والمنطقة هي خلط الأوراق وربط خيوط لعبة جديدة في المنطقة وخاصة بعد زوال داعش"، وفق قوله.
وبحسب ما ذكرته وكالة "رويترز"، فإن مسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية الأميركية، قد أكد، الجمعة، أن الولايات المتحدة ليس لديها جدول زمني لسحب قواتها من سوريا لكنها لا تخطط للبقاء إلى أجل غير مسمى، في رسالة قوية مفادها أن القوات الأميركية قد تبقى إلى أن تنتهي المعركة ضد تنظيم "داعش".
وبدوره يؤكد مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات الدكتور عمر عبد الستار، أن "المنطقة دخلت مرحلة ثانية بعد داعش؛ فقرار ترامب بالانسحاب لا يخص سوريا فقط بل المنطقة ككل، وبالتالي فإن زيارة بومبيو للدول العربية هي لتفعيل التحالف العربي المحتمل وهو التحالف الجديد القادم ضد السياسة الإيرانية في المنطقة".
وبحسب عبد الستار، فإن إدارة ترامب "تريد التأكيد على حلفائها في الشرق الأوسط كتركيا وإسرائيل ودول الخليج.. ليس فقط على ملئ الفراغ في سوريا، إنما على ضرورة إخراج إيران من المنطقة، وعلى أن هناك رسم خارطة جديدة للمنطقة بعد إخراج إيران.. وبالتالي فالجولات الأمريكية الحالية هي لتوزيع الأدوار على الحلفاء".
الزلزال الذي أحدثه الإعلان الأميركي الخاص بنية واشنطن الانسحاب من سوريا لا يزال تنصرف تداعياته وتأثيراتها وما نتج عنه من تساؤلات على كثر من الأصعدة، وسط تحركات أميركية لتفسير موقفها وحشد الحلفاء.