المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

رمضان بنكهة روسية إيرانية تركية على أرض سوريا

 
   
15:56

http://anapress.net/a/150069369497253
548
مشاهدة


رمضان بنكهة روسية إيرانية تركية على أرض سوريا
صورة أرشيفية من الانترنت

حجم الخط:

أجواء الشهر الفضيل اليوم ليست كما يعرفها السوريون؛ فالحزن يلتف حول القلوب، منهم المهجرين ومنهم المصابين، والكثير من الأبناء يعودوا بذاكرتهم إلى السنين السابقة عندما كانوا يجتمعون مع والديهم وإخوانهم على وجبة الإفطار في منزلهم المسلوب، ذاكرتهم الآن تعود للماضي لأن المنزل ليس منزلهم والأب لم يعد هنا وربما الأم كذلك.

من مكان لآخر تختلف الأجواء وتختلف الحياة، فهنا تجد العلم السوري يرفرف وهناك العلم التركي وبمكان آخر ليس ببعيد تجد العلم الروسي وربما الأمريكي.

هكذا أصبحت سوريا في العام 2018 الداخل إليها جديد والخارج منها يقتطع جزءًا ويضع علما، بينما أهلها أصبحوا تحت طيات القرارات السياسية هنا وهناك.. وفي التقرير التالي، يرصد مراسل "أنا برس" الأجواء الرمضانية في الداخل.

الوضع الإنساني

يعيش أبناء سوريا في حيرة من أمرهم، لم يعد بالإمكان التجهيز لرمضان كما كان في سابق الأيام، كانت الأسواق تمتلئ بالمواد الغذائية والحلويات، بينما اليوم المواطن السوري لا يمتلك الثقة ببقائه في المكان الذي يعيش فيه لما تشهده البلاد من حرب وعدم استقرار. (اقرأ أيضًا: سوريون يبيعون عقارات في ريف دمشق.. من هو المشتري؟).

أقل الإمكانيات تقدمها الأسواق؛ ففي حلب الشرقية، حيث تسيطر المعارضة السورية، هناك ارتفاع كبير بالنسبة السكانية بعد تهجير أهالي غوطة دمشق والريف الدمشقي عموماً إليها، بسحب ما رصده مراسل "أنا برس" بالداخل عمران أبو سلوم.

ويقول أبو سلوم: بعض المهجرين يعيشون في الخيم وبعضهم الآخر في شقق ارتفعت إيجاراتها وازدادت تكاليفها، ليصعب عليهم شراء حاجياتهم الخاصة بالشهر الفضيل ليبقى هذا الشهر بالنسبة لهم كأي شهر آخر دون تمييز.

بين سطور الألم تحاول المؤسسات الإغاثية رعاية الملهوف وإنقاذه ومساعدته ليعيش يومه، تجهيزات حثيثة يقوم على ترتيبها بعض المؤسسات الإنسانية لتبدأ بعملها مع اول ايام الشهر الفضيل.

أجواء ليست رمضانية

بمكان ليس ببعيد في دمشق عاصمة الأمويين حيث يعيش فيها الآن من يهدد بحرق الشام واهلها، بكلمات طائفية سمعها وشاهدها العالم أجمع تعيش دمشق اجواء الشهر الفضيل فلا تحضيرات ولا تكبيرات في مكان يسب فيه الصحابة ويهدد اهل الشام بالقتل والحرق.

وصلت لمراسل "أنا برس" رسالة خاصة من عائلة في الغوطة الشرقية آثرت البقاء في مكانهم على أن يخرجوا بعد أن هجر النظام السوري أهالي المنطقة؛ ففي الرسالة كلمات حزينة تقول "ليس لرمضان مكان هنا لأنه لا يوجد من يتجرأ على الصيام بجوار قوات النمر والميليشيات الشيعية.

اختلاف الطقوس 

يعيش أهالي الشمال السوري تحت مطية العلم التركي بعد دخوله إلى الشمال السوري وفرض سيطرته عليها سعياً منه لضبط أمن المنطقة الحدودية المجاورة له، رغم صعوبة الظروف التي تمر بها المنطقة وخصوصاً انتشار المخيمات التي تحوي المهجرين ذوي الأحوال الصعبة والذين خسروا كل ما يملكون عند تهجيرهم.

في الوسط السوري في ريف حمص الشمالي وما حوله، حاولت لجان التفاوض تأجيل عملية التهجير -كما قال الناشط جلال الحمصي لـ "أنابرس"-  لما بعد شهر رمضان سعياً منها لعدم تشريد المدنيين من منازلهم واجبارهم على قضاء شهر رمضان في الخيم في الشمال السوري في ظل الحر الشديد وقلة الخدمات، بينما رفض الجانب الروسي وأجبرهم على توقيع الاتفاق وتهجيرهم قبل حلول شهر رمضان.

أما في الجنوب السوري، فقال ناشطون أن المعيشة أقرب للحياة السورية التقليدية، فأهالي البلاد يحافظون عليها ويعملون على تأمين أجواء رمضانية كعادتهم السابقة. (اقرأ أيضًا: بالفيديو.. شاب يوثق أولى لحظات استهدافه وهو عالق تحت ركام منزله).

الجانب الإنساني والمساعدات

وتعمل المنظمات الإنسانية والاغاثية في ظل الظروف الصعبة على تأمين المواد الغذائية ومواكبة ارتفاع اعداد العائلات المحتاجة في الوقت الحالي.

 المدير الإداري للمكتب الإغاثي الموحد علاء الصوفي، قال في تصريح خاص لـ "أنا برس" إن العمل والتجهيز يبدأ خلال الأيام المقبلة؛ ففي شهر رمضان لدينا مشروع سلل غذائية وسلل مطبخ وسلل صحية ونظافة وفرشات وبطانيات يستهدف العمل الوصل إلى 15 ألف عائلة.

أضاف الصوفي:  في رمضان سيتم استهداف المهجرين بمشروع كسوة وكفالات نقدية تساعد الناس على قضاء حوائجهم وشراء مستلزمات الشهر المبارك.

بينما نوه انهم يعملون على مساعدة الناس لإيجاد حلول في عملية شراء مواد غذائية لشهر رمضان وخصوصاً في ظل التباعد الجغرافي الكبير والمساحات الواسعة في الشمال.

رمضان في المهجر

يعيش أبناء سوريا في باقي البلدان المجاورة وأوروبا حالاً ليس جيدا، فمنهم من يعاني ألم الفراق ومنهم الآخر من لا يستطيع أن يجد عملاً يساعده على العيش الجيد، هذا حال جميع السوريين في كافة بقاع الأرض فمنهم الحزين ومنهم المتشرد الذي لا يجد مأوى يعيش فيه حياةً كريمة ومنهم السجين الذي غاب ذكره عن اسماعنا.