http://anapress.net/a/10820191650318
تشهد محافظة إدلب (شمال سوريا) حالة من الانفلات الأمني والفوضى، عادت فيها إلى الواجهة مسألة "الاغتيالات" وظهرت على أثرها أزمة "الجثث مجهولة الهوية" في ذلك السياق، وهي الأزمة التي تزداد من حين لآخر، جنبًا إلى جنب وانتشار السرقات في ضوء عدم توافر الضوابط الأمنية الحاسمة.
عثرت فرق الدفاع المدني خلال الأشهر الأخيرة الماضية منذ بداية العام 2018 وحتى الآن على جثث ملقية في الطرقات لم تعرف هويتها. وبحسب ما ذكره أطباء مختصين لـ "أنا برس" في تصريحات متفرقة رفضوا فيها الكشف عن أسمائهم الحقيقية، فإنه "لم يتم التعرف عليهم ولا حتى إلقاء القبض على الفاعلين، وتبقى العمليات مستمرة في غموض حول الفاعلين وصعوبة عن كشف هوية الكثير من الجثث، بينما واجهت إدلب حالات لأطفال رضع دون هوية تدل على أهاليهم تم العثور عليهم أيضا في شوارع ادلب وأريافها".
وعلى الصعيد الخاص بالجثث التي ظهرت مؤخرًا، قال مصدر مسؤول بالدفاع المدني لـ "أنا برس" في اتصال هاتفي، إن الجثث التي يتم الوصول إليها بعد الأخبار التي تتوارد لنا من الأهالي لم نتمكن من معرفة الفاعلين تمامًا وكانت أحد أكبر الحوادث التي حملت عددًا كبيرًا من الجثث مجهولة الهوية في جنديرس بريف عفرين، كان آخرها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، إذ عثر الدفاع المدني على جثتين مجهولتي الهوية في ريف إدلب قرب مدينة معرة النعمان.
منير الطباخ (من مواليد دمشق، مهجر يعيش في إدلب) قال لـ "أنا برس" إن غياب السيطرة الأمنية أدى إلى انتشار الاغتيالات وتصفية الحسابات.. وهناك اعتقاد بأن أيادٍ من قبل النظام السوري تعمل جاهدة على زعزعة استقرار المنطقة وقتل شخصيات لها دلالات معينة واعتبارات محلية". (اقرأ/ي أيضًا: نص الاتفاق بين تحرير الشام والجبهة الوطنية.. إنهاء المواجهات).
بينما ذكر براء زيادي (29 عامًا من سكان مدينة إدلب يعمل في مجال الشرطة الحرة) في تصريحات لـ "أنا برس" أن الاغتيالات تحمل أصنافًا عديدة؛ على رأسها صنف العصابات الذين يتعرضون لأي شخص يواجههم في الطرقات بقصد السرقة والتشبيح وثم قتل الضحية في حال مقاومتها".
"أما الصنف الثاني من الجثث مجهولة فهم القيادات وعناصر ينتمون إلى الجيش الحر، بينما يتم تصفيتهم من جهات مجهولة يمكن انتمائها إلى النظام السوري أو تنظيم داعش أوفصائل"، وفق زيادي.
وأوضح أن الجزء الأخير -حسب معلوماته- يتم تصفيتهم عن طريق حزب pkk الكردي ومعظمهم في مدينة عفرين.
بينما سعيد الجابر (ناشط إعلامي مقيم في مدينة عفرين حاليًا، وسابقا في مدينة إدلب) قال لـ "أنا برس" إن عمليات الاغتيال تختلف من منطقة إلى أخرى وتختلف أسبابها وطرق تنفيذها، أما في عفرين غالبًا ما يكون مدنيين هم الهدف بشكل أساسي لزعزعة الأمن والاستقرار وعلى رأسهم خلايا pkk بالقرب من طريق راجوا وعلى المناطق الحدودية من عفرين وشخصيات يرسلها النظام السوري بالإضافة إلى حالات أخرى تنتج عن تصفيات محلية.
وأضاف سعيد أن إدلب فيها تصفيات من نوع آخر، أهمها تصفيات لشخصيات ضمن الفصائل مهاجرين من بلدان أخرى، أو قادة يحملون أفكار تخالف معظم الأفكار المحلية، علاوة على أن بعض الجثث التي لم يتم التعرف إليها في بداية الأمر تم العثور عليها مؤخرًا تبين أنها لقيادي يحمل الجنسية القطرية، لذا من الواضح أنه يتم تصفية بعض المهاجرين بين الحين والآخر من قبل مجهولين.
وأوضح الناشط أن الفصائل بما فيهم الشرطة الحرة في مناطق إدلب وعفرين وريف حلب تسعى بمختلف الوسائل الممكنة لبسط الأمن ومنع وقوع حوادث واغتيالات تعسفيه والحد من قضية الثأر وتصفيه الحسابات بين بعض الفصائل العاملة في المنطقة. وأكد أنه يتم النظر في إنهاء وجود عملاء وأذناب الأسد في المنطقة الذين يشكلون الخطر الأكبر على أمن واستقرار الشمال السوري.