عبر "تمرين ذهني".. سياسي سوري يطرح تساؤلات "محرجة" للمعارضة والموالين

عبر فكرة "تمرين ذهني" بسيط، طرح رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين، عدداً من الأسئلة على المعارضين والموالين لنظام بشار الأسد. مطالباً من خلاله إياهم بإعادة التفكير في عددٍ من القضايا الجوهرية، مثل العلاقة مع الأطراف ذات الصلة بالملف السوري.

وكتب حسين، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم: "سأدعو المعارضين والموالين إلى القيام بتمرين ذهني شكله بسيط ولكنه ليس كذلك إطلاقا". 

واستطرد: "تعالوا نجرب كموالين تحييد الرئيس الأسد من أذهاننا الآن، أي وكأنه غير موجود إطلاقا، ولا نعرف ما يريد وما لا يريد. وبعدها نفكر ما هي سوريا التي نريدها. كيف هي. كيف تكون علاقتنا كأشخاص ببقية الجماعات والاتجاهات. ماذا نريد من الأطراف الأخرى. أي ماذا نتمنى أن تفعله. يعني لنفرض شخصا علويا يشارك في هذا التفكير وهو من الموالين. ما هي سوريا التي يريدها. ما هي العلمانية التي يريدها؟". 

"كيف يرى العلاقة مع روسيا وإيران. وكيف يرى العلاقة مع أميركا وتركيا والسعودية وقطر وغيرها. ما يتمنى أن يفعلوه السنة. والأكراد. والدروز. والإسماعيليين. والمسيحيين. ماذا يتمنى أن يفعلوه الديرية والرقاوية (أنا تفاجأت بأهل دير الزور والرقة. أناس بياخدوا العقل بروعتهم). كيف يتصور الجيش السوري. هل يقبل أن تكون السلطة فيه لرجال من السنة. من أين يتصور أنه بمقدورنا أن نأتي بالمال لنبني البلد. هل يقبل أن نحتكم لصندوق الاقتراع في اختيار سلطاتنا. هل يقبل برئيس غير علوي". 

وأفاد بأنه "يتواجد أسئلة كثيرة مثل هذه، لكن المهم هل يستطيع أن يفكر بها الموالي بينه وبين نفسه، مستبعدا وجود بشار الأسد. لأن السؤال الأخير والأساسي سيكون هل تحتاج تصوراته حتى تتحقق إلى وجود شخص بشار الأسد. أم أنه من الأفضل أن يكون شخصا آخر غيره بمواصفات وذكاء وحكمة مختلفة عن التي لدى الرئيس الأسد"، على حد تعبيره. 

وواصل رئيس تيار بناء الدولة حديثه قائلاً: "وتعالوا نجرب كمعارضين تحييد بشار الأسد من أذهاننا للحظة، ونجرب ما الذي نطمح إليه في تفاصيل حياتنا (..) سأفرض أن معارضا نموذجيا سيشارك في هذا التمرين لوحده. ونموذج المعارض هو ذكر سني يعتقد أن السني موجود على الأرض لمقاتلة الشيعي". 

"كيف يتصور هذا المعارض أن تكون علاقته مع بقية الجماعات الأخرى. مع العلويين والأكراد والمسيحيين والاسماعيليين والدروز والنساء. كيف يرى أنه يجب أن تكون أوضاع هذه الجماعات. هل هي جماعات مشاركة مثلها مثل السنة في كل شيء. أم يجب طردها من البلاد. وكيف يرى أنه يجب أن تكون علاقة سوريا مع إيران وروسيا. وكذلك مع تركيا، والسعودية والقرضاوي وإسرائيل. هل يا ترى يرى أن على سوريا ألا تتنازل لإسرائيل عن الجولان، أم ممكن التنازل عنه لإسرائيل مقابل غاراتها على النظام السوري الحالي. كيف يتصور أن يكون دور الدولة في تسويق الخمور وأماكن شربها. ماذا يتمنى أن يفعل العلويون. يرموا أنفسهم بالبحر. أم أنهم مشاركين في الدولة والبلاد كل فرد حسب ملكاته وإمكانيته وجهوده. ماذا يتصور أن يكون الجيش السوري. هل يظن أنه يجب أن يكون خالٍ من العلويين. أم لا يرى مانعا أن يكون قائد الجيش ضابط علوي لديه الكفاءة المطلوبة. ما هي مناهج التعليم التي يتصورها في المدارس السورية. وهل من الممكن في تصوراته أن الدولة السورية بعيدة عن الأديان". 

وقال: "بعد ذلك حبذا لو يضع تصوراته من أين سنأتي بالمال لإعادة الإعمار. وكيف من الممكن أن تتحقق تصوراته. وفي النهاية يمكنه أن يعيد الرئيس الأسد ويضعه ضمن تصوراته ويرى إن فاز الأسد بالانتخابات القادمة، وهو سيفوز، كيف يمكن تحقيق تصوراته. أم يرى أن ننتظر سبع سنوات أخرى علنا نحظى بانتخابات لا يفوز فيها الأسد". 

وأفاد بأنه يعتقد بأنه من الضروري أن نعيد هذا التمرين مرارا ومرارا بيننا وبين أنفسنا حتى نعرف ما نريد وما لا نريد.