http://anapress.net/a/211920363301339
تشهد مدينة سراقب الاستراتيجية منذ صباح يوم أمس الإثنين والى الآن، معارك عنيفة بين قوات النظام والمليشيات الإيرانية والروسية من جهة، وقوات المعارضة بدعمٍ تركي من جهة أخرى.
يأتي ذلك بعد توغل قوات النظام وميليشيات إيرانية مدعومة بغطاء جوي روسي مكثف، داخل أحياء المدينة انطلاقاً من الحي الشرقي الذي كانت تسيطر عليه.
فيما أكَّد الناطق باسم (الجبهة الوطنية للتحرير) ناجي مصطفى في تصريح لوكالاتٍ محلية؛ أنَّ الفصائل العسكرية تحتفظ بأحياء في مدينة سراقب جنوبي إدلب، حيث تشتبك مع قوات النظام التي توغلت في أحياء أخرى من المدينة.
وقال مراسل "أنا برس" في إدلب؛ فإن قوات النظام والمليشيات الإيرانية وبدعم جوي وبري روسي، قد سيطرت على عدة مواقع وسط المدينة وعلى أطرافها الشمالية، في وقت لا تزال الاشتباكات على أطراف سراقب الغربية مستمرة الى الأن.
وأكد المراسل أن مجموعة فاغنر الروسية ومجموعة الرضوان الإيرانية كانا بمقدمة القتال في أحياء مدينة سراقب، بينما كُلفت قوات النظام ذات العدد القليل ضمن المدينة بعمليات التمشيط بعد السيطرة على الأحياء، مشيراً إلى أن خسائر كبيرة قد اصابت الجهة المهاجمة، تمثلت في تدمير دبابات وأليات وراجمة صواريخ، ومقتل أكثر من سبعين عنصراً بينهم عناصر إيرانيون.
وأعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا عن انتشار الشرطة العسكرية الروسية في مدينة سراقب جنوب محافظة إدلب، لضمان الأمن وحركة السير على الطريقين الدوليين M4 - M5، وفق تعبيره، في وقتٍ لاتزال المدينة تشهد اشتباكات على الأطراف الغربية، بعد معاركٍ عنيفة أفضت لتوسع النظام ضمن أحياء المدينة.
وأضاف المركز؛ "نظرا لأهمية ضمان الأمن، وسلامة حركة المركبات والمدنيين على طول الطريقين M4 وM5، تم اعتبارا من الساعة 00:17 الموافق لـ2 من مارس 2020، نشر الشرطة العسكرية الروسية في مدينة سراقب"؛ ما اعتبره مراقبون أن روسيا تريد قطع الطريق على تركيا في محاولةٍ لإثبات وجود القوات الروسية والشرطة العسكرية الروسية لكبح أي تحركٍ من الفصائل المعارضة والقوات التركية باتجاه المدينة، وهو ما يعتبر ورقة ضغط قد تستخدمها موسكو عند لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره التركي رجب طيب أردوغاع يوم الخميس في 5 من شهر مارس الجاري.
وتمكنت قوات المعارضة من استعادة السيطرة على مدينة سراقب في 29 فبراير، وذلك بتجاوزها خطوط قوات النظام السوري.
وتأتي الأهمية الاستراتيجية لمدينة سراقب من كونها نقطة التقاء الطريقين الدوليين "M4" و"M5"، ويربط طريق "M4 " محافظة اللاذقية بمحافظتي حلب وحماة، فيما يصل "M5" محافظة حلب بالعاصمة دمشق.
وفي مايو من عام 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران التوصل إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.