المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تيلرسون في أنقرة.. وعلاقات متوترة تنتظر عود الثقاب لانفجارها

 
   
13:12

http://anapress.net/a/166499008507567
98
مشاهدة



حجم الخط:

 صورة أرشيفية

يصِل ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي إلى العاصمة التركيّة أنقرة اليوم الخميس، في أجواء متوترة ومشحونة بين البلدين تشوبها عدم الثقة، لبحث بعض الملفات الشائكة بين البلدين، ومن بينها ما يتعلق بالمستجدات المرتبطة بعملية "غصن الزيتون" ومصير منبج واحتواء إيران في المنطقة.

ويبدو أن العلاقات التركية مع أمريكا، وصلت إلى مفترق طرق بحسب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما باتت في نقطة حرجة للغاية وفق وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، بوقوفها أمام خيارين لا ثالث لهما.

قال أوغلو في تصريحات تناقلتها عنه تقارير إعلامية تركية: "علاقاتنا مع الولايات المتحدة في نقطة حرجة للغاية، فإما أن يتم إصلاحها، أو تسوء تمامًا، لا نريد تصريحات ووعود من واشنطن بعد الآن، بل نريد خطوات ملموسة"

ووجه تيلرسون برسالة إلى أنقرة من عمان خلال جولته في الشرق الأوسط وقبيل زيارته لأنقرة وذلك لتخفيف وطأة التوتر بين البلدين، حيث أكد أنه "لا تزال تركيا شريكا مهما للولايات المتحدة في حلف الناتو. نحتاج لإيجاد سبيل نواصل من خلاله العمل في نفس الاتجاه نحن ملتزمون بنفس النتائج في سوريا".

وكان قد سبق لتيلرسون أن طلب من الجانب التركي تأجيل أية عملية عسكرية ضد "الميليشيات الكردية في سوريا" وفق وصفه، إلى حين انتهاء العمليات الأميركية ضد داعش كي لا يتعقد المشهد أكثر، ووعد في المقابل، أن يتم تفعيل التعاون بين واشنطن وأنقرة فيما يتعلق بمكافحة حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق

 وبالفعل، فقد أجلت تركيا العملية العسكرية في عفرين ستة أشهر على الأقل، فيما لم يفِ الجانب الأميركي بالتزاماته التي قطعها، كما اعتاد أن يفعل فيما يخص اللائحة الطويلة جداً من الوعود السابقة واللاحقة.

ومن المتوقع أن تكون الزيارة مشحونة بالتوتر وقاسية اللهجة من الجانب التركي حول الموقف في سوريا، وحول وعود واشنطن المنكوثة، وحول سياساتها الإقليمية أيضاً، فالأتراك على المستوى الرسمي والشعبي ينظرون مؤخراً بشكل متزايد إلى الولايات المتحدة كتهديد أمني وليس كحليف، قبل عدة أيام فقط، تبنت "قوات سوريا الديمقراطية" -المدعومة أميركياً- عملية إسقاط مروحية تركية في عفرين، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود الأتراك.

ويرى مراقبون أن الوعود الأمريكية المنكوثة تجاه أنقرة هي التي جعلت أنقرة تغير مواقفها تجاه الإدارة الأمريكية، فلقد وعدت الإدارة الأميركية أن يتم سحب هذه الميليشيات من المناطق التي احتلتها شرق الفرات، لكن بدلاً عن ذلك، أبقتها وأرسلت جنوداً أميركيين لحمايتها هناك،

كما وعدت واشنطن تركيا أيضاً أن يكون الدعم العسكري لهذه الميليشيات محدوداً، لكن تبين أن الدعم مفتوح، وشمل أيضاً أسلحة ثقيلة، ووعد المسؤولون الأميركيون نظراءهم الأتراك بإيقاف دعم هذه الميليشيات الكردية وسحب الأسلحة منها، لكن تبين أن واشنطن تخطط لتحويل هذه الميليشيات إلى جيش قوامه 30 ألف مقاتل منتشرين على الحدود مع تركيا.

يقول الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشؤون التركية الدكتور باسل الحاج جاسم: لا تحمل الزيارة أكثر من رسائل بروتوكولية لم تعد تقدم أو تؤخر كثيرا في حسابات تركيا السورية، وعلى الاغلب زيارة تيلرسون لأنقرة لن تحمل سوى الكلام، فالرجل لا يمتلك أي تفويض أميركي حقيقي ليقدم لأنقرة شيء فعلي يتعلق بمخاوفها حيال الجماعات المسلحة التي تصنفها في قوائم الإرهاب، وتحاربها اليوم على ثلاث جبهات، داخلية، وفي سوريا، والعراق.

باحث: لا تحمل الزيارة أكثر من رسائل بروتوكولية لم تعد تقدم أو تؤخر كثيرا في حسابات تركيا السورية

ويوضح الحاج جاسم لـ " أنا برس"، لم يعد يخفى على أحد عمليات التضليل التي قامت بها الولايات المتحدة مع حليفتها الاستراتيجية تركيا لكسب أكبر قدر ممكن من الوقت ريثما يكتمل المشروع الانفصالي الذي تعد له واشنطن في إطار تمزيق الجمهورية العربية السورية والتمهيد باستهداف باقي دول المنطقة القريبة والبعيدة تدريجيا وصولا لروسيا.

ويستطرد، أن اللافت في استباق لزيارة تيلرسون إعلان البنتاغون عن ميزانية ضخمة لدعم ما يسمونها في بياناتهم (المعارضة السورية)، بينما الواقع يقول إن دعمهم هو لجهة محددة أطلقت عليها واشنطن اسم"قوات سوريا الديمقراطية " وعمودها الفقري الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا في تركيا والناتو.

ويعتبر الحاج جاسم يمكن أن إعلان البنتاغون هذا يعد بمثابة إطلاق النار على زيارة تيلرسون لأنقرة قبل بدايتها، ويمكن إدراج ذلك في شق منه في إطار التنافس والتضارب الذي بدأ يظهر كثيرا في الآونة الأخيرة بين المؤسسات الأميركية. وبعد اعلان البنتاغون حول التمويل لأعداء تركيا والذي بدوره زرع بذور التقسيم للجمهورية العربية السورية، سيبدو تيلرسون في زيارته كأن واشنطن تصافح أنقرة بيد وتطعنها باليد الأخرى. وفق الباحث.

من جانبه يقول الكاتب والمختص بالشأن التركي الدكتور علي حسين باكير إن السلوك الأميركي، بالإضافة إلى السياسات العشوائية في سوريا، تدفع الجانب التركي دوماً باتجاه روسيا، وهذا ليس في مصلحة العلاقات الأميركية-التركية، وليس في مصلحة العلاقات التركية-الأوروبية، كما هو الحال بالنسبة لحلف شمال الأطلسي.

 ويوضح باكير خلال حديثه لـ "أنا برس"، إذا ما أرادت واشنطن التخفيف من استقطاب روسيا وإيران لتركيا في سوريا، فسيكون عليها أن تدفع ثمناً مقابل ذلك، وأن تأخذ بعين الاعتبار أنه من المستحيل على الولايات المتحدة أن تقوّض من نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، وأن تقوم باحتواء نفوذ إيران في سوريا أو في المنطقة من دون جهود تركيا.

ويختم الكاتب حديثه أنه باستمرار واشنطن في تجاهل مصالح تركيا في المنطقة، فضلاً عن النصائح المتكررة لها إزاء كيفية التعامل مع المشاكل المتراكمة في المنطقة، سيترك نتائج مدمرة على العلاقة بين الطرفين، ومن المتوقع لها أن تصبح عصية على الحل مع تقدم عامل الوقت، وازدياد مخاطر مساهمة واشنطن في تهديد الأمن القومي التركي. على حد زعمه

والجدير بالذكر أن أنقرة قررت تغيير اسم جادة محاذية لمقر السفارة الأميركية التي سيتوجه إليها تيلرسون، لتطلق عليها "غصن الزيتون"، وهو اسم العملية العسكرية التي باشرتها تركيا في 20 كانون الثاني/يناير على عفرين في شمال سوريا.