المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

هل تتخلى السعودية عن لبنان بعد انفراد حزب الله؟

 
   
13:46

http://anapress.net/a/281743250755210
615
مشاهدة


هل تتخلى السعودية عن لبنان بعد انفراد حزب الله؟
صورة أرشيفية من الانترنت

حجم الخط:

منذ اتفاق الطائف اللبناني في العام 1989، عقب الحرب الأهلية، ويعيش لبنان على وقع تحالفات سياسية متعددة، أشبه بحرب باردة غير معلنة، الخاسر الأكبر فيها، لبنان، ومنذ ذلك الاتفاق والسعودية – كما تقول – تتضخ ملايين الدولارت في لبنان دعماً له وربما كسبه إلى صفّها، حتى أقلق "حزب الله" بتحالفه الإيراني الواسع، الأهداف السعودية، ثم انتصر مؤخراً في الانتخابات البرلمانية اللبنانية. لكن ماذا سيكون موقف السعودية في هذه الحالة؟.

منذ اتفاق الطائف وصولاً إلى العام 2015، بدأت السعودية بدعم الاقتصاد اللبناني، عبر ضخ ما يقارب الـ 70 مليار دولار بين "مساعدات وهبات واستثمارات.."

فيما حوّلت السعودية – بحسب تقارير صحافية مختلفة – إلى لبنان مليار دولار عقب حرب تموز 2006، واستثمرت في الأراضي اللبنانية ما يزيد عن 6 مليارات دولار.

ما يحدث في لبنان هو نتاج لاتفاق الطائف الذي أتى على جثة الحركة الوطنية في لبنان من ضمن مشروع إسرائيلي أمريكي أداته النظام السوري
 علي أبو عواد

فؤاد السنيورة وهو رئيس الوزراء الأسبق، لم ينكر أهمية هذه المساعدات إذ قال في العام 2014 لجريدة الشرق الأوسط أنه من دون المساعدات السعودية في أكثر من مناسبة، "لما استطاع لبنان، أن يتجاوز المحن التي وقع فيها في مواجهة العدوان الإسرائيلي وإزالة آثاره في عام 1982، وكذلك أيضا بالنسبة للعدوان الإسرائيلي في عام 2006، وهي أيضا كانت مبادرة في العمل الجاد من أجل تعزيز قدرة لبنان على مواجهة الإرهاب، وأخطاره في عام 2014".

كل ذلك بالإضافة إلى ملايين الدولارات قدّمتها السعودية لملف اللاجئين السوريين في لبنان، آخرها مساهمة مالية بقيمة 3.5 دولار بداية العام الحالي. لكن على الجانب الآخر لم تبلغ قيمة الأموال الإيرانية المقدمة للحكومة اللبنانية أكثر من 100 مليون دولار – وفق صحيفة الشرق الأوسط – فيما قدّمت إيران 200 مليون دولار لحزب الله.

يقول المعارض السوري علي أبو عواد، في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إن ما يحدث في لبنان هو نتاج لاتفاق الطائف الذي أتى على جثة الحركة الوطنية في لبنان من ضمن مشروع إسرائيلي أمريكي أداته النظام السوري والنظام السعودي وصبيانهم.

وأردف أبو عواد قائلًا: "لقد اهتز هذا التحالف لفترة ولكن رياح الحرية والتغيير التي هبت من سوريا اعادت تمتين اواصره"، مشددًا على  أنه "ليست هنالك حماقة أكثر من توهم حصول صراع فعلي بين إسرائيل أو أمريكا وإيران، وحتى بين إيران وأنظمة الخليج.. فعدا عن كوّن هذه الأنظمة أدوات طيعة لأمريكا فان عداوتها للشعوب تفوق أي عداء".

واختتم قائلًا: "حتى لا يكون هنالك لَبْس، فقد تحصل ضربات محدودة من أمريكا أو إسرائيل لإيران كتوعية لها لمعرفة حجمها، وللاستخدام الإعلامي بما يخدم دعاية العداء بين الطرفين".

الدعم توقّف بسبب "المواقف"

أعلنت السعودية في صيف 2014، نيتها تقديم مساعدات إلى الجيش اللبناني بقيمة مليار دولار، سبقها هبة ضخمة بقيمة ثلاث مليارات دولار. لكن المساعدات تحوّلت إلى شبه قطع علاقات بين البلدين في شباط 2016، بسبب ما اعتبرته السعودية "مواقف لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين".

بدا واضحاً تدخل حزب الله في الشأن السوري، وتغلغل الإيراني في لبنان عبر الحزب، وهو ما دفع السعودية إلى "وقف المساعدات المقدمة إلى الجيش وقوى الأمن اللبنانية".

سبق القرار امتناع لبنان على تصويت في الجامعة العربية يدين الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، كما ويعتبر حزب الله منظمة إرهابية.

السعودية على لسان مسؤولين أوضحت أنها "عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الأمور إلى ما وصلت إليه لتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تمثل الشعب اللبناني."

فيما لم تتوقف الإجراءات ضد لبنان، عندما منعت دول السعودية والإمارات والكويت والبحرين مواطنيها من السفر إليه، وبدا الموقف – كما قال لبنانيون – في مقلق للغاية.

العودة السعودية "كانت قريبة"

عودة الدعم السعودي، كان ممكناً عبر بوابة الوفد السعودي الذي زار لبنان في شباط الفائت، وهو ما أكدت عليه وسائل إعلام لبنانية وشددت على أهمية الزيارة في انهاء الخلاف السعودي – اللبناني الحاصل.

إذ التقى خلالها المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا على رأس الوفد السعودي، عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية، ورئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبناني سمير جعجع.

واعتبرت وسائل إعلام لبنانية وعربية، أن هذه الزيارة قد تعيد الدعم السعودي المالي للبنان، بالإضافة إلى رفع قرارات منع السفر إلى لبنان، لكن لم يكن هنالك أي مفاعيل على الأرض لما سمي بـ"الزيارة السعودية الإيجابية".

السعودية أمام مشهد سيطرة "حزب الله"

ومع قرب انتهاء الانتخابات البرلمانية اللبنانية، بات من الواضح تحقيق حزب الله وحلفاءه في لبنان "تقدم كبير" وربما سيطرة لاحقة على قرارات مجلس النواب اللبناني، وبالتالي أصبح لبنان سياسياً تحت سيطرة الحزب والحلفاء طالما أن قرارات الحكومة اللبنانية "إن بقيت برئاسة سعد الحريري أي لغير الحزب وحلفاءه" تنفيذية في الغالب، وهو ما يتبعه قلق سعودي واضح، وربما خطوات أكثر حذراً بخصوص ملف دعم لبنان.

وعن الانتخابات اللبنانية، قال المعارض السوري جميل عمار، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": فقط في لبنان "الانتخابات البرلمانية محسومة من قبل أن تبدأ؛ فالمقاعد مطوبة بالطابو لعدد معين من الأسر اللبنانية.. مشهد يتكرر بيتبدل لبنان وما بتبدل أسماء هالعيل يلي بتتوارث المقاعد اللبنانية وراثة شرعية متل الارث او الوقف (وقف بيت الجميل، وقف بيت الاسعد، ووقف بيت فرنجية، ووقف بيت الحريري، ووقف بيت المر، ووقف بيت جنبلاط.. الافضل نسمي البرلمان اللبناني باسم جديد: المجلس الوقفي للأسر اللبنانية المخملية"، وفق وصفه.

يقول الصحافي السعودي المقيم في لندن عبد العزيز الخميس على حسابه على الفيسبوك: "من هذا الذي سيدفع لبلد تتحكم فيه إيران عبر حزب الله 11 مليار دولار مساعدات ومنح... دعوه، ولا تعززوا قوة الفرس في بلد عربي.. كل دولار سيذهب سيتصرفون به لمصلحتهم.. ادعموا القوى الوطنية المعتدلة بشكل منفرد، ولا تقنعوا أنفسكم أن دعمكم للحكومة اللبنانية المقبلة يَصْب في صالح لبنان".

كما اعتبر ناشطون سعوديون كثر أيضاً أن "لبنان أصبح تحت حكم حزب الله وإيران" وبالتالي من يجب أن يتم اتخاذ خطوات حاسمة كـ"سحب الأموال السعودية من البنوك اللبنانية، وتدمير شبكة حزب الله – وطرد العمالة اللبنانية من الخليج العربي"، وفق التعليقات المنتشرة على مواقع التواصل.

 ورغم أن ما يتم تناقله عبر شبكات التواصل الاجتماعي يتضمن الكثير من العنصرية تجاه اللبنانيين، إلا أن الحديث قد يتجاوز الكلام فقط؛ إذ يقول عبد لله، ن وهو مواطن لبناني مقيم في السعودية لـ"أنا برس":" للأسف تغيّر أسلوب تعامل السعوديين معنا منذ تدخل حزب الله في سوريا، وتوسّعه في المنطقة، ومشاركته في دعم الحوثيين، فيما الآن يبدو أن الوضع سيتأزم أكثر، الله يستر".

ويردف عبد لله: "من حق السعودية أن تحافظ على أمنها، وتضمن عدم توسّع إيران وحلفاءها في المنطقة، لكن ما ذنبنا كمواطنين أن تتضرر مصالحنا، إن كان داخل لبنان أو خارجه؟!".

يشترك مع عبد لله الكثير من اللبنانيين الذين يعتبرون أن لبنان "فقد قراره" بسبب بقاء سلاح حزب الله، والتبعية لإيران و لدول أخرى، ومشهد سيطرة حزب الله على البرلمان اللبناني، ونزول مؤيديه إلى الشوارع بسلاحهم، دليل كبير على أن لبنان في خطر، فيما لن يكون على الجانب الآخر القرار الرسمي السعودي مرتاحاً مما يجري في بلد الأرز، وربما يتّخذ فعلاً خطوات مهمة في هذا الصدد.