http://anapress.net/a/324368631057922
بعد يومين متتالين من الاقتتال الداخلي بين أحرار وتحرير الشام في ادلب والذي راح ضحيّته أكثر من عشرين قتيلاً بينهم مدنيون، طرح عدد من الشرعيين التابعين لحركة أحرار الشام الإسلامية أمس مبادرة لحلّ النزاع وإنهاء الصراع الدائر "حرصاً على حقن دماء المسلمين وحفظ الساحة من ضياعها في أتون الاقتتال وتغليب منطق الحوار والاحتكام للشرع" حسب ما جاء في بيان المبادرة، إلا أن المبادرة لم تتلقى أيّ ردّ من قبل تحرير الشام بالقبول أو الرفض، بالتزامن مع خروج الشرعي عبد الله المحيسني عن صمته وتصريحه بأنه لا علاقة للمجلس الشرعي في الهيئة بإصدار فتاوى بجواز قتال أحرار الشام، والذي أجازه بيان للمجلس الشرعي أمس.
مبادرة إنهاء النزاع التي أطلقها كل من الشرعيين "الشيخ أبو محمد الصادق - الشيخ عبد الرزاق المهدي - الشيخ أبي حمزة المصري"، تضمنت أربعة نقاط لوقف النزاع القائم أولها يقضي بوقف الأعمال القتالية اعتباراً من الساعة 12 ليلاً من يوم الأربعاء، وقيام كل طرف من أطراف النزاع بتفويض ثلاثة أشخاص مخولين باتخاذ القرار نيابة عن فصيله، مع التوافق على ثلاثة أشخاص مستقلين ليكونوا مرجعاً في حال عاد الخلاف، ويجتمع المفوضون من الفصيلين مع المستقلين لحل الخلاف بين الطرفين ووضع رؤية ملزمة وشاملة تراعي من خلالها الحقوق السياسية والعسكرية والمدنية للأطراف جميعاً خلال 7 أيام".
وانتهى البيان بدعوة كل من هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية للمسارعة إلى إعلان الموافقة على المبادرة.
وأعلن كل من القائد العسكري في تحرير الشام "أبو صالح الطحان" وقائد حركة نور الدين الزنكي "توفيق شهاب الدين" موافقتهما على المبادرة بشكل منفرد قبل إصدار بيان أحرار الشام الذي أعلن موافقة أحرار الشام على المبادرة مشيرةً إلى الاستمرار في رد البغي عن نفسها في حال حصوله من الطرف الآخر - هيئة تحرير الشام- فيما لم يصدر أي قرار رسمي عن هيئة تحرير الشام بالقبول أو الرفض.
هذا وقد أصدر المجلس الشرعي التابع لهيئة تحرير الشام بياناً جاء رداً على بيان المجلس الإسلامي السوري أعلن من خلاله جواز قتال أحرار الشام وهو ما نفاه المحيسني تماماً والذي يعتبر أحد أعضاء المجلس مشيراً أنه لا علاقة للمجلس بالبيان.
وقال "المحيسني" عبر قناته على تلغرام "اللهم إني أشهدك وملائكتك ومن تصله كلماتي والناس أجمعين .. أني لا أبيح للشباب المسلم هذا القتال ولا أفتيه بل أحرمه، وإنني كمهاجر تركت الأهل والولد وجئت لنصرة أهل الشام آليت على نفسي أن لا أخوض في قتال داخلي إلا بالسعي للإصلاح".
وأضاف بما يخصّ دحض بيان المجلس الشرعي: " ولقد سألت الشيخ أبي الحارث المصري باعتباره رئيس لجنة الفتوى فقلت يا شيخ : هل صدر منك أو من المجلس الشرعي فتوى بجواز القتال فقال لي لا ، وطلب مني نقل ذلك عنه، وأما عن البيان الأخير الذي صدر باسم المجلس الشرعي ( رداً على المجلس الإسلامي ) فلم نسمع عنه إلا بالإعلام وكنت جالسا وبجواري الشيخ أبي الحارث ففوجئنا بالبيان يصدر باسم المجلس".
يشار إلى أن القتال بين الطرفين أمس امتد على رقعة المحافظة من شمالها إلى جنوبها وتركز بشكل كبير في جبل الزاوية قضى خلال الاقتتال أكثر من 20 عنصراً من الطرفين بينهم ثلاثة مدنيين إضافة إلى مقتل الاعلامي مصعب العزو خلال تفريق تحرير الشام لمظاهرة شعبية في مدينة سراقب.