http://anapress.net/a/33292130885210
أكدت مصادر روسية أن المبعوث الرئاسي "ألكسندر لافرنتييف" أبلغ خلال الزيارة التي أجراها إلى دمشق قبل أيام رأس النظام السوري بشار الأسد بأنه آن الأوان لدفع التحرك السياسي في سوريا.
وأوضحت المصادر أن "لافرنتييف" طالب "الأسد" بالانخراط بشكل أكبر في المساعي الروسية لدفع التحرك السياسي عَبْر اللجنة الدستورية، مشيرةً إلى أنه وجَّه رسالة واضحة لرأس النظام السوري بأنه آن أوان العملية السياسية في سوريا.
وشددت على أن المبعوث الروسي حذر "الأسد" من أن البديل عن اللجنة الدستورية والمساعي الروسية سيكون "تخريباً أمريكياً أكبر، وتعقيدات جدية جديدة قد يكون من بينها توفير أرضية لاستئناف الأعمال القتالية في أكثر من منطقة في سوريا"، وفقاً لما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن المصادر.
وأشارت إلى أن موسكو باتت تعاني من مشكلة جدية مع نظام الأسد نفسه، تتمثل في شقين أولهما يتعلق بخطابه القائم على خروجه منتصراً من الحرب وعدم استعداده لتقديم تنازلات داخلية جدية لتحسين الأداء السياسي والاقتصادي.
وأضافت أن الشق الثاني مرتبط بـ "تعجرفه" مع الأطراف الأخرى في اللجنة الدستورية التي ترى فيها موسكو مفتاحاً أساسياً لبلورة مسار التحرك نحو التسوية السياسية النهائية، واشتراطه بأن ينطلق عملها بإصدار "بيان سياسي" تم إقحامه بشكل متعمد لعرقلة تقدُّم هذا المسار.
وكان النظام السوري قد عرقل اجتماعات اللجنة الدستورية وأفشل الجولة الأولى من محادثات المجموعة المصغرة اﻷسبوع الماضي، محاولاً تجنب بحث الانتقال السياسي والانتخابات الحرة تحت إشراف أممي، وتحريف مسار عملها نحو قضايا سياسية خارجة عن مهامها.
وشهدت الآونة الأخيرة صدور عدة تقارير إعلامية روسية تُظهِر استياء موسكو من تمسُّك "اﻷسد" بالسلطة وإدارته السيئة للوضع الاقتصادي والسياسي، وتعطيله لأعمال اللجنة الدستورية، الأمر الذي يفشل خطط روسيا في جذب الاستثمارات إلى سوريا والبدء بعملية إعادة الإعمار.
وكشـــفت مصادر روســـية عـــن خلافـــات متصاعـــدة بيـــن "حلفاء الضرورة"، روســـيا وتركيـــا وإيران، في مسار أســـتانة حول الأوضاع المستجدة في ســـوريا، وأكدت أن الخلافات تتعمق مع كل من أنقرة وطهران.
وأوضحت مصـــادر دبلوماســـية أن زيارة موفدي الرئيس الروســـي فلاديمير بوتين إلى دمشـــق وعواصـــم هذه الدول تســـعى إلى "تخفيف التوتـــرات" بينها والدفـــع بعمـــل اللجنـــة المكلفـــة وضع دستور جديد لسوريا. وأشـــارت أوســـاط روســـية إلـــى أن موسكو "ضاقت ذرعا" بمناورات رأس النظام السوري بشار الأسد " التكتيكية مع إيران في إطـــار محاولاتـــه تخفيـــف الضغوط للامتثال لطلب المضـــي في ملف اللجنة الدستورية.
ورجـــح مراقبون انفتاحا روســـيا أكبر على بلدان الخليج العربية لبحث آفاق التســـوية السياسية في سوريا، وملف إعادة الإعمار.. وتســـعى موســـكو إلـــى التحـــرك باتجاه بلـــدان الخليج العربية خصوصا السعودية من أجل مشاركة أكبر للرياض في ملف التســـوية وإعادة الإعمار، وهو مـــا يمكـــن أن يبحثـــه في الريـــاض هذا الأســـبوع ميخائيـــل بوغدانـــوف نائـــب وزيـــر الخارجية الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى الشـــرق الأوسط، بالإضافة إلـــى آفـــاق التســـوية وعمـــل اللجنـــة الدستورية.