المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تنظيم الدولة.. استراتيجية جديدة نحو الجنوب

 
   
15:40

http://anapress.net/a/263966552285055
106
مشاهدة


تنظيم الدولة.. استراتيجية جديدة نحو الجنوب

حجم الخط:

أسر تنظيم الدولة في دير الزور أمس الأربعاء نحو 25 شخصاً كانوا يقاتلون إلى جانب قوّات الأسد في دير الزور بمنطقة المقابر التي تشهد معاركًا ضارية بين الطرفين.

وقالت وكالة أعماق المقرّبة من التنظيم إنّ الأسرى جميعهم من مليشيات تقاتل إلى جانب جيش الأسد، ومن بين المعتقلين أشخاص من محافظات الحسكة ودير الزور والرقّة، تمكّن التنظيم من أسرهم بكمين محكم كان قد نصبه في منطقة المقابر خلف كراج البولمان.

تقدم ملموس يجري على الأرض في المواجهة مع تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق.. حصار الرقة بشكل كامل سيكون خلال أسابيع
  المتحدث باسم التحالف الدولي

وتأتي معارك التنظيم في دير الزور بالتزامن مع محاولة التحالف الدولي عزل وحصار مدينة الرّقة، حيث صرّح المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة العقيد "جون دوريان" أنّ تقدما ملموسا يجري على الأرض في المواجهة مع تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا معلناً أنّ حصار مدينة الرقة بشكل كامل سيكون خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

التصريح من الناحية العسكريّة قد يكون صحيحاً، لاسيما أنّ التحالف الدولي دمّر أربعة جسور في مدينة الرّقة، عزل من خلالها المدينة عن الريف وصعّب على التنظيم المناورة العسكريّة بالآليّات الثقيلة، لكن من المبكّر الحديث عن عمليّات لتحرير مدينة الرقّة، فقبل الحشد العسكري للمدينة يحتاج الأمر لتوافق وتفاهم سياسي بين الدول التي أعلنت عن محاربة تنظيم الدولة في سوريا، فأمريكا مصرّة على إقحام قوّات سوريا الديمقراطيّة ذات الغالبيّة الكرديّة كشريك أساسي في عمليّات عزل وحصار الرقّة، بينما وضعت تركيا "الفيتو" على مشاركة قوّات تصنّفها بالإرهابيّة إلى جانبها في عمليّة التحرير، وهذا الأمر ما يزال نقطة خلاف بين أمريكا وتركيا.

إنّ من يقارن مجريات معركة الموصل مع معركة الرقّة قد يخرج بنتائج خاطئة لاسيما من ناحية مدّة المعركة والقوّة العسكريّة ومآلاتها، فالتنظيم يقاتل في الموصل الآن قتالاً تراجعيّاً وقوّات التحالف لا تواجه صعوبة في القتال إذ أنّ القوة المتصارعة في العراق هي قوّات الجيش العراقي والتحالف الدولي من جهة، وقوّات تنظيم الدولة من جهة أخرى، أي انّ الوضع في العراق ليس معقّداً كما هو الوضع في سوريا، رغم أنّ ما يجري في العراق ظاهر للعيان أنّه مقاومة سنيّة شيعيّة لا يخفيه المتحدّثون أو المحلّلون.

الوضع في سوريا يختلف تماماً عمّا يجري في الموصل العراقيّة، فالأطراف الإقليميّة والدوليّة وحتّى القوى المحليّة مازالت متصارعة فيما بينها، ولا يمكن لأي قوّة من القوى إشراك جيش الأسد في المعارك ضدّ التنظيم، بينما يبقى الصراع على من سيقود المعركة على الأرض، هل هم قوّات سوريا الديمقراطيّة المدعومة من أمريكا؟ أم أنّها قوّات درع الفرات المدعومة من تركيا ويشارك إلى جانبها الجيش التركي؟

من خلال كلّ تلك المعطيات يمكننا القول إنّه مازال الوقت مبكّراً للحديث عن إخراج تنظيم الدولة من محافظة الرقّة بالكامل، كما أنّ جيش النظام ومليشياته لن يصمدا طويلاً في المعركة التي أطلقها التنظيم في دير الزور، وبالتالي سيتمكّن التنظيم من خلق عمق استراتيجي بين محافظتي دير الزور والرّقة لن يكون فيه تواجد لأيّ جندي من جنود الأسد، وهذا ما سيمكنه من وصل ثلاث مدن هامّة ببعضها البعض هي دير الزور والرّقة وتدمر، مما سيسهّل عليه ربّما تغيير خارطة نفوذه من التمدّد شمالاً إلى التمدّد جنوباً نحو درعا وريف السويداء وصولاُ إلى جبال القلمون الشرقي على الحدود اللّبنانيّة.