المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

التردد التركي "المخيف" يجعل مصير إدلب مجهولا

 
   
11:37

http://anapress.net/a/23085251476735
453
مشاهدة


التردد التركي "المخيف" يجعل مصير إدلب مجهولا
بوتين وإردوغان- أرشيفية

حجم الخط:

وقع الشعب السوري عامة، وبالمنطقة المحررة خاصة، في حيرة ودهشة وصلت حد الذهول، فما حدث من هجوم لمليشيات النظام ومؤازرة الطيران الروسي وقوات كوماندوس منه على تلك المنطقة لم يكن متوقعاً بهذا الشكل لعدة أسباب؛ منها أن تركيا مثلها مثل الروس أحد الضامنين لتلك المنطقة، وكذلك وجود نقاط مراقبة تركية تصل للعمق السوري وهي مجهزة لرد العدوان.

في ظل هذه التطورات بدأت ردة الفعل الجماهيرية الغاضبة ضد تركيا تحديداً حول المواقف والتصرفات التركية سواء سياسياً أو عسكرياً ومنعها بمرحلة ما لقوات درع الفرات وغصن الزيتون من القدوم كتعزيزات للفصائل المتواجدة في المحرر.. بالطبع لا ينزع عنها هذه الغضبة من الشعب ما قامت به من تمرير السلاح بالقطارة.

كيل الاتهامات لتركيا جاء من يغذيها بخاصة بعد التوصل لاتفاق مع الأمريكان حول المنطقة الآمنة وعدم رغبتها بالتفريط بعناصر الفصائل التابعة لها في معارك تعتقد هي أنها قادرة على إيقافها بالتفاهم مع حليفها الروسي. (اقرأ/ي أيضاً: مصير نقاط المراقبة التركية بعد سيطرة النظام على خان شيخون).

في الاتفاقيات التي تمت في استانا كانت هناك بنود لم يتم توضيحها بالشكل السليم من قبل الأتراك والفصائل التابعة لها؛ أهمها رغبة روسية بفتح الطريقين الدوليين M4، M5 وهذان الطريقان عندما طلبتهما روسيا كانت تهدف لنقاط عديدة، منها الإعلان عن سيطرة النظام على كامل سوريا بدليل عدم امتلاك الفصائل لمناطق هامة وإنما يتواجدون في جيوب يمكن اعتبارها جيوب متمردة كذلك الاعتماد على تصريحات روسيا المتكررة بوجود مجموعات راديكالية إرهابية يجب القضاء عليها

 ما وصلت إليه تركيا الآن كان نتيجة تردد كبير منها في الملف السوري فلم تستطع حسم أمرها سواء بدعم الفصائل أو كونها ضامن
 

وهنا يستمر التساؤل، لماذا روسيا تدعم النظام بهذه القوة غير عابئة بالمواقف التركية بينما تركيا تدعم على استحياء؟ لابد إذاً من وجود اتفاقات غير معلنة هذه من ناحية.. أما من الناحية الأخرى أن حملة ميليشيات الأسد والطيران الروسي بدأت بعد إتمام صفقة S400 يعني ذلك أن الروس ضمنوا توريد الدفعة الأولى ولا يمكن للأتراك  التراجع عنها، كما أن المفاوضات بينهما ( روسيا وتركيا ) كانت تتمحور حول المنطقة العازلة والقيام بدوريات مشتركة وتحذير الروس لتركيا أنهم غير مسؤولين عن إصابات الدوريات التركية إن بقيت لوحدها ورفض تركيا .

هذا يقودنا إلى اجتماع دعت إليه تركيا في أنقرة من حوالي سنة تقريباً ضم ناشطين وعسكريين وبعض السياسيين تم طرح سيناريو للمحرر.. هناك من اعترض عليه وترك القاعة وخرج وهناك من بقي يستمع.. ملخص هذا المخطط أن المحرر سيقسم لثلاثة أقسام طولية ستكون موزعة بين الفصائل والروس والأتراك بعد استبعاد الطرق الدولية وحمايتها وإدخال مؤسسات النظام الحكومية لتلك المحاور.. الأقسام بهذا الشكل تصبح المنطقة مخترقة، أي وجود جيب فقط للفصائل والأهالي بحيث يحصل هذا الجيب على إدارة ذاتية مثل الكنتون المزمع إقامته للأكراد بعد البدء بتطبيق المنطقة الآمنة التركية.

ما وصلت إليه تركيا الآن كان نتيجة تردد كبير منها في الملف السوري فلم تستطع حسم أمرها سواء بدعم الفصائل أو كونها ضامن يجب عليه حماية من ضمنهم كذلك تردد مخيف في إنشاء المنطقة الآمنة. (اقرأ/ي أيضاً: المنطقة الآمنة.. الشيطان يكمن في التفاصيل بين أنقرة وواشنطن).

ثبت بالدليل القاطع أن تركيا همها الأول والأخير حماية أمنها القومي بعناصر سوريا وتتخذ إعادة اللاجئين حجة لإقامة هذه المنطقة بينما الروس يعملون ضمن خطة واضحة المعالم ويديرون المعارك بشكل يجعلون تركيا ضعيفة أكثر من المطلوب وتدفع في هذا الاتجاه لترسل رسائل للفصائل أنكم وحدكم وعليكم التسليم.

الرؤية العامة للمنطقة ستكون متابعة الروس للحصول على الطريقين الدوليين والتقاسم وفق الرؤية السابقة بتقسيم المحرر طولياً لثلاثة أقسام مع ملاحظة أن سهل الغاب سيكون النقطة المرجعية لكل ما يحصل.. الشعب السوري يضع الأتراك في موقع الاتهام ومن أنهم باعوه نتيجة لمصالحهم واستغل الأتراك فصائل المعارضة للمواجهة مع الأكراد بدل أن يدفعوا بجنودهم للقتال مع الفصائل الكردية.

 

*الآراء الواردة في المقالات تعبر عن آراء أصحابها