المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أنا برس: ماذا جنت روسيا عقب 100 يوم من التدخل في سوريا؟

 
   
10:40

http://anapress.net/a/219376891943455
622
مشاهدة


أنا برس: ماذا جنت روسيا عقب 100 يوم من التدخل في سوريا؟

حجم الخط:

30 سبتمبر (أيلول) 2015، كان تاريخ بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وذلك بعد موافقة "بالإجماع" من مجلس الاتحاد الروسي، حصل عليها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وبطلب من رئيس النظام السوري بشار الأسد.

هو ذاته التاريخ الذي تعقد فيه الصراع السوري أكثر من أي وقت آخر، وازداد الضغط على مقاتلي المعارضة حين وجدوا طائرات تقصف بعنف أكبر لتوقع مدنيين سوريين أكثر كانوا حالمين ببلد آمن.

بندان رئيسيان

بندان أساسيان أكد عليهما بوتين عقب حصوله على الموافقة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، الأول يقضي بدعم جيش النظام فقط "في كفاحه الشرعي ضد التنظيمات الإرهابية تحديدًا" وفق تعبيراته، وثانياً أن يكون هذا الدعم "جويًا فقط دون مشاركة في العمليات البرية".

(20 غارة على 8 مواقع " لتنظيم الدولة – داعش") هكذا بدأ الطيران الروسي عملياته في سوريا في ذلك التاريخ. في حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلات سوخوي نفذت ضربات جديدة ضد أربعة مواقع لتنظيم الدولة "داعش" في محافظات إدلب وحماة وحمص استهدفت مقرا للقيادة ومخزنا للأسلحة في منطقة إدلب ومعملا لتفخيخ السيارات في شمال حمص. فيما قتل مدنيين في ذات المناطق ومقاتلين للمعارضة.

الناشط السياسي أشرف الحسان قال في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" إن "الإرهاب هي الكلمة التي لعب فيها النظام خلال الخمس سنوات الماضية ، واستخدمها منذ 30 سبتمبر (أيلول) 2015 الروس ، حيث لم يحسم بوتين الأمر حول من هم الإرهابيون في تصريحات الأولى عقب إعلانه التدخل في سوريا جوياً".

في مقابل ضربه لمناطق تنظيم الدولة "داعش" في كل من الرقة ودير الزور، لم يتوان الطيران الروسي عن قصف مناطق من إدلب وحماه (سهل الغاب تحديدًا) بالإضافة إلى مناطق من ريف دمشق – كما أكد ناشطون-

وبتاريخ 3 أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته، تم ضرب مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود على الحدود السورية التركية – بحسب ما ذكره ناشطون من ريف اللاذقية – لتتحول بعدها المهمة لضرب مناطق المعارضة بمقاتليها ومدنييها.

استهداف لمعارضة  

لم تمض أيام على دخول الطيران الروسي المجال السوري حتى تحولت مواقع المعارضة السورية (عسكرية ومدنية) إلى أهداف روسية أهم من أهداف تنظيم الدولة "داعش" المتفق على استهدافها.

وحتى الولايات المتحدة الأمريكية – التي صرحت ضمناً للروس بالتدخل في سوريا – اكتشفت بعد شهر واحد خطورة الغارات الروسية وبدأت توضح كما على لسان السيناتور الأمريكي جون ماكين حين قال "إن الغارات الروسية استهدفت وحدات من الجيش السوري الحر دربتها وكالة المخابرات المركزية.. يمكنني أن أؤكد تمامًا أنهم يشنون غارات على مجندينا المنتمين للجيش السوري الحر الذي سلحته ودربته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لأننا نملك اتصالًا مع أشخاص هناك".

وفي أثناء ذلك كانت مدينة حماه ( بالتحديد اللطامنة وكفرزيتا) تتعرض لقصف كثيف بالإضافة إلى أرياف إدلب واللاذقية الشمالي. فيما حافظت وزارة الدفاع الروسية على بياناتها التي تدّعي " قصف مواقع للإرهابيين" وفق وصف الروس.

ووصل الطيران الروسي بعد عدة أيام من التدخل حتى ريف مدينة حمص حيث استهدف مدينة تلبيسة، إذ أشار ناشطو حمص إلى أن الطيران الروسي استهدف بـ 20 غارة مدينة تلبيسة. ووصفت بتاريخ 17/10/2015 الغارات على ريف حمص بـ"الأعنف" حيث قتل 45 مدني من عائلة واحدة – بحسب وسائل إعلام –

ووصولاً إلى مدينة حلب ، أغار الطيران الروسي على أحياء مدنية في قرى ريفية بالتزامن مع تصريحات عن استهداف مواقع لـ"تنظيم الدولة – داعش".

مجازر 

ورغم الهدنة المتفق عليها بين النظام والمعارضة، استهدف الطيران الروسي بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 سوقاً شعبية في أريحا بريف إدلب وأوقع 44 قتيل وعشرات الجرحى ، بالتزامن مع غارات روسية على إعزاز بريف حلب أسقطت 6 قتلى و18 جريحًا.

المجازر الروسية تكررت بعدها وأصبح من الطبيعي خرق الاتفاقيات والهدن، وخصوصاً في إدلب؛ حيث استهدف الطيران الروسي أيضاً مدينة إدلب وأوقع 32 قتيلاً وعشرات الجرحى. كما استهدف ريف إدلب – معرة النعمان تحديداً -  يوم السبت الماضي وأوقع 18 قتيلاً وعشرات الجرحى.

مجازر إدلب – بحسب المحلل السياسي والعسكري مؤنس المحيميد خلال حديث لـ "أنا برس"، بدت رسالة إلى المعارضة في المدينة بأن الطيران الروسي لن يوفر منطقة لن يستهدفها " حتى مقرات المعارضة المسلحة الرئيسية –

ووصولاً إلى مدينة دوما في ريف دمشق ، أكثر 250 قتيلًا ومئات الجرحى جراء استهدافها عدة مرات بغارات جوية روسية وفي أوقات متفرقة ، لكن آخرها انتهى بمقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش وعدد من قياديي فصائل المعارضة المسلحة على تخوم المرج في الغوطة الشرقية.

وفي آخر نقطة سورية نحو الشرق، ارتكب الطيران الروسي مجزرة بحق المدنيين في البوكمال راح ضحيتها 31 مدنياً وأكثر من 70 جريح.

لكن ريف اللاذقية الشمالي بقي النقطة الأكثر تركيزاً للطيران الروسي، حيث وصفت تقارير إعلامية قصف الطيران الروسي لتلك المنطقة وحتى الوقت الحالي بـ"الأكثف" ، فيما حققت لاحقاً قوات النظام بفضل هذا القصف تقدماً في جبال وقرى عديدة في ريف اللاذقية الشمالي.

الحصيلة

أكثر من 2300 قتيل حصيلة أولية لعدد الأشخاص الذين قتلوا بالطيران الروسي – كما يرصد محللون – لكن المشكلة الأساسية تكمن في تحول مسارات الصراع السوري كما تغير مسار "الثورة".

وهو ما يشير إليه الحقوقي والباحث في القضايا السياسية والشؤون السياسية أحمد فارس المحمد عندما قال لـ "أنا برس" إن روسيا تسعى بشكل صريح وواضح إلى تغيير نظرة المجتمع الدولي اتجاه الصراع في سوريا، فهي تسعى لإنهاء المعارضة المعتدلة والحقيقية، وترك معارضين متطرفين بالإضافة إلى تنظيم الدولة –داعش- لإثبات نظرية محاربة الإرهاب".

منظمة "هيومن رايتس ووتش" نددت في تقرير أصدرته في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا خلال العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام ضد الفصائل المقاتلة ، كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قتلى مدنيين بغارات الطيران الروسي ( بينهم أطفال ونساء) لكن مازال الرد الرسمي الروسي ينفي ذلك.

وأردف أحمد فارس المحمد:  نحن أمام صورة أكبر من نظام الأسد، لا يمتلك حلول سوى القتل، وقد يدفعه الأمر لتصفية الثورة ومعارضي النظام إذا ما ملّ من صمود السوريين.

وحذرت روسيا من أن الصواريخ الباستية التي تستخدمها لقصف مواقع المعارضة في حلب وريفها وإدلب ومناطق أخرى من سوريا ، يمكن تحميلها برؤوس نووية ، وذلك في تهديد واضح من أن كل شيء متاح لفرض سيطرة النظام السوري بالقوة.

لكن الاختبار الأبرز لغضب روسيا كان بتاريخ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أسقطت تركية طائرة روسية، قالت إنها اخترقت مجالها، في حين لم يستوعب الروس ما حدث، وردت موسكو بتحذير أنقرة عدة مرات، وقطع علاقاتها الاقتصادية معها ، وتهديدها من عدم تكرار الفعل مرة أخرى.

السوريون أيضاً اختبروا الروس خلال 100 يوم ، لم سيسجلها التاريخ – كما يقول السوريون – كأبشع فترة مرت بها "الثورة" السورية ، وربما لن تنتهي كما يشتهي الثائرون.