المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

سوتشي.. الفخ الروسي

 
   
11:26

http://anapress.net/a/20726725061352
419
مشاهدة


سوتشي.. الفخ الروسي

حجم الخط:

تعيش الإدارة الروسية حالة من الضياع والتخبط في محاولة للهروب من المستنقع السوري تحت ستار الانتصار ولاسيما بغياب لقرار الأمريكي. ويبدو أن روسيا تورطت بالصراع السوري مرتين، الأولى حماية نظام الأسد والثانية توقيعها على الاتفاقيات والتفاهمات الدولية  بدءًا من مبادئ جنيف وانتهاءً بالقرار 2254.

روسيا تعيش اليوم حالة من السباق مع استحقاقات جنيف؛ لأنها تعلم أن مقتل ونهاية النظام هي من خلال اتفاق جنيف، ورغم تدخلها العسكري لم تستطع كسر ذراع قوى المعارضة واستغلت التخوف التركي من وجود كيان كردي في الشمال السوري فأوجدت ما سمي بـ "اجتماعات الاستانة" وتخفيف التصعيد في العديد من المناطق، إلا أنها أدركت ورغم اللقاءات السبعة في أستانة أن هذه الاجتماعات لن تؤدي إلى النتيجة التي تسعى إليها وهي إعادة إحياء النظام من خلال مصالحات محلية وامتيازات ممنوحة لأصحاب النفوس الضعيفة من مرتزقة المعارضة.

تحاول روسيا اليوم خلق تسوية سياسية بين النظام والمعارضة التي تعمل على تهجينها بموالين للنظام قبل الانتهاء من القضاء على تنظيم داعش في سوريا سيما وأن إدارة ترامب اعلنت أن القضاء على هذا التنظيم سيكون بداية للانتقال إلى الحل السياسي وفي ظل تصريحات أمريكية بأن فترة حكم آل الأسد إلى زوال وأن البحث جار بالكيفية.

 فشلت موسكو حتى الآن في فرض من تريد من المعارضة الناعمة على الهيئة العليا للمفاوضات

لقد فشلت موسكو حتى الآن في فرض من تريد من المعارضة الناعمة على الهيئة العليا للمفاوضات المشكلة بموجب تفويض أممي للملكة العربية السعودية بجمع مكونات المعارضة من خلال مؤتمر الرياض، ولذلك تسعى في ظل غياب الإرادة الدولية إلى إنتاج تفاهمات وتوافقات للحل في سوريا من خلال جمع النظام وأطياف المعارضة في مؤتمر يتبنى هذه الحلول ليتم تبنيها من خلال مجلس الامن والمجتمع الدولي فأعلنت عن مؤتمر حميميم تحت مسمى مؤتمر الشعوب السورية والذي اصطدم بعدم موافقة النظام على عقده في قاعدة حميميم والاعتراضات على هذه التسمية وأنه ليس هناك من شعوب وإنما شعب سوري واحد بمكونات مختلفة.

وللخروج من مأزق حميميم وشعوب سورية تم الإعلان عن اجتماع في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود بعنوان مؤتمر الحوار الوطني السوري في 18 تشرين الثاني 2017.

إن ما جرى يؤكد على حالة من الضياع والتخبط لدى الإدارة الروسية التي تستعجل الحلول ولاسيما أمامها استحقاقات وانتخابات مطلع العام القادم 2018.

الرئيس الروسي يريد تحقيق انتصار يستثمره بالانتخابات الرئاسية الروسية القادمة؛ لذلك يتطلع إلى حل الصراع في سوريا وما الحراك الروسي مؤخرا من زيارة بوتين لطهران وإرسال مبعوثه للاجتماع مع الأسد وتصريحه بأنه لا يمكن لدولة واحدة تحقيق الاستقرار في سوريا إلا رسالة للإدارة الأمريكية ومجلس الأمن لدعم توجه روسيا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي.. هذه الدعوة التي لاقت ردا سلبيًا من الأمين العام للأمم المتحدة بأن اجتماع سوتشي ليس برعاية الأمم المتحدة.

إن هدف روسيا أصبح مكشوفًا للجميع وهو إرباك المعارضة المتمثلة بالهيئة العليا للمفاوضات ومن خلفها الائتلاف الوطني وفصائل الجيش الحر ووضعها أمام الأمر الواقع من خلال إشراكها بمؤتمر سوتشي.

إن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي محكوم بالفشل لأسباب أهمها:

غياب أسس الحوار ومحدداته وبالتالي جدول أعمال المؤتمر

عدم قدرة الحضور على التوصل لحلول متقاربة تلبي طموح الشعب السوري .

مؤتمر جنيف بحلقاته لم يستطيع الوصول إلى مقاربة مع النظام في حدوده الدنيا، فهل يستطيع مؤتمر طارئ ليوم أو يومين إنجاز ما عجزت عنه اجتماعات عديدة

غياب الدول الضامنة والضاغطة للوصول إلى تفاهمات وإلزام النظام بالتنفيذ.

غالبية الحضور ولو اختلفت التسميات هي تمثل النظام بلبوس معارضة .

لهذه الأسباب أعلنت القوى الأساسية في المعارضة عدم موافقتها على الاجتماع ورفضها حضور المؤتمر.. لقد أصبحت روسيا محرجة لأنها تعلم أن غياب هذه القوى سيفشل المؤتمر مما يجعل انعقاده من عدمه واحدًا.. كل ذلك دفع إلى الإعلان عن تأجيل انعقاد المؤتمر حتى إشعار آخر.