المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حوار.. فؤاد عليكو يرصد لـ "أنا برس" أبرز محطات الصراع السوري خلال ست سنوات

 
   
09:02

http://anapress.net/a/28886136793260
167
مشاهدة


حوار.. فؤاد عليكو يرصد لـ "أنا برس" أبرز محطات الصراع السوري خلال ست سنوات

حجم الخط:

قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فؤاد عليكو (عضو المجلس الوطني الكردي وعضو الوفد التفاوضي في الجولة المرتقبة من مفاوضات جنيف) إن ما حدث في سوريا "لا استطيع أن اسميه ثورة بل استطيع القول إنه انفجار بركاني في سوريا، حيث قام النظام بتدمير الحياة السياسية لمدة نصف قرن، ولم تكن هناك قوة منظمة ولكن نتيجة الضغط طيلة هذة الفترة الطويلة من القمع والظلم ودولة أمنية انتفض الشعب السوري في جميع الأماكن".

وتابع: "صحيح أنها بدأت في درعا ولابد أنها كانت ستبدأ في مدينه ما ولكن ليست صدفة أن يتعاطف أهالي قامشلي وعامودا مع درعا مباشرة؛ نتيجة الظلم الذي وقع علي الشعب الكردي بشكل مضاعف ومزدوج، ولذلك عمت المظاهرات جميع المدن السوريا، وأصبحت عدد نقاط التظاهر أكثر من 700، وهذا يعني أنها تعدت المدن والمناطق والبلدات إلى الريف والقرى، وهذا ما أرهب النظام؛ ولذلك النظام لم يستجب إلى مطالب الشعب السوري في عملية الإصلاح وإنما الرد استخدام السلاح بدم بارد على المتظاهرين".

 ليست صدفة أن يتعاطف أهالي قامشلي وعامودا مع درعا مباشرة نتيجة الظلم الذي وقع علي الشعب الكردي بشكل مضاعف ومزدوج

واستمر الوضع بهذه الطريقة أكثر من تسعة أشهر وازداد القمع بشكل كبير، وعندها بدأ الانشقاق بين العسكريين وتزايد الحالة العسكرية، ويبدو أن النظام كان مرتاحا لهذه الحالة؛ حيث عسكرة الثورة.. سمح للنظام باستعمال العنف بشكل أوسع، وأعلن بشار الأسد في البرلمان أنه في حالة حرب، وبدأ باستخدام الطائرات والمدفعية وصواريخ الاسكود وغيرها من الأسلحه.

واستطرد: بعد ان تحولت العسكرة أيضا لم ينشئ جسم  عسكري موحد وأصبحت الفصائلية طاغية، وهذه نقطة ضعف كبيرة في الثورة السورية.. في الجانب السياسي لم تتمكن القوى السياسية التقليدية من دراسة الواقع السياسي والاجتماعي بسوريا بعمق، وطغت خلافاتها على توحدها، وبدلًا من أن تتوحد بشكل سريع انقسمت على نفسها رغم عقد العديد من المؤتمرات بدءًا من أنطاكيا وغيرها، وهكذا توالت إلى أن تشكل المجلس الوطني السوري لكن ما يؤسف له أن المجلس الوطني السوري اعتراها ترهل مبكر.. هذا ما جعل الانقسام سواء السياسي أو العسكري هو السائد بالنسبة لقوى الثورة والمعارضة، عندها حاولت دول أصدقاء سوريا تجميع القوى السياسية في جسم سياسي واحد، وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة قد تشكل في نهاية العام 2012.

وواصل عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فؤاد عليكو تحليله لما حدث خلال السنوات الست قائلًا: في مرحلة الائتلاف حاولت بعض الدول الداعمة لسوريا دعم هذا الجسم، وتشكلت الحكومة السورية المؤقتة، لكن ما يؤسف له بعد أن تشكلت هيئة الأركان ووزير الدفاع لم يتعامل هذه الدول الصديقة مع الحكومة ومع الجسم العسكري الجديد وبقي التعامل مع الفصائل العسكرية، وبهذه الحالة أفقدت الحكومة الهدف المرجو منها وهو توحيد الفصائل العسكرية في جسم واحد تحت قيادة واحدة ولها وزير الدفاع.

 على الجانب الآخر مارست إدارة الرئيس الأمريكي في حينها باراك أوباما سياسة التردد وبقيت واشنطن متفرجة في الكثير من المفاصل الحساسة ونكثت أوباما بكلامه ووعوده للثورة السورية، وكانت تقول وزارة الداخلية إن أيام بشار الأسد بقيت معدودة وكان هذا ما يزيد من اندفاع السوريين نحو المزيد من التشدد وعدم المرونة في ذلك، إضافه إلى أن أوباما هدد أنه لو استخدم النظام سلاحًا كيميائيًا لن يقبل بهذا، ومع ذلك استخدم النظام في 2013 السلاح الكيماوي ولم يفعل أوباما شيئًا.

وحدث نوع من الإحباط للشعب السوري من مواقف الإدارة الأمريكية المترددة أو اللامبالية في كثير من الأحيان، وفي تلك الفترة رغم ذلك أصبح النظام في موقف ضعف شديد، حتى أن دخلت إيران على الخط عسكريًا مع حزب الله والميلشيات، وأنقذت النظام، وقال الإيرانيون صراحة "لو لم يتدخلوا لصالح بشار الأسد في سوريا لسقط النظام".

وتابع: ومع دخول إيران ازداد حزب الله والمليشيات شراسة وعنجهية وهمجية، ومن ثم ظهر التيار المتطرف الإسلامي متمثلا في داعش والنصرة (جبهة فتح الشام حاليًا) وأصبح الوضع معقدًا جدًا بحيث أصبح النظام يسوق بأن هذه ليست ثورة شعبية ولا ثورة الشعب السوري وكذا ليست ثورة الحرية والكرامة كما كانوا يقولون وإنما هو يواجه إرهابيون ومندسين وإلى آخره.

اقتنع الروس بأن مصالحهم أصبحت مؤمنه في سوريا سواء مع النظام أو بدون النظام لان مصالح الروس تتمحور حول الاستثمارات النفطية وخط الغاز العربي واستثمار الغاز والقاعدة العسكرية وكلها تأمنت

وبحسب عليكو، ارتاح النظام بهذه الحالة نتيجة هذا الواقع وعلى الأرجع وكل المؤشرات تدل بأن داعش هو صناعة إيرانيه بدعم المالكي والنظام السوري لدعشنة السنة من جانب آخر عمل بعض القوى الإسلامية أو ساهم في تعزيز وجهة النظر هذه بأسلمة الثورة، وكانت هذه نقطة الضعف الأساسية لدى الثورة بحيث أصبح مساراها مختلفًا عما كانت تنادي بها في بداية الثورة.

تعقد الوضع بعد ذلك، ورغم كل ذلك تمكنت الفصائل العسكرية من الضغط على النظام بحيث وصل إلى نقطة الضعف في منتصف 2015 ما اضطر الإيرانيون والنظام إلى الاستعانة بالروس، حتى دخل الروس في سبتمبر/ أيلول 2015 وقد قال قبل شهريين سيرغي لافروف إنه لولا تدخلنا لسقط النظام.. هذا يعني أن النظام يعيش علي مساعدة إيران وروسيا، ولولا الدعم الروسي والإيراني لسقط النظام.

وأفاد عليكو بأن "هذه هي أبرز المحطات التي مرت بها كما نستطيع أن نشير إلى أن روسيا استخدمت 7 مرات حق الفيتو لصالح النظام ضد الشعب السوري.. وبعد معركة حلب شعر الروس بأن هذه الحرب لن تنتهي وأنه لابد من حل سياسي، ولذلك كان الحوار بين روسيا وتركيا حول هذه النقطة بالذات، واقتنع الروس بأن مصالحهم أصبحت مؤمنه في سوريا سواء مع النظام أو بدون النظام؛ لان مصالح الروس تتمحور حول الاستثمارات النفطية وخط الغاز العربي واستثمار الغاز، والقاعدة العسكرية، وكلها تأمنت".

ولذلك روسيا بدأت تسأل لماذا تحارب طالما مصالحها مؤمنة؟ ومن جانب آخر اذا استمر الحرب هل هناك نهاية لها عسكريًا؟ الروس أيضا وصلوا لهذه القناعة بأنه لا حل عسكري، وبالتالي كانت اجتماعات القاهرة ثم الأستانة وبيان موسكو 30 ديسمبر/ كانون الأول، وكان هناك بندًا واضحًا مع الإيرانيين أيضا بأنه ليس هناك حلًا عسكريًا في سوريا رغم انتصارهم في حلب.. طبعا هذا لم يكن برغبة من الإيرانيين ولكن بضغط روسي.

ولقد شعر الإيرانيون –حسب عليكو- بأن روسيا بدأت تذهب لمكان آخر، فكان لابد من مسايرة الموقف الروسي.. الإيرانيون لم يحققوا مصالحهم.. إيران تريد سوريا كامتداد جيغرافي وأيدلوجي لنهجها وسياستها، وهذا لم يتحقق حتى الآن، ولكن يساير الموقف وعلى الأرض يخالف ما يتم التوصل إليه.. وبالتالي يستمر مسلسل العنف إلى أن يتدخل روسيا بقوه للضغط على سوريا وإيران بالقبول بالحلول السياسية.

واستطرد عليكو قائلًا: بعد أيام ستعقد الأستانة 3 ونأمل أن يمارس الروس ضغطهم، فإذا توقف العنف في سوريا ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن البلدات والمدن المحاصرة أعتقد أن ذلك سيساهم بشكل كبير في انجاح مفاوضات جنيف ويعطي زخمًا، إضافة إلى أن أمريكا في عهد دونالد ترامب أعتقد سوف تغير سياستها في الشهور المقبلة، وسوف نجد انعطافًا جديدًا في الثورة السورية وأعتقد بأنه سوف يكون لصالح سوريا.