http://anapress.net/a/279063763711196
بدأت فصائل المعارضة أمس اجتماعاتها في أنقرة من أجل الوصول إلى تسمية لجنة تفاوض من أجل الذهاب لاجتماع استانة في العاصمة الكزخستانية المزمع عقده في 24 من الشهر الجاري. وأصدرت لجنة التفاوض عدة بنود مسبقاً اشترطت تطبيقها في البداية من أجل الاستمرار بالعمل لخلق لجنة للتفاوض تذهب الى الأستانة.
وتتضمنت الاشتراطات ( وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية وخاصة المناطق التي شهدت خرقاً للهدنة في الفترة السابقة المتمثلة بـ " وادي بردي- جنوب العاصمة دمشق- محجة في درعا- بيت جن- القلمون الشرقي- الوعر في حمص- تلبيسة- الرستن- الساحل- وغرها من المناطق المحاصرة" على أن يقدم الثوار خرائطهم ليتم اعتمادها، واحترام خطوط التماس خلال 6 ساعات من تاريخ تقديم الخرائط ووقف التحشيد والهجوم على هذه المناطق، وبعد وقف إطلاق النار وإلتزام قوات الأسد وحلفائه بمدة 48 ساعة يقدم الثوار لائحة بأسماء الوفد المفاوض، وخلال العشرة أيام القادمة يشترط نشر قوات لمراقبة خطوط التماس على المناطق المهددة، وكذا موافقة الضامنين على هذه الألية يجب أن يكون وفق تصريح رسمي يتضمن النص على شموله للمناطق المددة مسبقاً).
وفند الخبير العسكري فايز الأسمر المشهد كلية في حوار خاص مع "أنا برس"، تحدث خلاله عن رؤيته الخاصة للمرحلة المقبلة من المباحثات.. وإلى تفاصيل الحوار:
هل تعولون على الاجتماعات الجارية في أنقرة بين فصائل المعارضة والحكومة التركية؟
بدايةً أود التأكيد على أن روسيا في هذه المرحلة تهدف إلى تشتيت المعارضة من خلال دعواتها المتكررة لفصائل المعارضة لحضور مثل هذه الاجتماعات بعد أن تمت دعوة الـ 7 فصائل من أجل حضور اجتماع أنقرة على أن يتم تمثيلهم من قبل الائتلاف وهيئة التفاوض وتستفرد بالقرار العسكري.. ماذا عن غياب الدور العسكري الممثل بالضباط العسكريين صاحبين الخبرة في هذا المجال وما السبب الرئيسي من استبدالهم ببعض الأشخاص عديمي الخبرة وهم في الوقت الراهن يتمتعون بالصلاحيات الكاملة من خلال تسليمهم لزمام الأمور العسكرية على الساحات السورية؟
روسيا سوف تسعى في الفترة المقبلة من أجل وضع حجر عثرة ما بين المعارضة السياسية في سوريا والمعارضة العسكرية. غير ان الجناح العسكري قادر على تحريك الشارع ضدّ أي قرارات قد تتخذ من قبل اللجنة السياسية في حال تم التنازل عن مطالب الشعب السوري الثائر.
مؤتمر الأستانة بحسب معلوماتي سيتم من خلاله وضع مجلس عسكري متخصص بأمور معينة وسيتم الإعلان عن حكومة توافق وطني بما يعني إرضائهم بحقيبتين وزاريتين على أن يبقى الجيش على وضعه كضابط وحامي للحكومة السورية ولكن سيتم إجراء بعض التعديلات ضمن صفوفه.
هل يمكن أن تتخلى روسيا عن بشار الأسد في الفترة المقبلة؟
روسيا من الممكن أن تعمل على الإطاحة بشخص الأسد ولكن في الوقت الحالي هو خط أحمر بالنسبة لإيران لأنها صاحبة مشروع توسعي في منطقة الشرق الأوسط.. روسيا فهي على استعداد بالإطاحة بالأسد شرط توفر البديل الذي يضمن لها مصالحها في المنطقة لا سيما تواجد قواعدهم في الشواطى الدافئة "حوض المتوسط" ولكن عدم إيجاد بديل ضامن من قبل فريق المعارضة كان هو السبب الأهم من أجل استمرار روسيا بدعم الأسد.
هل تعتبر المعارضة السورية صاحبة قرار في الوقت الحالي؟
تشتت القوى المعارضة على جميع الأصعدة تسببت بعدم قدرتها على اتخاذ أي قرار مهم يقضي بدعم مواقفها في أي مرحلة إن كان في الماضي أو في المستقبل القريب لاسيما ونحن بانتظار اجتماع الاستانة.
البعض يتهم المعارضة بأنها تابعة للدول الداعمة، وليس لها مشروعها الخاص.. ما رأيك؟
الدعم المقدم من قبل الدول الصديقة للشعب السوري إن كان من قطر أو تركيا أو السعودية أو حتى الدول الغربية كان له تداعيات سلبية على القضية السورية لأنها تسببت بغياب دور العقل عن القرارات التي كان من المفروض أن تتخذ في مكان معين وزمن معين، ولكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المعارضة بشكل أكبر التي اتبعت أهواءها ومصالحها المتفرقة وقبلوا بالإملاءات التي تأتيهم من الخارج دون الرجوع الى لغة العقل ومحاكات الواقع للشأن السوري، وعدم الرجوع الى الكفاءات وأصحاب الخبرة في الشأن ذاته.
التحالف مع الدول ليس بالأمر المريب لكن يتوجب أن تتقاطع مصالح الثورة السورية مع مصالح الدول الداعمة، وأشار على سبيل المثال الى تقاطع المصالح ونواحيها الإيجابية مع الحكومة التركية التي رفضت تقسيم الأراضي السورية والتي تهدف بالحقيقة الى عدم انشاء دولة كردية على الحدود السورية.
أين هو دور الضباط المنشقين من إدارة الكتائب المعارضة في سوريا؟
الضباط همشوا في الثورة السورية بشكل كبير وذلك بسبب وجود إرادة دولية بعدم وجود نخب من الرتب العسكرية لإدارة المعارك على الأرض وهناك نفور للضباط الشرفاء الذين يرفضون تنفيذ الأوامر بشكل مباشر دون الرجوع الى خلفية المعارك ومصلحة الثورة من خلال قيام الأعمال العسكرية من عدمها.
إن توجهات الفصائل العسكرية في الوقت الحالي هو محاربة جبهة النصرة أو تنظيم الدولة داعش في حين أن الهدف الرئيسي للثورة السورية هو اسقاط الأسد ومن ثم التوجه للإطاحة بأي تنظيم أو تشكيل يعمل على إرهاب الأهالي المدنيين بقوة السلاح.
إن غياب الانضباط عن فصائل الثورة في الداخل السوري وعدم العمل المنسق تحت راية واحدة وقائد عسكري واحد دفع بالعديد من الشباب السوريين للالتحاق بصفوف تنظيم جبهة فتح الشام، وبالتالي غياب الثقة عن الجيش الحر، و أعرب عن استعداده للقتال على الجبهات في سورية ولكن على أن تكون البندقية تتجه لإسقاط الأسد كخطوة رئيسية وهو ما سيعيد روح الثورة من جديد