http://anapress.net/a/268280127125440
مع استمرار العمليات العسكرية التي بدأتها ميليشيات حزب الله اللبناني بدعم جوي من قبل قوات الأسد وتمهيد عسكري من قبل الجيش اللبناني، بهدف السيطرة على جرود عرسال، ومناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وعناصر هيئة تحرير الشام في بلدة فليطة و القلمون الغربي، أكد الخبير الاستراتيجي العقيد أديب العليوي لـ "أنا برس" أن العمل العسكري على جرود عرسال يهدف إلى تفريغ المنطقة من جميع الفصائل المعارضة المعارضة، من أجل العمل على فصل المنطقة مع بعلبك والهرمل والمناطق اللبنانية الأخرى للحصول على سيطرة كاملة من مدينة القصير وصولا الى جبال الزبداني.
وحول تدخل الجيش اللبناني وقتاله إلى جانب الحزب في معركة عرسال أفاد العلوي بأن الجيش اللبناني وقع في حالة من الحرج نتيجة اعتقال السوريين وقتل عدد منهم أثناء عمليات التحقيق في وقت سابق، ما وضعه في حالة حرجة أمام المنظمات حقوق الانسان والشارع القانوني، بالإضافة لكونه ينصاع لأوامر حزب الله، لاسيما أن قيادته مقربة من ميشيل عون ونعلم مدى التنسيق الملزم بين حزب الله وعون.
وهو ما يعكس بظلاله على الجيش اللبناني بإعتقادي، بالتالي نجد أن عمل الجيش اللبناني ياتي خلافاً لما صرح به الحريري قبل فترة وجيزة حينما تحدث بان الجيش هو من يقود العملية، لتثبت الوقائع على الأرض أن مهمته تقتضي على عدم السماح بدخول العناصر المسلحة من جرود عرسال نحو الداخل اللبناني فقط.
وحول إمكانية إيجاد مخرج للمعارك الدائرة في عرسال من خلال تدخل قوى اقليمية أشار العليوي بأنه من المتوقع حصول تدخل تركي لإنهاء المعركة، بعد أن تم التنسيق مسبقاً مع "أبو مالك التلي" قائد هيئة تحرير الشام بالمنطقة، والتي فشلت بعد الشروط التي وضعها الأخير بقبوله الإنسحاب الى حمص مع عتاده الثقيل، ليتم رفض هذه الشروط وتنشب على إثرها المعارك الجارية الأن.
وأوضح العليوي أن حزب الله اللبناني طلب أثنائها من "التلي" الإنسحاب الى الشمال السوري، وتحديداً الى مدينة إدلب بسلاحه الخفيف فقط، ولذلك تم الغاء الاتفاق وقرر الحزب ببدء معركته.
وعن الخسائر الكبيرة التي مني بها حزب الله خلال اليومين الماضيين في عرسال أفاد "العليوي" بأن حزب الله خسر الكثير من جنوده في سوريا على مدار الأعوام الماضية، وعمل على زج الأطفال، والمرتزقة من كافة البقاع في معاركه لتعويض تلك الخسائر، لكنه فوجئ بعدم امتلاكهم للخبرة القتالية والمواجهات المباشرة، ما جعله يدفع فاتورة كبيرة بالأرواح في معارك القلمون الغربي الجارية الآن.
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن الكفة الراجحة للثوار الذين يقاتلون في عرسال، تدل على الخبرات العسكرية الكبيرة التي يتبعها الثوار في جرود القلمون، ناهيك عن القاعدة العسكرية التي تتحدث بان "الأرض تقاتل مع أصحابها"، نظراً لإلمامهم بالطبيعة بالتضاريس الجغرافية ، بالإضافة الى نجاعة اسلوب الكمائن التي يتبعها عناصر الثوار في منطقة القلمون واعتمادهم على عنصر المفاجئة أتت أكلها حتى الأن.