مظاهرات إدلب بعيون نشطاء الثورة

خرجت اليوم بعد صلاة الجمعة مظاهرات في مدن وبلدات إدلب وريفها لتؤكّد استمرار الثورة، داعية ورفض الحلة العسكريّة التي يريد شنّها على مدن وأرياف محافظة إدلب.

وقال الفنان وأحد معتقلي الثورة "نوار بلبل" في حوار لـ "أنا برس" عبر تطبيق واتساب: إنّ ما يجري الوم في ادلب هو جزء لا ينفصل واستمرار للحراك الثوري الذي انطلق منذ عام 2011، مضيفا "الثورة لم تتغيّر ولكن نحن الذين تغيرنا، نتيجة تلاعب الدول بالثورة والثوار".

ويرى بلبل أنّ الثورة مهما حاول الأسد عسكرتها إلا أنّ روح السلمية مازالت حيّة فيها، وإن أجبر الثوّار على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، إلا أنّ مبدأهم الثابت هو السلمية ورفض القتل.

من جانبه كتب الناشط عبد الوهاب عاصي على حسابه الشخصي في فيسبوك إنّ المظاهرات في الشمال السوري التي تعبر عن عودة بصيص الحياة لحركة التغيير، تحتاج إلى (الوعي) لأن ذلك سيؤدي إلى الانتظام وعدم الغرق بالفوضى التي تقود إلى الخوف والعبودية.

مؤكّداً أنّ الوعي الذي نحتاجه هو معرفة الناس لماذا هذه التظاهرات؟ ولماذا يجب عليهم المشاركة فيها؟ وكيف يجب استثمارها للحفاظ على وجود الثورة في آخر معاقلها؟ الوعي الذي نحتاجه أن يعرف الناس الفرق بين الصديق وبين الحليف! الوعي الذي نحتاجه أن يعرف الناس أن وجودهم مرتبط بتماسكهم وفناءهم مرتبط بتفككهم! الوعي الذي نحتاجه أن يعرف الناس أن وجودهم مرتبط بعدم تهميش صوتهم ورأيهم وتركه فقط لمن بيده قوة السلاح من الفصائل؟ الوعي الذي نحتاجه أن نستمر بالصداح عالياً أننا أحرار ولا بديل عن إسقاط الأسد" ومنظومته الأمنية وكل من شابهه حتى لو كان ينادي "نفاقاً" باسم الثورة وباسم الدين!

الفنان ومنشد الثورة في حلب "جهاد السقا قال لـ "أنا برس" نعم لقد أشرقت شمس الحرية من جديد وعادت روح الثورة كما كانت في مسيرتها الأولى، عادت لأصلها الطيب، عادت لفطرتها النقية، عادت بهتافاتها القديمة وشعاراتها العفوية التي سرعان مايخفق قلبك عند سماعها، عادت بلونها الأخضر الذي يغطيها من صغارها وشبابها وكبارها الذين لا توهنهم وحشية ولا تضعفهم همجية وغطرسة دموية

وما من أحدٍ من هؤلاء إلا عنده معتقل أو معاق أو مفقود أو شهيد أو مظلوم، الشعب باقٍ والأسد زائل لامحالة، لأن روح الشعب هي دوماً أطول من روح جلاده، الثورة مستمرة حتماً ولا بديل عن إسقاط الأسد.

فيما قال الصحفي "فراس ديبة" إنّ عودة النبض إلى الشارع الثوري في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال السوري أمر متوقع في ضوء الظروف والتهديدات التي تتعرض لها هذه محافظة إدلب، وخاصة مع سعي عصابة النظام والاحتلال الروسي إلى وصم المحافظة كاملة بالإرهاب لإيجاد مبررات للهجوم على آخر معاقل الثوار في سوريا بحجة سيطرة هيئة تحرير الشام على المحافظة، مضيفاً "خروج المظاهرات بهذه الأعداد وبروح الثورة الخالصة كما لو أننا في عام 2011 سيشكل إحراجاً لمن يقول إن معركته في إدلب هي معركة ضد الإرهاب".

الجدير بالذكر أنّ المظاهرات عمّت أرجاء مدن وأرياف محافظة إدلب، وقدّرت نقاط التظاهر بما يزيد عن 80 نقطة في عموم المحافظة.