http://anapress.net/a/130921580552729
تبدو المحاولات الدولية لما يسمى تعويم الأسد أو إعادة تأهيله قد تجد هذه المرة طريقها وبقوة، وخاصة بعد تصريحات القيادة الفرنسية ومعها إدارة البت الأبيض بأن الأولوية الآن هي لمحاربة الإرهاب في سوريا، وليس هناك شروط لرحيل الأسد لحل الصراع السوري، في ظل عجز تام للمعارضة السورية.
هل يتعامل المجتمع الدولي مع إرهاب الأسد مقارنة مع إرهاب داعش بمبدأ الأقل شروراً؟؟ وهل فعلاً تحولت ثورة الشعب السوري في نظر العاجزين من المجتمع الدولي إلى مجرد "عبء" أو "أزمة"؟..
يقول القيادي في عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة محمد يحيى مكتبي لـ أنا برس: مع اللاسف الشديد نجح الأسد في تحقيق شعارين رفعهما خلال الثورة السورية، الشعارالأول موجه للداخل السوري وللشعب السوري تجاه مطالبه المحقة وهذا الشعار هو " الأسد أو نحرق البلد" وبالفعل قام هذا النظام المجرم بحرق كل شيء للبقاء في السلطة.
أما الشعار الثاني كان موجه للمجتمع الدولي وللغرب بشكل خاص وهذا الشعار كان " الأسد أو داعش" وتسويق هذا الشعار من نظام الأسد كان له عدة مظاهر والتي بدأت بإطلاق سراح المتطرفين والمتشددين الذين أصبح البعض منهم قياديين في مجموعات مسلحة.
والمظهر الثاني لتسويق شعاره "الأسد أو داعش" يقول مكتبي، بدأت أيضاً من مؤتمر جنيف2 وحتى الآن وهو يزعم ويدعي أنه يحارب الإرهاب، وإظهار المعارضة بأنها راضية عن الإرهاب ولا يهمها هذا الأمر، ودائماً كان يتهرب من مناقشة مسألة الانتقال السياسي التي أكدت عليها قرار مجلس الأمن " 2254"
ويرى مكتبي أن زيادة العمليات الإرهابية في معظم الدول الأوربية ومن ثم تبني داعش لها مباشرة، جعلت المجتمع الدولي تضع في رأس أولويتها محاربة الإرهاب في سوريا والتعامل مع الأسد بمبدأ الأقل شروراً، وترك مصير الأسد إلى ما بعد القضاء على الإرهاب الذي قد يطول لسنوات.
وبدوره يقول الأمين العام لحزب التضامن عماد الدين الخطيب لـ أنا برس: لقد نجح الأسد في إدارة الثورة والأزمة في سوريا من خلال امتصاص الفورة الشعبية ضده وذلك بالرهان على عامل الزمن وطول مدة الصراع وأظهر تماسكا ولو صوريا مقارنة بقيادة الثورة والمعارضة المتناحرة فيما بينها
والتي اعتبرت وجودها حق شرعي لها رغم مرور سنوات على وجودها وفشلها في تحديد رؤيتها لمستقبل سوريا إضافة لارتهانها للدول التي ساهمت بوجودها مما جعلها موضع شكوك اضافة الى تخوين بعضها وتسولها على أبواب سفارات الدول الداعمة للثورة السورية
ويوضح الخطيب، مما زاد من تبدل المواقف الدولية أولا هو الموقف الروسي الصلب والذي لم يتغير (بدعم أمريكي إسرائيلي خفي) رغم النداءات والمناورات السياسية، أضف إليها إقرار قيادات المعارضة واخفاقاتها أنه لا بديل لبشار الأسد وأن المعارضة غير مؤهله لقيادة المرحلة الانتقالية، وفي ذلك إقرار يؤكد على غباء سياسي بالبديل هو الدستور والقانون والانتخابات بغض النظر عن الأشخاص الخطيب: مما زاد من تبدل المواقف الدولية هو الموقف الروسي الصلب والذي لم يتغير(بدعم أمريكي إسرائيلي خفي)
كل تلك الأسباب كما يرى الخطيب، دفعت ماكرون لتأكيد ما قاله سابقاً بأن لا خلاف مع بشار الأسد ببقائه في الحكم وذات الموقف أعلنته أمريكا من أيام أوباما وكنت قلت سابقا قبل الانتخابات الأمريكية إن الجمهوريين والديمقراطيين وجهان لعملة واحدة وإنما قد نشهد تحول ملحوظ في حال وصول ترمب للسلطة.
لقد خدع النظام العالم بانه يحارب الإرهاب نيابة عنهم ولو شكليا بينما المعارضة وعلى رأسها وبغبائها أضاعت فرصة لم تفوتها قوات سوريا الديمقراطية لرفضها الدعم الأمريكي لقتال داعش، الدول الغربية لم يعد يعنيها من الصراع إلا الحفاظ على أمنها وقريبا سنجد الكثير من الدول الإقليمية تنحو ذات الاتجاه
ويعتقد الخطيب أن الأسد على الأقل وفق تفاهمات وتسريبات غير مؤكده باق في السلطة خلال المرحلة القادمة الانتقالية وإن روسيا تعمل من خلال الاستانة على تثبيت بقائه من خلال ارضاء الفصائل بضمان وجودها وإدارتها لأماكن سيطرتها ومن ثم التحالف مع النظام حتى تستطيع تلك المناطق العيش
واخير يختم الخطيب حديثه قائلاً:لا استبعد أنه في مرحلة ما سيكون هناك موافقة بعض شخوص المعارضة المشاركة بحكومة موسعه مع النظام، وكأنه لم يجري أي شيء.