http://anapress.net/a/850825565071048
في ظل الفلتان الأمني الذي تعيشه الأحياء الموالية لقوات الأسد في مدينة حمص بعد انفراد الميليشيات المساندة لقوات الأخير بالقرار ضمن عدد من الأحياء من جهة وانفراد الأفرع الأمنية بعدد آخر من جهة أخرى وسط الغياب التام لدور الدولة والحكومة، انتشرت في الآونة الأخيرة عمليات بيع وترويج المخدرات بشكل كبير في المدينة.
الكثير من الشباب باتوا من مدمني المخدرات وخاصة الحشيش والذي بات يباع ضمن محلات ومراكز معروفة لدى الأهالي والتي يقوم بحمايتها أفراد تابعة لأفرع المخابرات أو ممن تربطهم علاقات وثيقة مع تنظيم حزب الله اللبناني الذي يعد المورد الأكبر لهذه السلع الى داخل الأراضي السورية.
الاتصال الجغرافي الذي يربط ريف حمص الغربي "ذو الغالبية الشيعية" مع الأراضي اللبنانية من معبر الدبوسية تحديداً هو الامر الذي يسهل مرور هذه الشحنات دون رقيب أو حسيب، بل كثير من الاحيان تكون عناصر الدوريات المنتشرة على الطرقات ومنافذ المدينة هي من تحمي حامليها وتضمن وصولهم سالمين.
وتحدثت وسائل إعلامية موالية للأسد عن قيام فرع مكافحة المخدرات بتاريخ الخامس والعشرين من شهر /مارس/ آذار الجاري، بإلقاء القبض على شبكة ترويج للمخدرات في مدينة حمص حيث تم إلقاء القبض على المدعوة "غادة خضور" في منطقة الارمن وبحوزتها 20000 حبة كبتاكون بالإضافة لنصف كيلو غرام من الحشيش، وبحسب الوكالة الرسمية "سانا" فقد اعترفت بتواصلها مع شبكة منظمة تعمل على تهرب المخدرات من لبنان ليتم ترويجها في كل من "حمص- حماه- دمشق".
كما قام فرع مكافحة المخدرات بالعمل لإلقاء القبض على أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني "لبناني الجنسية" والمتعارف عليه باسم "أبو علي البقاعي" على استراد حمص طرطوس وتم احتجازه في قرية "أم حارتين" قبل أن يتم الإفراج عنه بعد ساعات قليلة على خلفية تهديدات من عناصر تابعة لحزب الله باستهداف القرية بقذائف الهاون والمدفعية.
وفي سياق متصل، تنتشر حبوب المخدر والحشيش في مناطق كل من "شارع الحضارة والكفتيريات الخاصة بالجامعة والقهاوي الشعبية القريبة من دوار الرئيس على المدخل الجنوبي لمدينة حمص" وجلّ من يقوم بتعاطيها بحسب شهود عيان وطلاب من المناطق الخارجة عن سيطرت قوات الأسد الذين يرتادوا الجامعة هم من الشباب والفتيات الذيت تتراوح أعمارهم بين الـ 20- و 30 عاما.
يذكر أن مدينة حمص أصبحت خلال الأعوام الثلاثة الماضية عبارة عن كنتونات يتحكم بها كل من "حزب الله اللبناني، و لواء الرضا، وقوات للأسد، بالإضافة الى بعض الأحياء الرئيسية كالزهراء والأرمن ووادي الذهب والحمرا وحي الملعب التي تبسط الأفرع الأمنية سيطرتها عليها بالكامل في ظل حالة من العجز الواضح لدى حكومة الأسد وعلى رأسهم محافظ حمص "طلال البرازي" الذي لم يجد سبيل منذ سنوات لفرض حكم الدولة التي هو أحد أفرادها على أبناء المحافظة.