إثر نوبة قلبيّة يرحل "رامي دالاتي" مخلّفاً وراءه إرث فكري كبير

توفي اليوم الاثنين الدكتور "رامي دالاتي" في مشفى باب الهوى بريف إدلب، إثر نوبة قلبية. ويعرف "دالاتي" بمعارضته لنظام بشار الأسد ومعاناته في معتقلات الأسد لأكثر من مرّة.

وقال المدير العام لمركز جسور للدرسات "محمّد سرميني"، إنّ الشيخ والباحث في الحركات الدينية الدكتور رامي الدالاتي، عمل مديرًا لوحدة الحركات الدينيّة في مركز جسور للدراسات، وأشرف على عدد من المشاريع والبرامج البحثيّة .

وأضاف، في تصريح لـ "أنا برس"، أنّه نظم عددًا من الندوات والجلسات النقاشيّة والحواريّة، الخاصة بحقل دراسة الحركات الإسلاميّة، كما شارك كممثل عن المركز في عدد من المؤتمرات الدوليّة المهتمّة بالشأن السوري ودراسة الجماعات الدينيّة في سورية، وكان له بصمة واضحة في برنامج "الحوار الإسلامي - العلمانيّ" في سوريا، والذي حضره نخبة من السياسيين والأكاديميين السوريين".

وكشف عن أنّ في رحلته الأخيرة إلى إدلب كان الشيخ يجهز لسلسلة ورش حول "مكافحة التطرف والغلو" ضمن برنامج "حوارات" الذي يشرف عليه مركز جسور.

من جهته، قال المفكّر الموريتاني "محمّد مختار الشنقيطي" أنّه عرف المرحوم رامي دالاتي على المستوى الشخصي منذ العام 2013 تقريبا، مضيفًا: "وجدتُ فيه وفاء في الصداقة، وكرما في الخصال، وسعيا في حاجة المحتاجين، من الأرامل والأيتام والسجناء، وكل الكرام من أبناء شعبه الذين وصلت إليهم أيدي اللئام.. كما وجدتُ فيه إخلاصا للثورة السورية، وحرصا على رفع الحيف عن الشعب السوري، ومرونة ذهنية، وتطورا كبيرا في فكره السياسي على مدى السنين".

ورأى أنّه "رغم أنه الدكتور رامي بدأ حياته الفكرية والسياسية ذَا منزع سلفي، فقد كان واسع الأفق، مرِن التفكير، وهذا ما جعله يتطور في تفكيره تطورا كبيرا بمواكبة مسار الثورة السورية، وكان له إسهام كبير في ترطيب المزاج المتصلب لدى بعض الجماعات التي أساءت إلى قضية الثورة السورية بغلوها".

وأردف الشنقيطي خلال اتّصال مع "أنا برس" عبر تطبيق واتساب: "لقد كان رامي - رحمه الله- رجل جمع للقلوب، وتوحيد للكلمة، وقد بذل الكثير لتوحيد صف الثوار السوريين، وتشذيب الثورة من الغلاة، ولَم يفقد الأمل قط في مستقبل بلده وثورة شعبه".

و"الدالاتي" من مواليد مدينة حمص في العام 1968، ويلقب بـ"أبو حذيفة"، حاصل على دبلوم في تعويضات الأسنان جامعة دمشق، ودرس أصول الدين وعلوم الحديث والسنة في جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان، كان "الدالاتي" من أبرز نشطاء الحراك الثوري في حمص، واعتقل على يد المخابرات التابعة للنظام 7/6/2011 ، خلال عودته من دمشق إلى حمص.