http://anapress.net/a/283192547675933
في زيارة مفاجئة هي الأولى للرئيس الروسي إلى العاصمة دمشق منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، إذ أنه زار في عام 2017 قاعدة حميميم.. إلا أنه أول مرة يزور العاصمة دمشق.. يبدو أنها تحمل دلالات ورسائل سواء إقليمية ودولية.
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قد أكد أن بوتين التقى رأس النظام السوري، في مركز القيادة في دمشق، حيث استمعا إلى تقارير عسكرية حول الوضع في مناطق مختلفة من البلاد".
وتأتي زيارة بوتين المفاجئة، وغير المعلنة، إلى دمشق عشية قمة تجمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، لبحث قضايا إقليمية ودولية على رأسها الملف السوري.. وتطرح تساؤلات عديدة حول الرسالة والدلالات لزيارة بوتين لدمشق لأول مرة منذ التدخل الروسي؟ وماهو المعنى من الزيارة ومن توقيتها؟
يقول رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق المعارض السوري عضو الائتلاف السابق سمير نشار، لـ "أنا برس": إن الزيارة الغاية منها أولا بروتوكولي، بهدف معايدة الضباط والجنود الروس بعيد الميلاد الشرقي، والآخر سياسي، وهو على الأرجح أنه يحمل مقترحات بخصوص الوضع بإدلب يريد عرضها على الرئيس أردوغان وأراد من خلال زيارته دمشق اطلاع بشار الأسد عليها حتى لا يفاجئ بها من خلال وسائل الإعلام كما حدث باتفاق سوتشي.
وأشار نشار إلى أن "هناك إضعاف لمكانة بشار الأسد عند السوريين بالعالم ، إذ أن رئيس دولة أجنبي يزور عاصمة دولة أخرى ورئيس الدولة المضيفة ليس لديه علم بالزيارة.. وبدلا من أن يُستقبل الضيف القادم يُستقبل في مقر قيادة العمليات الروسية بدمشق من قبل الرئيس الزائر الذي يتصرف وكأنه في بلده وليس في دولة أخرى اسمها سوريا"، على حد تعبيره.
وحول وجود رابط بين زيارة بوتين لأول مرة لدمشق بعد مقتل سليماني، لا يعتقد نشار بوجود أي رابط بين قتل قاسم سليماني وزيارة بوتين لدمشق، مضيفاً أن الولايات المتحدة لن تشارك أحداً بمعلوماتها وقرارها بتصفية قاسم سليماني لأي دولة كانت.
رسالتان
وبدوره اعتبر الخبير العسكري، العميد أحمد رحال، أن بوتين أراد إيصال رسالتين من زيارته لدمشق؛ الأولى هي أن روسيا لا ترغب أن تكون سوريا ساحة لتصفية الحسابات الإيرانية الأمريكية.
والرسالة الثانية -بحسب الرحال- هي أن بوتين قد يقوم بتقديم تنازلات للرئيس التركي رجيب طيب أردوغان قبل لقائه المرتقب في أنقرة اليوم الأربعاء حول ملف إدلب، وأراد أن يوصلها لبشار الأسد.
وبحسب الرحال، فإنه بخلاف الرسالتين، قد تكون الرسالة الأخيرة هي رسالة إعلامية بأن غياب سليماني عن المشهد السوري لن يؤثر أي شيء، وأن الروس هم الأسياد في سوريا، سواء كانت إيران حاضرة أو غائبة عن المشهد.
روسيا تحتل سوريا
ومن جهته، أكد عضو هيئة التفاوض السورية، الدكتور إبراهيم الجبان لـ "أنا برس"، أن المعنى الأساسي والجوهري لزيارة بوتين لدمشق بالأمس هو رسالة للعالم وللمجتمع الدولي أن روسيا تحتل سوريا بكل معنى للكلمة.
كما هي -بحسب الجبان- رسالة إلى الشعب السوري في مناطق سيطرة النظام بأن الكلمة العليا والأخيرة هي روسيا، وأن بشار الأسد ليس إلا وكيل لدى الروس بإدارة سوريا. وأضاف الجبان بأن آليات الزيارة واستدعاء بشار إلى مقر القيادة الروسية في دمشق تحمل معاني كبيرة في البروتوكولات الدولية.
وأشار الجبان إلى وضعية وزير دفاع النظام الذي كان يجلس على كرسي عادي منخفض عن كراسي بوتين وبشار ووزير الدفاع الروسي، متسائلا: "أين السيادة الوطنية؟ وأين القيمة الأخلاقية ياضباط النظام وأنتم ترون وزير دفاعكم ورئيسكم مهانين أمام نظرائهم".