http://anapress.net/a/277071227823986
اندلعت اشتباكات أمس الأربعاء، بالقرب من منطقة حميمية والمحطة الثانية بالبادية السوريّة بالقرب من مدينة البوكمال شرق دير الزور بين تنظيم الدولة من جهة وقوّات الأسد والمليشيات المدعومة إيرانيّاً من جهة أخرى
واستمرّت الاشتباكات التي لم تهدأ رحاها منذ ليلة البارحة، في محاولة من قوّات الأسد للسيطرة على القرى المحيطة بمنطقة الحيمة والمحطّة الثانية الاستراتيجيّة وسط غياب تام للدعم الجوي الروسي.
وقال الباحث في مركز الشرق للسياسيات سعد الشارع إنّه "بالفعل قام النظام السوري مدعوماً بالمليشيات الإيرانيّة بالهجوم في عمق المادية السوريّة باتّجاه جنوب محافظة دير الزور وتحديداً نحو محطّة T2 ومحطّة نقل النفط العراقي ومنطقة حميمة، حيث كان يهدف النظام إلى طرد "داعش" من هذه المنطقة، لكن نظام الأسد لم يتمكّن خلال هذه المعركة من تحقيق أي مكتسبات على الأرض نظرا لطبيعة وجغرافيّة هذه المنطقة، لأنّ تنظيم "داعش" هو صاحب الكعب العالي في معارك البادية".
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أنّه "كان من الملاحظ عدم مشاركة سلاح الجو الروسي في هذه العمليات، ومن الواضح أنه في الفترة الأخيرة بدأنا نلمس تراجعاً في مشاركة الطيران الروسي بالمنطقة الشرقيّة ومنطقة البادية وحتّى في المعارك الدائرة في منطقة درعا بالجنوب السوري، وقد يكون هذا الأمر نابعًا من الضغوط التي تمارسها إسرائيل والولايات المتّحدة على روسيا، بهدف تفكيك الحلف الروسي – الإيراني، هيث أنّ هذا التحالف هو من حقّق الانتصارات لبشّار الأسد وليس جيش النظام المهتريء"، وفق تصريحاته.
ولفت إلى أنّ "ما يجري لا يمكن أن يدفعنا للجزم بتغيير السياسة الروسيّة في سوريا، فقد يكون تكتيكا مرحليّا لامتصاص الضغوطات التي تمارس عليها، لأنّه من الواضح انّ روسيا مازالت تتحالف بشكل علني مع المليشيات الإيرانيّة، وإن حصلت تغييرات طفيفة في الفترة الماضية فهذا لايعني أنّ الحلف الروسي-الإيراني بدأ يتزعزع، بسبب وجود حاجة متبادلة من قبل الطرفين، فالمليشيات الإيرانيّة بحاجة للطيران الروسي، والروس بحاجة لقوّة على الأرض".
نشاط منحسر
من جهته، قال عضو لجنة التواصل في تجمّع الشرقيّة الوطني العميد عبد الباسط الويس، إنّ "نشاط سلاح الجو الروسي انحسر خلال الـ 15 يومًا الأخيره امتدادً من غرب الفرات والباديه السوريه حتى حدود محافظه درعا، على الرغم زيادة عددالطائرات بـ "قاعده حميميم" باعتراف القياده بالقاعدة المذكوره بذلك".
وأوضح، في تصريحات خاصة لـ "أن برس"، أنّ "عدم تدخل الطيران الروسي بالمعركه الممتده من محور حميمه لمحطة T2 هو نتيجه الضغوط الأمريكية والإسرائيلة، بهدف الضغط على الإيرانيين للانسحاب من المشهد السوري، مضيفاً "ربما تكون تحركات داعش في لباديه وغرب الفرات برغبة أمريكية تعكس من خلالها عجز النظام ومليشياته عن محاربة الإرهاب، وبالتالي تكون هي الجهة الأقوى لمحاربته، وبالتالي تمدد انتشارها إلى غرب الفرات أيضاً".