الحل القادم للأزمة السورية وفق الرؤية الروسية الأمريكية

تتسارع الأحداث السياسية الدولية لإيجاد مخرج وحل للصراع السوري الذي دخل عامه السابع ضمن صراع مصالح دولية وإقليمية في سوريا، وخاصة روسيا وأمريكا اللتان حتى الآن تعرقلان أي حل سياسي في سوريا بسبب مصالحهما ومصالح حلفائهم في سوريا.

حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في تصريحات صحفية أدلى بها بالأمس أنه "أجرى مع الرئيس بوتين مكالمة رائعة، وتحدثا عن سوريا، وهذا مهم جدا، مضيفاً أن هذا الاتصال الهاتفي "استمر تقريبا ساعة ونصف الساعة"، مشيرا إلى أنهما "بحثا بشكل جاد جداً إحلال السلام في سوريا".

وجاءت هذه المكالمة الهاتفية بين بوتين وترمب على خلفية إجراء الرئيس الروسي، يوم الاثنين، محادثات مع رأس النظام في سوريا، بشار الأسد، في مدينة سوتشي الروسية، حول سبل تسوية الأزمة، التي تعيشها سوريا. كما جاءت بالتزامن مع قمة سوتشي بين رؤساء تركيا وإيران وروسيا التي تبحث عن تخفيف حدة التوتر والتصعيد في سوريا، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن قمة سوتشي ستحدد مصير سوريا والمنطقة.

يرى مراقبون أن بوتين قد أطلع ترمب عن محادثاته مع الأسد وعن المقترحات التي ستتخذ في قمة سوتشي بين الرؤساء الثلاثة، وأن اتفاقاً قد جرى بين بوتين وترمب تحدد الملامح الأساسية للحل في سوريا.

يرى المحلل السياسي حسام نجار، أنه في خضم كل ما يحصل نجد أن استدعاء الأسد قد تم بعد عدة أيام من اجتماع ممثلين للدول الضامنة الثلاثة وقبل اجتماع الرياض 2 كذلك قبل اجتماع رؤساء الدول الضامنة، هذا الاستدعاء ليس لإعلان النصر كما يظنه البعض بل للتأكيد على الأسد أنك لولانا لما بقيت ونحن المتحكمون بقرار البقاء من عدمه وعليك تنفيذ ما نطلبه منه بحرفية ودون اجتهاد منك.

طبعا هذا الاستدعاء لا يعني طلب روسيا خروج الاسد وإلا فإنه يعتبر انتصار للثورة وخذلان للروس بحد ذاته وهم الذين قاتلوا لبقائه وإنما تعديل السلوك والتهيئة للمستقبل، وفق النجار

وحول الرؤية الروسية الأمريكية للحل في سوريا وفق المستجدات الحاصلة على الساحة السورية، يعتقد النجار أن المحادثة الهاتفية الطويلة لأكثر من ساعة ونصف بين بوتين وترامب قد حددت الملامح الأساسية للحل في سوريا، حيث أن موسكو وواشنطن يعتمدان على القرارين 2118 و2254 الصادرين من الامم المتحدة بحيث يكون هناك حكم ذو مصداقية وانتخابات نزيهة برلمانية ورئاسية ودستور جديد

لكن النقطة الهامة وفق النجار، أنهما لم يتوصلا لمناطق خفض التصعيد بالجنوب، ولكن سيكون الحل على نمط ما اقترحه الروس باتحاد المناطق كالمتبع عندهم، وهذا يعطي للأردن من خلال أمريكا السيطرة على الجنوب، ويعطي تركيا القدرة على الاشراف على قسم من الشمال، بينما يتقوقع الاكراد في الشمال الشرقي.

ويلفت النجار إلى أنه يجب ألا يغيب عن ذهننا زيارة السبهان الوزير السعودي للرقة وتعهد حكومته بإعادة الاعمار، يدل على الرغبة بتواجد الأمريكان وتوابعهم هناك وكذلك التواجد السعودي بطريقة ما، إذاً هو إعادة لرسم المنطقة وفق كنتونات مناطقية محمية أو تحت وصاية دول ما.