المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

ليلة سقوط السواد في مدينة سراقب

 
   
15:32

http://anapress.net/a/250265202957980
526
مشاهدة


ليلة سقوط السواد في مدينة سراقب

حجم الخط:

تصدّرت مدينة سراقب وسط محافظة ادلب شمالي سوريا أحداث الاقتتال الدامي بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية والذي كان اقتتالاً مختلفاً عن جميع الخلافات السابقة راح ضحيته عشرات القتلى من الطرفين بينهم مدنيون وناشطون إعلاميون منهم من قضى برصاص طائش خلال الاشتباكات بين التجمعات السكنية ومنهم من قتل بشكل مباشر كما في مدينة سراقب عندما تم تفريق مظاهرة مدنيّة خرجت ضد تحرير الشام بالرصاص الحي راح ضحيّتها الناشط الإعلامي مصعب العزو، ليصرّ المدنيون على إخراج هيئة تحرير الشام من المدينة بمظاهرة أخرى أعلنوا بعدها تحييد المدينة عن الاقتتال الفصائلي ومنع أيّ الطرفين من دخولها وإلا سيكون الردّ حاسماً باستخدام القوة.

في الثامن عشر من يوليو/ تموز الجاري قام لواء المثنى العامل ضمن حركة أحرار الشام الإسلامية برفع علم الثورة على عدة أماكن في مدينة سراقب ومنها عامود الإذاعة الغني عن التعريف في خطوة من اللواء للمشاركة بمبادرة رفع أعلام الثورة في عدة مناطق محررة، خلال فترة الاقتتال مع تحرير الشام الذي امتد تأثيره على عموم محافظة ادلب، ومن بينها مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي واحدى أكبر مدن المحافظة، حيث بدأت تحرير الشام بعملية اقتحام المدينة التي أسفرت عن سلسلة من الأحداث انتهت بسقوط المدينة من قبضة تحرير الشام رضوخاً للإرادة الشعبية التي لم تكسرها قوة الرصاص.

https://youtu.be/WgxW_iZtGRw

روى الناشط الإعلامي "أبو الوليد" من مدينة سراقب في تصريح خاص لـ "أنا برس" سارداً القصة منذ بدايتها بكل تفاصيلها قائلاً: "بعد اشتباكات عنيفة دارت في المدينة بين أحرار وتحرير الشام يوم الأربعاء الفائت 19 يوليو/حزيران بدأت في تمام الساعة الرابعة صباحة واستمرت حتى 12 ظهراً، تغلبت خلالها هيئة تحرير الشام على أحرار الشام التي آثرت الانسحاب من المدينة ليبدأ دخول أرتال تحرير الشام إلى أحياء المدينة وانشاء الحواجز العسكرية التي تمركزت في عدد من المواقع".

وتابع: "استمر دخول الأرتال حتى مساء اليوم نفسه، ثم توجه رتل عسكري وحاصر المقر العسكري لجبهة ثوار سراقب الذي يعد جميع عناصره من أبناء المدينة ولم يشاركوا بأن اقتتال داخلي بين الفصائل، حيث طلب قائد اللواء توجه المدنيين في مظاهرة شعبية لمؤازرة عناصر المقر، وبالفعل استجاب المدنيون وتوجهوا على شكل مظاهرة شعبية مؤلفة من 500 شخص وبدأوا بالتجمع أمام المقر المحاصر من قبل الهيئة حتى تجاوز عددهم الـ 1500 متظاهر، لمنع عناصر الهيئة من اقتحامه، إلا أن عناصر تحرير الشام قاموا بإطلاق الرصاص الحي على المظاهرة لترهيبهم وتفريقهم إلا أن المتظاهرين أصروا على هدفهم".

 المدنيون وجميع الفعاليات المدينة في سراقب أعلنت اليوم الجمعة الدعوة إلى مظاهرة حاشدة تطالب بتحييد المدينة عن الاقتتال الدائر وعدم السماح لأي مظاهر عسكرية في المدينة

يضيف أبو الوليد: "قامت تحرير الشام باستقدام سيارة من نوع بيك آب اقتحمت المظاهرة تريد دهس من يقف أمامها لتفريقهم فاضر الناس للهرب، وقامت السيارة بكسر باب المقر بالسيارة ذاتها، حيث وقف في وجهها الشهيد الاعلامي "مصعب العزو" برفقة أربعة أشخاص، وقالوا لهم لن تقتحموا المقر إلا على جثثنا، وعلى الفور قام أحد عناصر الهيئة بإطلاق النار على مصعب بشكل مباشر أدت إلى إصابته في منطقة البطن تم اسعافه على الفور إلى المشفى حيث تم إجراء عمل جراحي له إلا أنه توفي على إثرها، إضافة إلى إصابة الأشخاص الأربعة الذين كانوا برفقته بجروح جراء إطلاق النار بعضها خطرة".

يستطرد الشاهد العيان على القصة: "في تمام الساعة السادسة من اليوم التالي تم تنظيم مظاهرة أخرى بعد أن سيطرت تحرير الشام على كامل المدينة ومقر جبهة ثوار سراقب أيضاً، وقاموا باتخاذ المحكمة الشرعية مقراً لهم بعد أن أنزلوا أعلام الثورة من أعلى البناء، ومن جميع السواري وأهمها عمود الإذاعة الشهير، وبالفعل توجهت المظاهرة وتجمع أكثر من ألف شخص أمام منزل الشهيد مصعب العزو، وتوجه المتظاهرون إلى مقر المحكمة الشرعية حيث هيئة تحرير الشام ونادت المظاهرة بعدد من الشعارات تضمنت المطالبة بالانسحاب الفوري من المدينة حيث طلب العناصر مؤازرة وتوجهت على الفور حافلة وسيارتين من نوع بيك آب إلى المحكم ، وبدأوا بإطلاق الرصاص على المظاهرة إلا أن المتظاهرين أصروا على الثبات ورفع الهتافات وبالفعل تم انسحابهم من المحكمة إلى الحواجز التي تم نصبها على أطراف المدينة".

كما أشار أبو الوليد إلى أن المدنيين وجميع الفعاليات المدينة في سراقب أعلنت اليوم الجمعة الدعوة إلى مظاهرة حاشدة تطالب بتحييد المدينة عن الاقتتال الدائر وعدم السماح لأي مظاهر عسكرية في المدينة لأي فصيل كان تابع إلا جبهة ثوار سراقب فهم من أبناء المدينة وقادرون على حمايتها بتوافق مدني.

الجدير ذكره أن الاقتتال بين الطرفين لازال مستمراً في عدد من المدن والبلدات يتركّز حالياً في معبر باب الهوى الحدودي الذي تتضارب الأنباء عن تمكن تحرير الشام من السيطرة عليه دون تأكيد بعد استهدافه بقذائف الدبابات، حيث قضى العشرات خلال الاقتتال الدائر بين الطرفين تم توثيق مقتل 27 عنصراً من الطرفين في عدد من المدن، إضافة إلى مقتل 11 مدنياً بينهم الاعلامي مصعب العزو وسيدة وطفلتين، بينما تستمر المعارك على نطاق واسع وسط حالة أمنية سيئة في عموم المحافظة ومنع المدنيين من السير على الطرقات العامة من قبل الحواجز العسكرية كي لا يكونوا عرضة للقتل بالرصاص الطائش الذي لم تتمكن جهة حتى اللحظة من حلّ الخلاف.