http://anapress.net/a/230664199176117
شهدت الأيام القليلة الماضية تصريحات عسكرية وسياسية كثيرة من قبل قوات الأسد المتمثلة بـ "وزارة الدفاع" العسكرية وكذلك حليفه الروسي الذي بات يشغل الناطق الرسمي لحكومة الأسد والمصّدر الأول لإستقاء المعلومات حول سيطرة الأخير على مدن وبلدات كانت خارجة عن سيطرته طيلة أعوام الثورة السورية، فضلاً عن الحاضر الجديد في المعارك الدائرة في سوريا والمتمثلة بقوات الحشد الشعبي ومقاتلي حزب الله العراقي.
وحول التخبط الحادث حول المناطق الشرقية السورية قال الكاتب والباحث السوري في شؤون الجماعات الجهادية خليل مقداد لـ "أنا برس" خلال اتصال هاتفي فإن ما تشهده المنطقة يعبّر عن التنافس الكبير بين الأطراف المقاتلة السابق ذكرها وسباقها نحو إعلان السيطرة على مناطق جديدة من سوريا.
والسبب الرئيسي في هذا التفاوت -وفق مقداد- بالتصريحات يعود للتكتيك العسكري الذي يتّبعه تنظيم الدولة في عمليات القتال والدفاع، حيث بات يعتمد مؤخرًا على عمليات "الكمون" واستراتيجية "الكر والفر" وما شهدته البوكمال يوم أمس هو خير دليل على ذلك بعد أن خسرت قوات الأسد عشرات القتلى خلال تنفيذ مقاتلي التنظيم لعملية التفاف مفاجئة في المدنية.
وفيما يخص الصدامات العسكرة المتوقع حدوثها بين قوات الأسد وحلفاءه ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على خلفية تصريحات رئيس "قسد" إلهام أحمد في وقت سابق لـ "أنا برس" وحديثها بأن قواتها لن تلتزم الصمت حيال أي اعتداء جديد بعد التهديدات المبطنة من قبل مستشارة الأسد بثينة شعبان قال "مقداد" إن هذا الأمر مرتبط بالتنافس بين القوى الدولية كأمريكا وروسيا، لكن أعتقد أن الأمر مؤجل في الفترة الحالية على الرغم من أن قوات "قسد" تحاول توسيع رقعة سيطرتها على المناطق الشرقية من سوريا.
وتعليقاً على دخول القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي وجزب الله العراقي المدعومة من إيران قال الباحث السوري إن توقف القتال على عدد من الجبهات أتاح الفرصة لتلك الميليشيات وجعلها في بحبوحة من أمرها وجعلها تركز في جبهات أخرى وبالتالي شاركت بالقتال على الجبهات الحدودية مع العراق الغنية بالثروات الباطنية، الأمر الذي يفضي بدوره بقطع الطريق أمام أي تقدم لقوات سوريا الديمقراطية وتوسيع مناطق نفوذها.
واختتم المقداد حديثه بالتأكيد على أن جميع الأطراف المتنازعة تسعى لتوسيع مناطق سيطرتها في المناطق الشرقية من سوريا ووصلها مع مناطق نفوذها، بما فيهم إيران التي تهتم بإيجاد أكثر من طريق بري للوصول إلى حمص ودمشق وكذلك الساحل السوري، وهو ما يدفعها لتقديم الدعم العسكري والبشري للميليشيات العراقية للسيطرة على المنطقة.