http://anapress.net/a/217348292394575
"آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل.. القرار سيعكس نهجا جديداً إزاء النزاع العربي الإسرائيلي".. بهذه العبارات طوى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب صفحة طويلة من عقود السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
وأثار القرار موجة من الاستنكار الدولية والإقليمية والعربية عبّرت عنها منظمة التحرير الفلسطينية ومصر والأردن وكذلك تركيا وفرنسا والامين العام للأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي وسيعقد مجلس الأمن جلسة طارئة حول قرار ترمب.
وأمر ترامب من جهة ثانية، ببدء التحضيرات لنقل السفارة الأميركية الى القدس، وهو اجراء عمد الرؤساء الاميركيون الى إرجائه منذ العام 1995، تاريخ إقرار الكونغرس بان القدس هي عاصمة إسرائيل وإصداره قرارا ملزما بنقل السفارة اليها.
وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن تطبيق القرار سيبدأ "على الفور". ويكون ترامب بذلك تجاهل كل التحذيرات الدولية والعربية من مغبة اتخاذ هذا القرار وتداعياته المحتملة على المنطقة.
يخشى مراقبون أن يثير قرار ترمب موجة جديدة من أعمال العنف في الشرق الأوسط، حيث زرع بقراره ترمب قنبلة وسط القدس، وأصاب الشرق الأوسط وكل من يتوق إلى السلام بالعجز".
يقول الباحث والصحفي أحمد مظهر سعدو، مما لا شك فيه أن الإدارة الأميركية الترامبية اختارت الوقت المناسب، بل الأنسب لاتخاذ هذا، فالإدارة الأميركية الجديدة التي سبق ووعدت الناخب الأميركي/اليهودي خلال حملة ترامب الانتخابية بذلك، ورغم أنه سبق لسواها أن وعدت ولم تنفذ.
ويستطرد: إلا أن الواقع السياسي العربي والإسلامي اليوم المنشغل في قضاياه، والغارق حتى أذنيه في صراعات لها أول وليس لها آخر، وكذلك حاجة ترامب الداخلية الماسة إلى كسب ود اللوبي الصهيوني، ناهيك التهديد الإيراني الكبير الذي يطال معظم دول المنطقة، ويتهدد الباقي من دول خليجية لم تعد في منأى عن العدوان الإيراني المباشر، وفي ظل العجز العربي، والخلافات العربية العربية، وإعادة رسم الأحلاف، ضمن معايير جديدة، وفي جو من الهيمنة الأميركية على كل شيء، حتى باتت كل مصائر الأنظمة العربية في يد الأمريكان ومن لف لفهم.
ويوضح سعدو خلال حديثه لـ "أنا برس" أنه في غياب حقيقي لأي مشروع عربي متماسك، حتى باتت وحدة مجلس التعاون الخليجي مهددة بالانفراط، بل هناك الكثير من البلدان العربية قاب قوسين أو أدنى من التقسيم، وإعادة رسم الخارطة من جديد، ليكون ما هو أسوأ من سايكس بيكو أو وعد بلفور، وبات حلف بغداد، ومشروع ايزنهاور، يَسير ويُسيِّر الركب بكل قوة واقتدار، حتى وصل الأمر لما هو أسوأ منهم، وأكثر فجاجة.
ويؤكد أن دونالد ترامب أعلنها، بعد أن أعلم بعض قادة المنطقة بها قبل أيام، دون القدرة على تغيير موقفه منها، لكن الحقيقة تقول أيضًا أن أوضاع العرب والمسلمين اليوم في أسوأ حالاتها، وبالتالي فإن الاعتراف الأميركي أو عدمه لن يغير من الواقع في شيء لأن ضعفنا هو سبب قوتهم.
ويشير سعدو إلى أنه عندما تتغير الموازين، القدس ستعود، وستعود حقيقة، لأنها الحق، ولأنها تتماهى مع إيمان شعب، بل شعوب آمنت بقضيتها، ولسوف يزول الباطل عاجلًا أم آجلاً، وهذه ليست أحلام يقظة، ولا رغبات حالم بقدر ماهي حقائق من التاريخ، والتاريخ وحده من علمنا إياها.
وعندما يكف العالم العربي والإسلامي عن الانشغال، بقضايا أخرى، ووقت يدرك الجميع أن قوتهم لابد أن تكون بتضافر الجهود جميعًا، وأن أولى المهام هو القضاء على الاستبداد، ومن يقف معه، حينها يتفهم الجميع، لماذا استطاع ترامب (وبهذه البساطة) أن ينتزع قوة قراره بنقل السفارة سيء الصيت، وفق الباحث سعدو
ومن جهة أخرى يقول الناشط الحقوقي عماد الأيوبي لـ"أنا برس": إن من أهم تداعيات قرار ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو إخراج ملف القدس من أي عملية تفاوض مستقبلية، ونقل إدارة المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى سلطة الاحتلال.
وأضاف الحقوقي أن من انعكاسات قرار ترمب أيضاً هو الاعتراف بالقدس بشطريها الشرقي والغربي مدينة موحدة تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وفتح المجال أمام دول العالم لنقل سفارتها لمدينة القدس.