لماذا يطالب العرعور الثوار بعدم دخول مدينة حماة؟

عدة تغريدات لـ "شيخ الصراخ والتطبيل" كما يصفه المدنيون في سوريا "عدنان العرعور" وعدد آخر ممن يشابهونه التفكير، حذروا من خلال تغريداتهم أمس الجمعة الثوار من دخول مدينة حماة، حتى وصل الأمر بالعرعور إلى إطلاق فتوى أثارت السخرية بقوله: "لا يجوز شرعاً وعسكرة دخول المناطق المأهولة".

تغريدات متلاحقة نشرها الشيخان عدنان العرعور وأبو عبد الرحمن كعكة على حساباتهم الرسمية في تويتر، حذروا من خلالها الثوار من دخول مدينة حماة بلهجة المتعنّت الرافض لتقدم الثوار الأخير عقب المعارك العنيفة التي تدور في ريف حماة والتي بات الثوار خلالها على مشارف المدينة التي استهدفوا مطارها العسكري بوابل من الصواريخ، والشيخان يحذران من مغبّة دخولها بحجة أنها مناطق مدنية لا يجوز دخولها وتشريد أهلها لاحتوائها على آلاف المشردين الذين سيزيد التحرير في تشرّدهم.

أبو عبد الرحمن كعكة الذي قال في تغريداته "حذار أن يورطوكم بدخول المدينة وعليكم بقرى النصيرية، حماة تجمع كبير للمشردين فلا تزيدوا بلاءهم"، وأضاف "حذار حذار حذار إذا أردتم تحرير حماة فلا تدخلوها ولكن حرروا المناطق التشبيحية المتاخمة لها".

تغريدات كعكة هذه قابلتها سلسلة من التغريدات للعرعور الذي قال هو الآخر "دخول المناطق الآهلة أخبث فخّ ينصبه العدو لنا ليحقق أهدافه في تدمير البلدة والثوار والمدنيين والبنية التحتية وتهجير الناس بقصف واحد".

عشرات الناشطين انتقدوا تصريحات الشيخين واتهموهما بالتشبيح بأسلوب آخر، حيث نشر عدد كبير منهم انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي توجهوا من خلالها إلى العرعور بالقول هل نسيت أن الثوار هم من يدافع عن المدنيين ويسعون لتخليصهم من عبودية النظام الذي مارس ضدهم أقذر الأساليب وأكثرها عنفاً وأن تدافع بكلامك عنه وتريدهم أن يبقون في كنفه؟ هل نسيت أن مدينة حماة التي لا تريد أن يدخلها الثوار تحوي على مطار حماة العسكري الذي يعد من أنشط المطارات العسكرية في سوريا وارتكب مئات المجازر بحق المدنيين في ريف حماة وادلب وحلب؟ هل نسيت الثكنات العسكرية في حديقة أم الحسن ونقطة القلعة العسكرية وضاحية الأمين التي تعج بضباط الأسد والعديد من مراكز التشيع وسط حماة؟ هل نسيت يا شيخ عشرات الأفرع الأمنية في المدينة والتي تضم آلاف المعتقلين المغيّبين عن ذويهم منذ أعوام؟".

يشار إلى أن هذه التغريدات أطلقها العرعور وكعكة عقب إعلان الثوار عن معركة "وقل اعملوا" والتي تمكنوا خلالها من السيطرة على أكثر من ثلاثين قرية وموقعاً استراتيجياً لقوات النظام في الريف الشمالي، حتى باتوا على مسافة بضع كيلو مترات عن مدينة حماة ومطارها العسكري الذي بات تحت مرمى نيرانهم وتمكنوا من تدمير عدد من الطائرات الرابضة على أرضه.

فيما تدور أعنف المعارك في بلدة قمحانة ذات الطائفة الشيعية والتي يقاتل فيها أبناؤها ممن ناصروا النظام وشكلوا لجاناً تشبيحية للتصدي للثوار، وبعد كل هذه التقدم والتحرير يطالب العرعور الثوار بالتوقف وعدم دخول مدينة حماة التي تعد الهدف الرئيسي للمعركة القائمة حالياً.