http://anapress.net/a/195182104745284
تٌصنف سجون نظام الأسد من بين السجون الأسوأ في العالم، حسب تقارير لمنظمات حقوق الإنسان العالمية، بسبب الممارسات التعسفية وحرمان أهل السجين حتى من معرفة مصير ولدهم أهو حي أم ميت، علاوة على أساليب التعذيب التي يتفنن بها الجلادون للنيل من هذا الضحية.
أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن أكثر من 18 ألف سجين وسجينة ماتوا داخل سجون ومعتقلات النظام بين العامي 2011 و2015، أي بمعدل 300 وفاة كل شهر، بينما تأوي هذه الزنازين العتمة التي لا يدري أحد بما يجري بين جدرانها أكثر من ستين ألف معتقل موزعون على مئات السجون التي تم إنشاؤها خلال أعوام الثورة السورية فيما يوجد عدد كبير من السجون المخفية التي لا يعلم بها حتى عناصر أمن النظام ذاتهم.
من أعنف السجون التي تحتل الصدارة من بين سجون الأسد بالتعذيب والتنكيل هي سجون تدمر والمزة وصيدنايا والقلعة، التي شهدت على مجازر حقيقية وعلنية بحق معتقليها بدأت في ثمانينيات القرن الماضي على يد شقيق الأسد الأب "رفعت الأسد" عندما قام بتنفيذ سلسلة من الإعدامات الميدانية بحق معتقلي سجن تدمر، والتي راح ضحيتها أكثر من 4 آلاف سجين من جماعة الإخوان المسلمين.
لتتبعها في الألفية الثالثة مذبحة سجن صيدنايا على يد الشقيق الاصغر للأسد الابن "ماهر" ضد معارضي التيار اليساري والليبرالي والكورد، ومع بداية العام 2011 بدأت مذابح بالجملة لازال معظمها طيّ الكتمان لم يتم الكشف عن خباياها على يد بشار الأسد، الذي اتبع سياسة الاعتقالات التعسفية ضد اي معارض له وحتى إن كان مشتبهاً به فقط، لكمّ الأفواه وقمع ثورة الشعب ضده، لتعجّ سجونه خلال أعوام الثورة الستة بآلاف المعتقلين المغيبين حتى الآن دون الكشف عن أعدادهم أو مصيرهم حيث لايزال معظمهم مجهول المصير أهو حي أم ميت.
النساء المعتقلات كنّ الحلقة الأضعف والأقسى تأثيراً بسبب ممارسات النظام الغير إنسانية بحقهن، فأكثر من 13 ألف معتقلة تقبع داخل سجون النظام حسب تصريح كبير المفاوضين المعارضين "محمد علوش"، تم احتجاز معظمهن كرهينات كون أحد أقاربهن معارضاً للنظام ومطلوباً له.
ممارسات النظام مع هؤلاء حسب روايات من خرجن من الاعتقال تروي قصصاً تجاوزت فيها القسوة الحدود، مما يؤكد تقارير أصدرتها منظمات حقوقية وإنسانية حول بشاعة أساليب الاعتقال بحقهن، ما يجعله يفوق أساليب تعذيب الرجال وخاصة ذاك الذي يستهدف الجنس، حيث يقوم رجال الأمن على اغتصاب المعتقلات بأساليب وحشية أمام ذويهن، أو الاتصال من هواتفهن المحمولة بذويهن وإسماعهم أصوات التعذيب والاغتصاب الذي يتعرضن له، للضغط عليم وتسليم أنفسهم، وغالباً ما تنتهي بانصياع المطلوب وتسليم نفسه، إلا أن مسلسل النيل من كرامتهم لا ينتهي ها هنا حيث يتم اغتصابها وتعذيبها أمام زوجها حتى يموت هو الآخر.
المعتقلون كانوا ولازالوا الحلقة الأضعف في الثورة السورية، حيث لا يقدر أحد مدى قساوة اللحظات التي تمر عليهم داخل أقبية النظام، ومدى قساوة أساليب التنكيل التي يتعرضون لها، حيث تم عدة مرات إدراج قضيتهم على قائمة ملفات التفاوض، إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار منصف بحقهم حتى اللحظة، حيث لازالوا مغيبين بشكل كامل عما يجري علماً أنهم أول من دفع فاتورة هذه الحرب ولازال يدفع ثمنها الذي لم ينتهي بعد.