معركة الرقة.. هل هي تبادل أدوار؟

تحالفات كبيرة بدأت معاركها بشمال الرقة، في حملة أُطلق عليها اسم "تحرير الريف الشمالي للرقة" من "تنظيم الدولة الإسلامية" معقل التنظيم وعاصمته الأساسية لما يُعرف "بالخلافة الإسلامية".

ويشارك في العملية 31 فصيلاً عسكرياً منضوياً تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية المؤلف من30 ألف مقاتل بعضها انضم حديثاً إلى هذه القوات التي تشكلت في بداية تشرين الأول من نفس العام عقب اجتماع لقادة الفصائل المشاركة في هذه القوات .

وبالإضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية وطيران التحالف يشارك في العملية قوات من أبناء الرقة وبعض من قوات العشائر إضافةً إلى قوات تركمانية وعربية مشتركة .

وسيكون مقاتلو ألوية أحرار الرقة ولواء التحرير وجميعهم من المكون العربي والذين انضموا قبل فترة إلى قوات سوريا الديمقراطية، في طليعة القوات المشاركة في الحملة.

تأتي أهمية هذه المعركة كونها مدعومة بقوات المارينز الأمريكية بعدد250 مقاتل وصولوا إلى الحسكة استعداداً لتقديم المشورات، والخطط العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية.

في حين كشفت مصادر عن وجود غرفة عمليات مشتركة مع القوات الأمريكية في الرقة والتي وفرت لتلك القوة أسلحة أمريكية أصبحت بيد قوات صالح مسلم.  

بدأت قوات سوريا الديمقراطية QSD وفي الساعة الـ 14.00 من يوم أمس بحملة المعركة بناءاً على طلب مكونات المنطقة من جنوب شرق بلدة عين عيسى الواقعة 50 كم جنوب شرق مقاطعة كوباني، وعبر 3 أجنحة، الجناح الأول ينطلق من بلدة عين عيسى، والثاني يبدأ من مطعم النخيل، فيما ينطلق الجناح الثالث من اللواء 93 باتجاه أهداف محددة مسبقاً..

ومع بدء المعركة شنّت قوات سوريا الديمقراطية هجوماً عنيفاً من شمال الرقة مدعوماً بغطاء جوي من التحالف، أسفر حتى هذه اللحظة عن مقتل عشرين من عناصر تنظيم الدولة ، بالإضافة إلى تمكن القوات من السيطرة على قرية الهاشة ومزرعة قرتاجا الواقعة جنوب بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي .

ومع اسئتناف المعارك فجر اليوم الأربعاء استطاعت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة أيضاً على مزرعتين قرب قرية الفاطسة جنوب بلدة عين عيسي  جاء ذلك بالتزامن مع انسحاب عناصر تنظيم الدولة .

من جانبها أعلنت موسكو استعدادها للتعاون مع واشطن في معركة الرقة، حيث قال "سيرغي لافروف"، إن بلاده مستعدة للتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على مدينة الرقة، التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية.

جاء ذلك في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة الأمريكية بتدريب قوات في معسكرات شمال سورية ، لتقديم التدريبات والمشورات اللازمة لهذه القوات التي يطلق عليها اسم قوات "سورية الديمقراطية".

في الأثناء أكد الإئتلاف الوطني المعارض عن عدم وجود أي تنسيق بين فصائل الجيش الحر والقوات المشتركة  لمعركة الرقة، معرباً عن انزعاجه لتوفير السلاح الأمريكي للمليشيات الكردية في الوقت الذي تحتاج فيه فصائل الجيش الحر إلى سلاح نوعي للدفاع عن النفس على أقل تقدير. جاء ذلك في تصريح عضو الائتلاف الوطني "نصر الحريري" لوسائل الإعلام.

تبادل أدوار

رئيس تحرير مجلة الجامعة "مضر حماد الأسعد" وهو من أبناء محافظة الرقة علق على مجريات معركة الرقة بقوله: إن ما يجري في الرقة هو تبادل أداور بقيادة إيران ورسيا وأمريكا وذلك من أجل وأد "الثورة السورية" وفق تصريحاته. مردفًا: نحن اليوم أمام إعادة لمسرحية تدمر منوهاً بذات الوقت إلى ظهور أقاويل صباح هذا اليوم عن نية التنظيم الانسحاب من شمال الرقة.

وبالنسبة للدور الأمريكي في المعركة أشار "الأسعد" إلى أن واشطن أصبحت مواقفها واضحة وخاصة بعد انطلاق ما أسماها بمعركة تهجير العرب من المنطقة الشرقية وليست تحرير للرقة كما تدعي قوات صالح مسلم، وذلك لمنع الجيش الحر من مقاتلة النظام .

وتابع أن عدم مشاركة أبناء المنطقة في هذه المعركة بسبب وجود مخطط لإعادة رسم المنطقة الشرقية التي تشمل  الرقة و دير الزورو الحسكة ، فهم يريدون تهجير العرب من تلك المناطق ،لإعادة رسمها من جديد.

قناعة أمريكية

بدوره عبر الكاتب والباحث خليل المقداد عن رأيه فيما ما تقوم به الدول عن هذه المعركة في الرقة قائلاً: إن لدي أمريكا قناعة أن هناك حجر عثر للحل السياسي في سوريا ألا وهو تنظيم الدولة الإسلامية. وما يجري في الرقة هو خطوة أولى للخلاص من تنظيم الدولة أو محاولة تحجيمها ولذلك لعدة أسباب نستطيه من خلالها فهم انطلاق هذه المعركة بهذا التوقيت بالذات بالتزامن مع معركة الفلوجة .

وأردف المقداد إن أهم هذه الأسباب للبدء بهذه المعركة بهذا التوقيت هو تهالك النظام بشل كبير في سوريا، إضافة إلى استنزاف الدور الإيراني وخاصة في معارك خان طومان، لأجل ذلك قررت أمريكا الدخول في مرحلة جديدة والوجهة كانت حول التنظيم والذي بدروه بحسب رأي المقداد أصبح يشكل عائق كبير أمام الحل السياسي لأنه بدأ بالتضخم في انضمام الكثير من الفصائل مؤخراً.

وتابع الباحث: لأجل ذلك أمريكا قررت إضعاف التنظيم وهزه أمام أنصاره، وفي حال استطاعوا تحجيم التنظيم سيسهم هذا في وقف المبايعة وانضمام فصائل أخرى للتنظيم. ونوه المقداد أن هذا قد ينجح في حال تم تحقيق إنجازات في معركة الفلوجة والرقة فسيعملون حينها على حصر التنظيم في الموصل تمهيداً لمرحلة ثالثة.

وتابع المقداد أن أمريكا تحاول تسليم سوريا إلى إيران والأكراد ضمن مخطط تهجير السنة، وهذا ما يهم حزب صالح مسلم والذي يغفل إلى الآن أنه مجرد ورقة سيتم تركها في النهاية لمواجهة مصيره أمام القوات العربية في سوريا.

الرقة ستكشف الكثير من الملفات في سوريا، فيما يتعلق بالدعم، لكن هل ستكشف أيضاً من سيحكم سوريا المستقبل أم ستكون محطة عابرة في الأزمة السورية؟