نداءات استغاثة من حي الوعر.. وقوات الأسد تصعد هجماتها الجوية

ما تزال قوات الأسد والميليشيات المساندة له تصعد من حملتها العسكرية على "حي الوعر" المحاصر داخل مدينة حمص الأمر الذي أدى لمقتل شخصين وإصابة العشرات بجروح خلال الساعات القليلة الماضية.

ويعتبر حي الوعر آخر الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة داخل المدينة بعد حملة التسويات والاتفاقيات التي تمت بين طرفي النزاع والتي أفضت في نهايتها لخروج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة في منتصف العام 2014.

 وشنت الطائرات الحربية  صباح اليوم الجمعة 6 غارات جوية على حي الوعر ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، الأمر الذي دعا مكتب الأوقاف في حمص لتعليق صلاة الجمعة للمرة الثانية على التوالي حفاظاً على أواح المدنين بحسب البيان الصادر عنه.

أصدر مدير المشفى الميداني مساء أمس نداء استغاثة هو الثاني خلال الأسبوع المنصرم، ناشد من خلاله المنظمات الطبية والإنسانية بضرورة التدخل السريع من أجل إيقاف شلال الدم "على حد تعبيره" الحاصل ضمن الأحياء السكنية، نتيجة الاستهداف المتكرر لقوات الأسد المتركزة في "الكلية الحربية" والتي تعد المكان الرئيسي الذي يتم من خلاله استهداف الحي.

وفي تصريح خاص لـ "أنا برس" تحدث المسؤول العسكري "خالد نجار أبو مصطفى" قائد إحدى المجموعات المسلحة في حي الوعر بأن قوات الأسد لا توفر جهداً من أجل تدمير الحي على ساكنيه، بهدف إكمال عملية التهجير القسري إلى الريف الشمالي والعمل على تغيير الطابع الديموغرافي للحي الذي يحتوي على أعداد كثيرة من النازحين من مناطق الصراع سابقاً كأحياء "الخالدية والقصور و جورة الشياح" والتي سويت بالأرض تماماً بسبب الإشتباكات مع عناصر المعارضة قبيل ترحيلهم الى الريف الشمالي.

وأشار إلى إصرار الأسد وميليشياته على عدم السماح بعودة أهالي تلك الأحياء إلى ما تبقى من منازلهم وتم تحويل الأبنية المرتفعة إلى أبراج للمراقبة ولأهداف عسكرية أخرى.

وعن دور الفصائل المعارضة في الحي أفاد "النجار" بأن جميع التشكيلات ملتزمة بشكل كامل بالتهدئة المتفق عليها مع مكتب المبعوث الاممي لسوريا ديمستورا والذي أقر في أواسط العام 2016 عبد مديرة مكتبه في دمشق خولة مطر، وعلل سب التصعيد الأخير بالقول " المجتمع الدولي أنظاره تتجه الى "الاستانا" ونحن نذبح في الح بعيدا عن وسائل الاعلام التي لم تعد تلقي بالاً لما يحصل من مجازر بحق المدنيين.

من جهة أخرى، اعتبر  مجلس محافظة حمص أن التصعيد العنيف على "حي الوعر" والذي خلف 19 قتيل على مار الأسبوع الماضي أتى بعد اتهام قوات الاسد لفصائل المعارضة المتواجدين في الحي بإطلاق النار على "تحويلة حمص طرطوس" ما تسبب بتوقف السير عليه، وهو ما نفته ادارة المجلس جملة وتفصيلاً.