http://anapress.net/a/152765539549061
عقب صخب واسع أحدثه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فما بين مؤيدين لدوره ومعارضين له ووسط اتهامات تلاحقه أينما ولى أو ذهب بشأن الفشل المُحقق فيما يتعلق بالأزمة السورية، أنهى "دي ميستورا" ذلك الصخب بإعلان استقالته.
ونقلت تقارير إعلامية أنباءً على لسان دبلوماسيين في الأمم المتحدة تتحدث بشأن تقديم "دي ميستورا" استقالته، إذ طلب إعفائه من منصبه لـ "أسباب شخصية".
وتنتهي ولاية المبعوث الأممي إلى سوريا رسميًا في مارس (آذار) 2017. غير أنه لم يتمهل لذلك الحين حيث طلب إعفائه مبررًا ذلك بـ "الأسباب الشخصية". وقام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإحالة المسألة إلى الأمين العام المنتحب أنطونيو غوتيريس ولم يحسم الأمر بعد.
ووفق دبلوماسيين غربيين، فإن الأسباب الحقيقة وراء طلب دي ميستورا إعفائه من منصبه تكمن في حجم الإحباط الذي يصاب به عقب الفشل في إحراز أي تقدم يذكر على صعيد المسار السياسي في الأزمة السورية. ونقلت تقارير عن دبلوماسيين بالأمم المتحدة قولهم "دي ميستورا يتعرض إلى ضغوط مستمرة وصلت حد إعلان موقف علني من روسيا طعناً في صدقيته كمبعوث محايد".
وقالت إن "طلب دي ميستورا إلى بان كي مون جاء قبل زيارته دمشق التي فشل خلالها بالحصول على أي تجاوب من الحكومة السورية حيال مقترحه المتعلق بشرق حلب، الذي وصف بأنه محاولة لإيجاد منطقة حكم ذاتي للإرهابيين في شرق المدينة".
ووصل الضغط الروسي على المبعوث الدولي إلى درجة إعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف أن المبعوث الخاص "يقوض عقد محادثات بين السوريين من دون شروط مسبقة"، إلا أن المصادر نفسها أوضحت أن "الضغوط من روسيا على دي ميستورا (الذي سبقه في سوريا ممثلا للأمم المتحدة في سوريا كل من الأخضر الإبراهيمي وكوفي أنان) كانت بدأت منذ مطلع السنة واستمرت بالتصاعد تدريجاً، وصولاً إلى إعلان خطة الحسم العسكري في حلب".
وذكرت تقارير أن فرص إمساك روسيا بمنصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الذي يتولاه حالياً الديبلوماسي الأميركي جيفري فلتمان قد تعززت مؤخرًا، مع تلميحات إلى أن منح هذا المنصب إلى شخصية روسية "هو جزء من اتفاق أوسع مع غوتيريس سبق فوزَه بترشيح مجلس الأمن لمنصب الأمين العام".
غير أن رئيسة التحالف المدني السوري ريم تركماني قد قالت "إن الخبر حول استقالة المبعوث الدولي الخاص لسوريا دي ميستورا غير صحيح وما تم نشره حول الأمر هو تكهنات".