http://anapress.net/a/134594257511288
قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات السابق، الدكتور رياض نعسان أغا، لـ "أنا برس" إن روسيا سوف تقدم تنازلات جديدة من أجل إقناع العالم بأن الحرب انتهت في سوريا، مشدداً على أنها "ليست المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن توقف الأعمال القتالية في سوريا، وهي إلى الآن مستمرة بقصفها المدنيين في ريفي حماه وإدلب".
وأوضح الأغا أن "روسيا تريد نهاية سريعة لهذا الملف الدموي الذي غرقت فيه، لتعلن أنها حققت الأهداف ومكنت النظام من الانتصار الشامل، ويبدو سعيها الجاد لإطلاق اللجنة الدستورية حسب قراراتها في مؤتمر سوتشي، دليلاً على كونها تريد تغليف مستنقع الدم بسلوفان سياسي، ولتظهر أمام العالم بأنها دولة رائدة للسلام".
وبحسب الأغا، فقد أصبح الملف السوري عبئاً كبيراً على روسيا، مهما يضطرها لتقديم التنازلات، والقول بإنها تمنح الحل السياسي (الذي عطلته كثيراً في مجلس الأمن وفي مسار جنيف) فرصة في الشمال السوري رغم استمرارها في الحل العسكري.
"وهي اليوم تدعو إلى إعادة الإعمار وإلى عودة اللاجئين لتقنع العالم أن القضية انتهت، ولكنها باتت تفاجأ بإصرار أوربي وأمريكي على استكمال المفاوضات في جنيف مرغمة حسب مرجعية بيان جنيف والقرارات الأممية، وقد ضغطت على النظام السوري للقبول بالمشاركة في اللجنة الدستورية خلافا لما أراده النظام من شروط وضعها سابقاً"، على حد وصفه
ورأى الأغا أن "هناك مشكلة في تصادم رؤيتها مع رؤية إيران للحل، ومشكلتها الأكبر أنها لم تستطع إلى اليوم إعادة النظام إلى الجامعة العربية ولم تتقدم كثيراً في تطبيع علاقاته مع دول العالم".
ويختم الأغا حديثه لـ "أنا برس" بقوله إن "روسيا ستقدم تنازلات أخرى قريباً بهدف الخلاص من ظهورها أمام شعوب الأرض بكونها دولة راعية للديكتاتورية، مناهضة للديموقراطية وأنها لم تنجز حلاً قابلاً للاستمرار"، على حد وصفه.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد قبل يومين، انتهاء الأعمال القتالية واسعة النطاق في سوريا، مشددا على ضرورة التركيز على العمل بالتسوية السياسية للأزمة في البلاد.
وكان وزير الخارجية الروسي، قال منتصف أيلول الماضي إن "الحرب في سوريا انتهت، والأوضاع تتجه نحو المسار السلمي، واللجنة الدستورية ستشكل فرصة للحوار حول مستقبل البلاد".
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم 23 سبتمبر الماضي، عن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية وقوى المعارضة حول تشكيل اللجنة الدستورية، التي جرى العمل بها منذ منتدى الحوار الوطني السوري في سوتشي، في 31 يناير 2018، في خطوة طال انتظارها لتحقيق التسوية السياسية للأزمة في البلاد. وأضاف غوتيريش أن اللجنة ستعقد أول اجتماعاتها في جنيف "خلال الأسابيع القريبة"، معتبرا أن "تشكيلها يمكن ويجب أن يمثل انطلاقة للمسار السياسي نحو التسوية في سوريا"