المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أبو الكرم.. مُعلمٌ بمهام مختلفة لتعليم في ظروف قاهرة

 
   
08:30

http://anapress.net/a/205405963446744
649
مشاهدة


أبو الكرم.. مُعلمٌ بمهام مختلفة لتعليم في ظروف قاهرة
شبح التجهيل يلاحق السوريين- أرشيفية

حجم الخط:

تحت القصف وفي أجواء الحرب، تبقى الظروف المحيطة بالعملية التعليمية "قاهرة" بمعنى الكلمة، بما يجعل من مُجرد ذهاب التلاميذ إلى مدارسهم معضلة كبرى، لاسيما في مناطق المعارضة السابقة وحالياً.. أجواء كتلك تحتاج معلمين بمهارات خاصة.. فماذا فعل "أبو الكرم" وزملائه للتغلب على تلك المعضلات التي تواجه العملية التعليمية؟ وما هي تجربته التي يمكن أن يستفيد منها المعلمين في ظروف التعليم الصعبة؟

على هامش إحياء اليوم العالمي للتعليم، يروي المُعلم السوري "أبو الكرم"، جانباً من المعاناة التي واجهها المعلم السوري خلال سنوات الحرب، بخاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، مستهلاً حديثه بقوله: "التجربة رغم المشقة وكثرة الصعاب في أرض تعج بحمم الحقد التي تنهال من كل حدب وصوب وتغرق في حصار وجوع، تكون مأساة بطعم آخر عندما نتحدث عن ذلك الجيل من الأطفال الذي حُرِمَ حتى من أبسط حقوقه".

ويقول: "في بقعة من كوكب الأرض استحدث أهلها مدرسة في ظل خوف وهلع يعيشه المجتمع من غدر نظام حاكم لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.. مصاعب تراكمت وواجهت التجارب التعليمية، فكان لإقناع ذوي الطلبة بإرسال أبنائهم للمدرسة جهد كبير والأصعب من ذلك تقبل الطلاب للعلم وتكيفهم على التعلم بعد الظلام الذي عايشوه في الحرب الدموية والحصار الخانق".  (اقرأ/ي أيضًا: تعرف (ي) إلى عدد الأطفال المحرومين من التعليم بسبب النزاعات).

فكان لابد –وفق أبو الكرم- من استحداث أسلوب معين من الترغيب للمدرسة والحث على الالتزام في الدوام والتحصيل العلمي، وهنا بدأت التجربة من خلال البحث عن مواهب يتمتع بها الأطفال والعمل على تطويرها وتوجيهها بالشكل الذي يلفت انتباه نظرائهم ويحثهم على الإبداع، وبالتالي الرغبة والتعلق بالمدرسة وبرامجها المنوعة.

تجربة فريدة

ويتابع: "قمنا بتجربة فريدة واجهتنا في أحد الصفوف الدراسية (وذلك في الغوطة الشرقية) التي كان يسودها الإهمال وضعف التحصيل العلمي وكان معظم المدرسين يعانون الأمرّين من هذا الصف.. بعد جلسة مغلقة معهم والبحث عن حلول يقترحها الطلاب أنفسهم وتدعيمها بمشاركتهم ببعض الأفكار وتقوية العلاقة معهم بنشاط عندما تم اقتراح تشكيل فرقة إنشاد وتوزيع الأدوار بحيث يشارك الجميع بعدة أناشيد منوعة".

"وفعلا بدأ العمل وكان تفاعل الطلاب ملفتاً للنظر واهتمامهم بلغ حد حضورهم للمدرسة خارج وقت الدوام للتدرب والممارسة، ومع ازدياد اهتمامهم ورغبتهم بالتميز ونجاحهم بهذا العمل بدا مقدار التأثير عليهم أكبر من خلال حرمان من يقصر في تحصيله العلمي من مشاركة زملائه في ممارسة هوايتهم والتي أخذت تتطور أكثر وأكثر حتى ذاع صيتها مما دفع الجميع للمثابرة والاجتهاد". (اقرأ/ي أيضًا"بعلمي سأنتقم".. رحلة سوري لتأمين تعليمه رغم الظروف الخانقة).

ويردف: "وهذا ما زاد تعلق التلاميذ في العلم وإجبارهم من خلال زرع محبة العلم في قلوبهم على المطالبة بزيادة عدد المدارس وافتتاحها حتى في أوقات كانت الحرب في أوجها، فكان الطالب يواجه كل المصاعب مقابل وصوله المدرسة وتلقي العلم".

ويضيف أبو كرم: " كانت تعاني المدرسة بين فترة وأخرى من قصف هنا وآخر هناك ما يسبب دماراً في جدرانها؛ ومع قلة الإمكانات كان استغلال هذه المسألة مفيداً من حيث الطلب من الطلاب المقصرين في تحصيلهم العلمي بالمساعدة في عملية الترميم كونهم شباب أكفاء وأصحاب شهامة وبعد كل عمل منجز يتم تقديمهم أمام المدرسة وعظيم عملهم كأبطال ما يعزز ثقتهم بأنفسهم ونجاحهم في تجربة ميزتهم عن باقي زملائهم".

نشاط

في إحدى الأيام تم توجيه اقتراح لكل طالب أن يقدم غرسة للمدرسة يقوم بزراعتها والعناية بها بنفسه؛ وكان لهذا العمل دور عظيم في زرع روح الجماعة والتعاون بين الطلاب وتعزيز اهتمام كل مجموعة بعملها وجودته وجماله.. وبعد فترة من تطور المشروع تم تطبيقه بنشاط دراسي من خلال مجموعات ومنافسات علمية مسابقات عززت العمل وأعطت الطلاب دفعة للتفوق والاجتهاد.

ويواصل أبو كرم حديثه عن تجربته الخاصة في زرع حب العلم في نفوس الأطفال في واقع الحرب المؤلم في الغوطة قبل التهجير، قائلاً: "من التجارب التي أعطت العملية العليمية بصمة النجاح القيام بنشاط رياضي متمثلاً بدوري كرة قدم يشارك فيه كل صف بفريق أو أكثر، بصيغة تعمل على جمع علامات ودرجات ممتازة والفائز بينهم ينال أولا شكر ومدح الإدارة ومكافئات منوعة؛ بالمقابل زرع وهذا في نفوس الطلاب رغبة المنافسة والتحدي ودفعهم لمزيد من الاهتمام ليستطيعوا المشاركة في تلك النشاطات التي من شأنها بناء جيل مثقف يحافظ على التعليم في زمان لم يترك لهم الحرب مكانا للراحة".

 




كلمات مفتاحية