المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في ظل تدهور الليرة.. العامل السوري في مهب الريح

 
   
14:43

http://anapress.net/a/928332222466833
528
مشاهدة


في ظل تدهور الليرة.. العامل السوري في مهب الريح

حجم الخط:

تتهاوى معيشة العامل السوري إلى أدنى درجة وسط انهيار الليرة السورية مقابل العملة الأجنبية، إضافة إلى عدم توفر فرص العمل في ظل موجة الغلاء الكاسحة التي واجهت سكان سوريا عامة.

ووصل تدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، ذلك بسبب استنزاف قيمة الليرة السورية وقدرتها الشرائية، وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات تجاوزت 1000%

كيف يعيش العامل السوري في إدلب

"عبد الرحمن" من مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، قال في حديثه لـ "أنا برس"؛ "أعمل في مهنة العتالة منذ سنوات خلت، لكن قبل اندلاع الثورة كانت أجرتي في عتالة الأغراض أقل عدداً وأكثر قيمةً؛ أما الأن مهما كان الأجر سيكون ضئيل لي وكبير على الزبون".

ويضيف؛ "بعد معاناة مستمرة منذ الساعة الـ6 صباحاً وحتى الـ7 مساءً في البحث عن أشخاص يريدون عتال لحمل الأشياء، قد أستطيع أن أكسب 1500 ليرة سورية، ثلثها يذهب ثمن خبز وما تبقى لا يكفي لأي شيء كان؛ يمكنني القول أنني وعائلتي على قيد الحياة إلى الأن بمعجزة إلاهية". 

أقرأ أيضاً: السوريون في مناطق النظام.. حصار الدولار والكورونا

"بين ثمن الوقود وإيجار العتالة والأعطال المتكررة في السيارة، يصرف ثلث عملي اليومي"، يقول الستيني "أبو مصطفى" سائق سيارة بك أب بريف إدلب.. ويضيف؛ "بالرغم من بلوغي سن الشيخوخة إلا أنني مطر إلى العمل وإلا سوف يموت أبنائي جوعاً؛ وعلى اعتباري متقدم بالسن فلم يعد بإمكاني العتالة فأطر إلى استئجار عامل مرافق معي لكي ينقل أغراض الزبائن وأنا أخذ إيجار النقل بسيارتي".

ويسرد "أبو مصطفى" في حديثه لـ "أنا برس"؛ "أجرة النقل داخل المدينة 1000 ليرة سورية، وحين يتطلب الأمر عمال عتالة، أستأجرهم وأضيف إيجارهم على أجرة النقل؛ ومع ارتفاع سعر الوقود (البنزين) ليصل الى 850 ليرة سورية يتبقى لي 150 ليرة، أي كل ثلاث نقلات بثمن ربطة خبز واحدة، ناهيك عن أعطال السيارة المتكررة والتي تطرني الى العمل بشكل دؤوب لأستطيع سداد الديون التي أستدينها".

"مراد" عامل في مجال البناء يقول لـ "أنا برس"؛ "أجرة عملي اليومية 2000 ليرة سورية ذلك مقابل نقل مزيج الأسمنت من الأرض إلى الأعمدة من خلال سلالم بدائية ما يجعلني عرضة للخطر بشكل دائم بسبب المجهود العضلي الذي يرافقني اثناء العمل؛ ورغم كل هذه المعاناة إلا أن العمل ليس متوفر بشكل دائم فما ان انتهى عملي في احدى الأبنية قد يستغرق البحث عن عمل جديد أكثر من خمسة أيام".

ويضيف؛ "2000ليرة سورية أي ما يعادل دولار ونصف.. كيف يمكنني أن أكل أنا وعائلتي بهما في ظل هذا الغلاء؛ فبين الخبز والخضار الغير طازجة لـرخص ثمنها تذهب أجرتي بأكملها؛ ناهيك عن متطلبات الأطفال الرضع ورسوم الكهرباء ومواد التدفئة".

مرارة النزوح تزيد الطين بلة

يعيش النازحون في مناطق سيطرة قوات المعارضة في ريف إدلب أوضاع اقتصادية صعبة، ومع حالة التضخم السكاني الكبيرة الحاصلة في الشمال السوري، نتيجة عمليات التهجير القسرية التي مورست بحق آلاف المدنيين وحركة النزوح الأخيرة؛ ازدادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ظاهرة البطالة بين أوساط الشباب في الشمال السوري، بسبب انعدام العمل وتراجع القدرة الشرائية لدى غالبية سكان الشمال السوري.

"رؤوف عبد المعطي" نازح من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة حارم شمال غرب إدلب، قال لـ "أنا برس"؛ "قبل العملية العسكرية الأخيرة على ريف إدلب الجنوبي كنت أعمل في زراعة أرضي الصغيرة، ورغم أن مساحة الأرض التي أملكها ليست كبيرة إلا أنها كانت تكفيني من العوز أو العمل بأعمال صعبة كالعتالة وبمردود ضئيل".

ويضيف؛ "كنت أزرع النباتات المباعة أسبوعياً كـ (البقدونس – النعناعة - السبانخ)، إضافة إلى أشجار الزيتون ضمن بستاني الصغير، فكانت النباتات الأسبوعية تأمن لي مصروفي الشهري ناهيك عن حاجة منزلي من تلك النباتات، وفي نهاية العام يكون موسم بيع الزيتون هو الفائض لدي؛ أم الأن وبعد سيطرة قوات الأسد على بلدتي واضطررنا للنزوح قسرا خوفاً من اجرام الأسد وحلفائه؛ بدأت بالعمل بالعتالة وبمردود أقل من باقي العمال والسبب تأمين لقمة العيش لعائلتي، ومن ثم عامل بناء، إلى أن وصل بي الحال أن أجمع من مكبات القمامة على بقايا. 

"خليك بالبيت" ترفع المعاناة

أطلق الدفاع المدني السوري، حملة توعية تحت عنوان "خليك بالبيت" في محافظة إدلب شمالي سوريا، لمنع انتشار فيروس (كورونا المستجد) وطرق الوقاية منه.

وأكد الدفاع المدني أن الحملة تهدف إلى تحذير السكان في إدلب من كورونا والتنبيه حول خطره، مؤكداً على ضرورة الالتزام بالمنازل هذه الفترة، واتخاذ جميع الخطوات الاحتياطية الوقائية.

"هل ألتزم بمنزلي خشية الموت وعائلتي من فايروس كورونا؟ أم أخرج من منزلي للعمل خشية من الموت وعائلتي من الجوع؟"؛ يتساءل "رؤوف عبد المعطي" في حديثه لـ "أنا برس".

ويضيف؛ "الجميع يعلم خطورة فايروس كورونا وسرعة انتشاره، أيضاً الجميع يعلم ويقدر مجهود فرق الدفاع المدني في حملات التوعية؛ لكن هل سأل أحد كيف سوف يلتزم العامل السوري بحملة خليك بالبيت؟ وكيف سيؤمن لقمة عيشه اليومية؛ فإن لم نمت من الفيروس سوف نمت من الجوع، فهل يكمن الحل بالبقاء في المنزل أم يتوجب على المنظمات الإنسانية تفقد أحوال العمال في هذه الظروف؟". 

مناطق النظام أسوء 

تعيش أسواق العاصمة دمشق ومدن أخرى تسيطر عليها قوات النظام السوري حالة ركود في الأسواق، بعد عزوف الناس عن شراء الكثير من المنتجات نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وشهدت البضائع في الأسواق السورية في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد ارتفاعاً جنونياً في الأسعار، ما أثار غضب الشارع السوري، حيث بات ذلك الوضع مصدر قلق وتوتر كبيرين لسكان تلك المناطق، ما دفع بعض الناس إلى محاولة الانتحار، بسبب بؤس الوضع الذي زاد عليهم قسوة الحرب.

ويعود ارتفاع الأسعار إلى إغلاق قوات النظام للمعابر التجارية، واختفاء البضائع التركية من الأسواق، بالتزامن مع تصدير المواد المحلية إلى دول أخرى؛ حيث قام النظام السوري بتنفيذ عقود تصدير للمنتجات الزراعية إلى خمس دول من بينها روسيا بقيمة 10 ملايين دولار، وقد شملت العقود تصدير الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب والحمضيات إلى روسيا والعراق ولبنان وغيرها من الدول، في حين يشتكي السكان من غلاء الأسعار رغم عودة الهدوء إلى معظم المناطق المشتعلة في سوريا.