المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

كل ما تريد معرفته عن الانتخابات التركية

 
   
09:30

http://anapress.net/a/909038815899993
184
مشاهدة


كل ما تريد معرفته عن الانتخابات التركية

حجم الخط:

مع اقتراب موعد الانتخابات التركية في 24 حزيران/يونيو المقبل، تزداد وتيرة التنافس بين الأحزاب السياسية، ويسعى كل طرف لزيادة فرصه ومضاعفة قاعدته من أصوات المواطنين، عبر تقديم وعود انتخابية تلامس احتياجات ومتطلبات الناخب.

ولكونها أول انتخابات رئاسية بعد اعتماد النظام الرئاسي للبلاد، عقب إقرار التعديلات الدستورية، ولتزامنها مع الانتخابات البرلمانية، تتطلع كافة الأحزاب المشاركة لإقناع المواطنين ببرنامجها ووعودها الانتخابية أملا بالوصول إلى منصب الرئاسة، وحصد أكبر عدد من المقاعد في مجلس الأمة الكبير.

وتمثّل الانتخابات نقطة انعطاف هامة جداً بالنسبة إلى تركيا، لأنه بمجرد الانتهاء من انتخابات24 حزيران/يونيو سيتم الانتقال إلى نظام الحكم الرئاسي وفقاً للتشريع التركي الجديد، إذ سيبدأ تطبيق النظام الرئاسي بشكل رسمي عقب انتهاء الانتخابات.

المرشحين للرئاسة التركية

ينافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات ستة مرشحين آخرين يخوضون المواجهة مع أردوغان المتحالف مع حزب "الحركة القومية" باسم "تحالف الشعب".

  53.4٪ من الأتراك مستعدون لدعم أردوغان في حملته الرئاسية
  استطلاع

وقدم رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مع زعيم "الحركة القومية" دولت بهجه لي، طلب ترشح أردوغان إلى اللجنة العليا للانتخابات، إلى جانب تقديم حزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة التركية، بطلب ترشح النائب محرم إينجة رسميا لخوض الانتخابات. كما قدمت أحزاب "الوطن" طلب ترشح دوغو بارينجاك، و"الخير" طلب ترشح ميرال أكشنار، و"السعادة" طلب ترشح تمل قره ملا أوغلو، و"العدالة" طلب ترشح نجدت أوز، و"الشعوب الديموقراطي" طلب ترشح رئيس الحزب السابق صلاح الدين دميرتاش.

ويخوض الرئيس السابق لحزب "الشعوب الديمقراطي" التركي المعارض صلاح الدين دميرتاش معركة الانتخابات الرئاسية التركية التي تجري في 24 يونيو 2018 من خلف القضبان في سجن أدرنة الواقع قرب الحدود مع اليونان بينما قاعدته الشعبية تتمركز في شرقي البلاد على بعد أكثر ألف كيلو متر.

آلية الانتخابات

في الانتخابات الرئاسية، تبدو الأمور بسيطة، فالمرشح الذي سيحصل في الجولة الأولى على الأغلبية المطلقة، أي نصف الأصوات الصحيحة المشاركة في الانتخابات (وليس نصف عدد الذين يحق لهم التصويت) سيكون الرئيس، كما تنص الفقرة الأولى من المادة رقم 4 من القانون رقم 6271. بينما إن لم يحصل أي من المرشحين عليها، تعاد الانتخابات بين المرشحَيْن اللذَين حصلا على أعلى الأصوات بعد أسبوعين (يوم الأحد الثاني بعد عملية الاقتراع)، وفق نفس الفقرة.

أما الانتخابات البرلمانية أو العامة، فتبدو أكثر تعقيداً من ذلك، من حيث نظام الانتخابات والفرز؛ حيث يتوزع الناخبون على 87 لجنة/دائرة انتخابية في 81 محافظة، حيث تتضمن كل من إسطنبول وأنقرة 3 دوائر، وكل من إزمير وبورصة دائرتين، إضافة لاعتبار كل واحدة من المحافظات المتبقية دائرة واحدة، فضلاً طبعاً عن أصوات الخارج والمعابر الحدودية.

استطلاع رأي

أظهر استطلاع جديد نشر قبل أيام، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتزعم السباق الرئاسي قبل الانتخابات المقبلة المرتقبة، حيث أبدى أكثر من 53 في المئة من الأتراك استعدادهم للتصويت له.

ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة أبحاث الرأي (ORC)، فإن 53.4٪ من الأتراك مستعدون لدعم أردوغان في حملته الرئاسية، في حين حصل محرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، على دعم 23.8 في المئة من المستطلعة آراؤهم، وحصلت ميرال أكشينر، مرشحة الحزب الصالح، على 11.5 في المئة، وصلاح الدين دميرطاش، مرشح حزب الشعوب الديمقراطية على 8.7 في المئة.

حظوظ الأحزاب المشاركة بالانتخابات

يقول الكاتب والصحفي عبو الحسو المهتم بالشأن التركي، في تصريحات لـ "أنا برس"، إن كل التوقعات تشير إلى فوز أردوغان لرئاسة الجمهورية في الجولة الأولى، ولكن هناك من يرى أن يتم اللجوء إلى جولة ثانية، فالمعارضة كما يشير الحسو تعمل جاهدة على عدم فوز أردوغان بالرئاسة، مشيرا إلى أن المنافسة قد تكون بين أردوغان ومحرم إينجة مرشح الحزب الجمهوري.

وحول الأحزاب المشاركة في سباق الانتخابات وحظوظها، يعتقد الحسو بأن "تحالف الشعب" والذي هو تحالف بين حزب العدالة والتنمية مع الحركة القومية، مرشح وبقوة لينال مقاعد أكثر في الانتخابات البرلمانية.

الملاحظ أن حزب العدالة والتنمية لديه برنامج انتخابي حافل وواسع لتنمية المجتمع ودفع الاقتصاد التركي للأمام، أما المعارضة لا تحمل في برامجها الانتخابية أي برنامج انتخابي يقنع الشعب، بل ع العكس تماما فهي تمارس السياسة من باب معارضة حزب العدالة والتنمية بعرقلة المشاريع التي أقامتها (كبيع قصر الشعب.. وبيع قنوات TRT).

كما أن هناك بعض أحزاب المعارضة تعزف على وتر ترحيل السوريين من تركيا لكسب بعض الأصوات، ولكن في نفس الوقت هناك شريحة كبرى من الشعب التركي ضد هذا التوجه، لذلك لن تستطيع أحزاب المعارضة أن تنافس حزب العدالة والتنمية بالحصول على مقاعد أكثر في البرلمان.

الانتخابات البرلمانية لن تكون سهلة لحزب العدالة

يقول الدكتور علي حسين باكير الباحث والخبير بالشأن التركي، لـ "أنا برس"، إن الانتخابات التركية لهذا العام ستكون حاسمة لناحية تحديد مسار البلاد في المرحلة المقبلة من خلال النظام الرئاسي، واستطلاعات الرأي تشير دون استثناء إلى أن أردوغان هو الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية سواءً حسمها من الجولة الاولى أو من خلال الجولة الثانية.

الانتخابات التركية لهذا العام ستكون حاسمة لناحية تحديد مسار البلاد في المرحلة المقبلة من خلال النظام الرئاسي
باكير

وحول بقية المرشحين يرى باكير، أن شعبية ميرال اكشينار آخذة في التراجع مقارنة بمرشح حزب الشعب الجمهوري محرم اينجة، لكن ذلك لن يغير من مصير الانتخابات الرئاسية على الأرجح، بالمقابل تبدو الانتخابات النيابية أكثر أهمية، والتنفس فيها أكبر.

ويعتقد بأنه في الانتخابات البرلمانية ستكون المنافسة قوية جدا وشديدة بين الأحزاب وهناك احتمال أن يخسر حزب العدالة والتنمية الأغلبية النيابية ، وإذا ما حدث ذلك سيعتمد في نهاية المطاف إلى حد كبير على أداء حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، وفق رأيه. فهامش المفاجآت في الانتخابات الرئاسية محدود لكنه موجود في الانتخابات النيابية، فحزب العدالة يسعى بكل قوته الى ضمان أغلبية برلمانية لكن تحقيق ذلك لن يكون سهلا على الإطلاق.

يبدو أن المشهد السياسي التركي يزداد تعقيداً، وتزداد التوقعات والتكهنات مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، بوصفها حدثاً مفصلياً في التاريخ التركي الحديث، ستؤثر نتيجتها في مستقبل تركيا خلال السنوات المقبلة. فهي الانتخابات الأولى التي ستجسد انتقال تركيا الفعلي من النظام البرلماني التشريعي إلى النظام الرئاسي التنفيذي، ما يكسبها أهمية قصوى في تحديد صورة الوضع السياسي التركي في هذا الانتقال المفصلي، الذي حمل معه انتخابات ثنائية ومعقدة، بل مثيرة، لكونها ستشمل انتخاب رئيس للجمهورية، وانتخاب أعضاء البرلمان البالغ عدد 600 عضو، في الوقت ذاته، وللمرة الأولى في تاريخ تركيا الحديث.